رمضان بلدي.. الحصار يفاقم معاناة المدنيين في غوطتي دمشق - It's Over 9000!

رمضان بلدي.. الحصار يفاقم معاناة المدنيين في غوطتي دمشق

بلدي نيوز – ريف دمشق (حسام محمد)
دخل شهر رمضان للعام الحالي على السوريين في أرياف العاصمة السورية دمشق بأحوال أشد تعقيداً من العام المنصرم ومعاناة أكبر، وسط تشديد للحصار على المدن الثائرة ضد النظام السوري، ليكشف شهر الصيام مدى الحالة الإنسانية التي وصل إليها السوريون في العديد من المناطق رغم توقيعها لاتفاقيات هدن مع الأسد منذ سنوات.
ففي الغوطة الشرقية، جاء شهر رمضان هذا العام عقب "حربين" إحداهما داخلية بين التشكيلات الثورية والثانية قادها نظام الأسد والميليشيات الأجنبية الموالية له، والتي نجحوا خلالها باحتلال الخزان الغذائي لكامل الغوطة في القطاع الجنوبي، والذي فاقم الحصار وجعله أشد فتكاً بمئات آلاف الأهالي المحاصرين منذ أعوام.
الناشط الإعلامي "ياسر محمد"، قال لشبكة بلدي نيوز "لقد تعمد الأسد وميليشياته المحلية والأجنبية التقدم داخل عمق الغوطة الشرقية من بوابة القطاع الجنوبي، والذي يعتبر الخزان الغذائي المغذي لها، مستغلاً حالة الاقتتال الداخلي التي شهدتها الغوطة والتي أدت إلى انسحاب تشكيل من كامل القطاع، وعجز بقية التشكيلات عن سد الفراغ".
وأشار "محمد" إلى أن النظام يسعى منذ أشهر التقدم على تلك الجبهة والتي تعتبر السلة الغذائية لكامل قطاعات الغوطة، فاحتلال تلك المناطق أفقد مئات آلاف السوريين المحاصرين محاصيلهم الزراعية، واستولى على ما يقارب من 50 ألف دونم زراعي، تعجز كامل الغوطة الشرقية عن تأمين البديل عنها.
وأكد الناشط الإعلامي أن السيطرة على كامل القطاع الجنوبي كان هدفاً مهماً للغاية للأسد، حيث أفرغ الغوطة من كميات هائلة من القمح والمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة، لتصبح الغوطة اليوم في حالة جفاف زراعي، ربما لم تظهر نتائجه حتى الساعة ولكن الفترات القادمة ستكون صعبة للغاية على كامل الغوطة.
وأضاف إن "الأسعار في الغوطة مرتفعة، وبعض المواد الغذائية الهامة مفقودة، فيما تنعم المناطق الموالية في دمشق بكافة أنواع المواد الغذائية والحلوى التي تعتبر اليوم شبه منسية ومختفية من المواد الرمضانية في منازل السوريين بالغوطة، ونوه "محمد" إلى أن الكثير من العادات الرمضانية باتت بحكم الملغية في الغوطة جراء الحصار وحالة الفقر الكبيرة التي تسيطر على كافة المدن والبلدات فيها.
وفي الغوطة الغربية، قال الناشط الإعلامي "محمد عبد الرحيم" أن مدينتي داريا والمعضمية بوابتا دمشق الغربية ما تزالان تحت حصار محكم، حيث يمنع النظام دخول المواد الغذائية الرئيسية إلى داريا، والتي اكتفت الأمم المتحدة والهلال الأحمر والصليب الأحمر بإدخال بعض المواد الطبية وحليب الأطفال إليها.
أما في المعضمية، فقد دخلتها سيارات من الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية، ولكن ممنوع عن المدينة دخول الخضراوات بقرار من النظام السوري الذي لم يسمح من قبل بدخولها إلا على فترات زمنية متباعدة وبكميات لا تكفي المدنيين إلا ليوم واحد فقط.
كما يمنع النظام، بحسب ما أكده "عبد الرحيم"، خروج أو دخول الأهالي من معضمية الشام، فيما يسمح بدخول وخروج الطلاب والموظفين بعد عمليات تفتيش دقيقة تمنعهم خلالها حواجز الأسد من إدخال حتى "قطعة البسكويت" إلى داخل المدينة.
وأردف "عبد الرحيم" إلى أن الأسعار في داريا والمعضمية مرتفعة بشكل كبير وذلك بسبب فقدانهما للمحروقات، الأمر الذي جعل من الأسعار ترتفع بشكل مطرد رغم التحسن الجزئي الذي طرأ على الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.
وفي "مضايا والزبداني"، قال الصحفي السوري عمر محمد "لقد مضى عام على الحصار والتهجير بحق المدنيين في الزبداني ومضايا، حيث سجلت المدينتان أكثر من 126 شهيداً بسبب الجوع وأمراض سوء التغذية، ومازال الحصار مطبق عليهم رغم النداءات والاستغاثات الدولية لفتح ممرات إنسانية".
ويعاني اليوم أهالي مضايا من نقص كافة الأغذية والأدوية الطبية، فها هو شهر رمضان يأتي مرة أخرى عليهم في الحصار يتذكرون به كيف كان يأتي وهم في منازلهم تجتمع كافة العائلة على المائدة، أما اليوم فأصبحت العائلة مشتتة، منهم من استشهد، ومنهم من هاجر، ومنهم من بقي داخل الحصار، يعاني الجوع والمرض أطفال ونساء وشباب وكبار في السن لا يعلمون مصيرهم إلى أين في ظل هذا الحصار الذي يفرضه النظام وميليشيا حزب الله.

مقالات ذات صلة

خارجية النظام تعلق على الاستهداف الإسرائيلي جنوب سوريا

موقع إسرائيل يكشف عن تحركات للحزب اللبناني في الجولان جنوب سوريا

خسائر كبيرة.. ما هي نتيجة الغارات على ميلشيات إيران في حلب

"جعجع" يكشف سبب طلب نظام الأسد من لبنان تفكيك أبراج المراقبة على الحدود

بالرغم من العقوبات عليه.. النظام السوري يحضر اجتماع دولي لمكافحة المخدرا.ت

زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني إلى دمشق