بلدي نيوز - (أشرف سليمان)
تعددت الاغتيالات بحق أبرز قادة الصف الأول الإيرانيين في العام الحالي 2020 بداية من قتل قائد فيلق القدس "قاسم سليماني" في الثالث من شهر كانون الثاني إلى محاولة اغتيال خلفيته، إسماعيل قاآني، قرب العاصمة دمشق في الـ18 من الشهر الحالي، وصولا إلى اغتيال العالم الإيراني "محسن فخري زادة" في طهران، كل ذلك في ظل صمت إيراني مطبق وعجز عن أي رد إلا بالتصريحات والخطابات.
وأدان وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، أمس الجمعة، اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة، واصفا العملية بـ"الإرهابية والعمياء"، في وقت أعاد الرئيس الأمريكي التغريد حول تلك الحادثة دون أن يعلق عليها.
وكانت وزارة الدفاع الإيرانية، أكدت مقتل رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا في الوزارة محسن فخري زاده أمس بتاريخ 27 تشرين الثاني.
وقالت وكالة "فارس" إن اغتيال العالم النووي تم عن طريق انفجار تعرضت له سيارته ثم إطلاق الرصاص، وأضافت أن مرافقي العالم النووي اشتبكوا مع فريق الاغتيال والعملية أدت إلى مقتل شخصين على الأقل.
وجاءت في التغريدات التي أعاد ترامب نشرها، إن زاده كان مطلوباً منذ سنوات للموساد الإسرائيلي، ووفاته ضربة نفسية ومهنية لإيران، وكان يُنظر إليه على أنه القوة الكامنة وراء برنامج الأسلحة النووية.
اتهام إسرائيل
ومع عملية الاغتيال تلك، تداولت وسائل إعلام تصريحات سابقة لوزير الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عام 2018، حيث اعتبر فخري زاده أنه يقود برنامج طهران النووي، قائلا: "تذكروا هذا الاسم محسن فخري زاده".
وأكد وزير الخارجية محمد جواد ظریف وجود مؤشرات تثبت تورط "إسرائيل" في عملية اغتيال فخري زادة، وقال مسؤول في مكتب نتنياهو في تصريح لوكالة "رويترز"، إن المكتب "يمتنع عن التعليق" على اغتيال زاده.
محاولة اغتيال " قاآني" بدمشق
وفي الـ18 من تشرين الثاني الحالي تصاعد التوتر بين "إيران وإسرائيل" بعد ضربات إسرائيلية لمواقع حساسة في محيط دمشق، وكشفت مصادر أن القصف كان هدفه "إسماعيل قاآني" خليفة سليماني الذي كان بزيارة سرية للأسد.
ووفقا لموفد قناة "BBC" البريطاني، فإنّ "قاآني" وصل إلى بغداد يوم الأربعاء الفائت، والتقى قيادات من الحشد الشعبي، كما والتقي في اجتماع سرّي برئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، مشيرا إلى أن زيارته جاءت بعد زيارة سرية أجراها إلى لبنان وسوريا، التقى خلالها كل من "بشار الأسد، وحسن نصر الله".
وأشارت المصادر البريطانية إلى أن "إسرائيل" قد تكون حاولت استهداف مكان تواجد "قاآني" بالقرب من دمشق، إلا أنّه كان غادر المكان حينها ووصل إلى بغداد.
وتزامنت الأنباء التي تحدثت عنها القناة البريطانية عن مجريات يوم الأربعاء بخصوص "قاآني"، بإعلان الجيش الإسرائيلي شن غارات على مواقع تابعة لـ"فيلق القدس" الإيراني وقوات النظام في سوريا، والتي أسفرت وفقا لمصادر متطابقة في منطقة دمشق، عن مقتل 10 أشخاص وإصابة آخرين من جنسيات سورية وعربية وإيرانية، فيما أفادت وكالة الأنباء التابعة للنظام (سانا) بمقتل 3 عسكريين، حينها.
والأمر المثير للاهتمام والذي أكد صحة الأنباء حول استهداف "قاآني"، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، عقب ساعات من الغارات، تسجيلا مصورا يظهر كيف قصفت طائرات بلاده مواقع عسكرية لفيلق القدس الإيراني وقوات النظام في سوريا، للمرة الأولى منذ بدء استهداف القوات الإيرانية في سوريا.
غياب الرد
وشهد بداية عام 2020 اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في مطار بغداد برفقة نائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقي "أبو مهدي المهندس" وذلك من قبل الجيش الأمريكي وبناء على تعليمات الرئيس دونالد ترامب.واعتبرت وقتها إيران أن الاغتيال جريمة "إرهاب أمريكية"، وتوعدت بأن "تدفع أمريكا ثمنا باهظا لها وأعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بأن انتقام إيران سيكون "ساحقا".
وأعلن علي الشيرازي ممثل المرشد الأعلى في فيلق القدس، أن الانتقام لاغتيال سليماني على يد القوات الأمريكية واجب شرعي، حسب تعبيره، ولكن كل ذلك كانت خطابات مرة مع الوقت دون تنفيذ أي منها.
وبالأمس كرر المسؤولون الإيرانيون وعلى رأسهم جواد ظريف اتهام كل من إسرائيل وأمريكا باغتيال" فخري زاده" وتوعد الحرس الثوري الإيراني بـ "انتقام قاس" من قتلة العالم الإيراني فهل سنشهد أي رد أم أن سيناريو الرد المؤجل سيبقى سيد الموقف.