Bloomberg View –ترجمة بلدي نيوز
في هذه السنة الانتخابية المضطربة، هناك موضوع ثابت لقادة كلا الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، في الرغبة في بناء تحالف عالمي ضد تنظيم "داعش"، بينما تقوم الآن جماعة غير معروفة نسبياً بالأخذ حرفياً بهذه الرسالة.
هذه المنظمة غير الربحية والمعروفة باسم "التحالف العالمي من أجل إنهاء تنظيم القاعدة / داعش"، أو ما يسمى بـ GAFTA""، قد قامت يوم الأربعاء الماضي باستضافة مؤتمر في نادي الصحافة الوطني يضم بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للديكتاتور السوري بشار الأسد، وتضمن المؤتمر أيضاً إعطاء منصة لبسام الحسين، والذي يتصل بعلاقات مع الحكومة العراقية والميليشيات الشيعية في البلاد، والتي ترعاها إيران، تلك الحكومة المعرفة لسنوات من قبل وزارة الخارجية، كأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم.
الإجراء الجيد الذي اتخذ مسبقاً، هو أن المتعهد بالمعاملات المالية لمنظمة GAFTA غسان منصور، قد تم وضع اسمه من قبل وزارة العدل الأمريكية في لائحة الاتهام في عام 2011 لمشاركته في مخطط غسل أموال نيابة عن حزب الله اللبناني.
وفي عام 2013، وبينما كان أوباما يفكر في الرد على الهجوم الكيميائي لقوات الأسد على منطقة الغوطة، قامت بثينة شعبان في الوقت نفسه بالتصريح لوسائل الاعلام بأن قوات الثوار قاموا بتسميم أنفسهم بالكيميائي، لجعل النظام يبدو سيئاً أمام العالم، بينما شجعت سياسة الولايات المتحدة في تفكيك الميليشيات العراقية والضغط على الخزانة المالية لحزب الله.
لكن أوباما لم يقم أبداً بالرد الحازم على نظام الأسد لعبوره الخط الأمريكي الأحمر باستخدامه للأسلحة الكيميائية، بل إنه في عام 2016 قد قام بالتخفيف من مواقفه اتجاه الدكتاتور السوري، في حين دعم الدبلوماسيون الأمريكيون مفاوضات السلام والتي من شأنها أن تترك الأسد في السلطة لفترة انتقالية، بعيدة بذلك كل البعد عن تلك السياسة القديمة التي طالبت المستبد بوجوب التخلي مباشرة عن السلطة، وفي حين أن وزارة الخزانة الأمريكية ما زالت تلاحق أصول دعائم حزب الله المادية، فإن الولايات المتحدة لا تضع حداً لدعمها للجيش اللبناني، على الرغم من أنه يعمل بشكل وثيق مع حزب الله، أما بالنسبة للميليشيات العراقية، فقد قدمت الولايات المتحدة لها الغطاء الجوي في عملياتها الأخيرة ضد تنظيم "داعش".
يقول أحمد مكي كبة، أحد مؤسسي منظمة GAFTA، بأن هذه المنظمة غير الربحية، تأسست في أبريل 2014، ولكن حتى الآن فإنها تقوم بتركيز جهودها نحو خارج واشنطن، مثل رفع مستوى الوعي حول فظائع القاعدة وتنظيم "داعش" بين العرب والمسلمين الأميركيين، بينما لم تقم بجمع المزيد من المال، وقال منصور بأن أموال GAFTA تأتي في المقام الأول منه، ومن أحمد كبة، في حين قدر بأنهما قد دفعا ما بين 20،000 $ و 30،000 $ للمنظمة منذ أن بدأت.
وليس من المستغرب، ألا تكون لمنظمة GAFTA جاذبية كبيرة في واشنطن، فقد قال منصور بأنه قام بطلب عقد اجتماعات في البيت الأبيض ومع أعضاء الكونجرس، لكنه لم يفلح بذلك، وأضاف بأن منظمته استطاعت في وقت لاحق الحصول على اجتماع مع موظفي السناتور بيل نيلسون، الديمقراطي من ولاية فلوريدا.
ولا يزال مؤسسو منظمة GAFTA يشعرون بالتفاؤل، فقد قال أحمد كبة بأنه على الرغم من عدم اتفاقه مع توصيات دونالد ترامب بفرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، إلا أنه يعتقد بأن ترامب، هو قطب العقارات الأمريكية، ويتمتع برؤية واضحة حول كيفية هزيمة تنظيم "داعش"، مضيفاً بأن "وجهة نظرنا متقاربة مع وجهة نظر السناتور راند بول وحتى دونالد ترامب" كما أضاف "نستطيع مقارنة تحالف الولايات المتحدة مع الأسد ضد تنظيم "داعش" بتحالف فرانكلين ديلانو روزفلت مع جوزيف ستالين ضد أدولف هتلر، نحن نقوم بتعزيز الوحدة العالمية، إن هذه ليست الطريقة الوحيدة للنظر في ذلك".
أما معاذ مصطفى، عضو مجلس إدارة الائتلاف من أجل سوريا الديمقراطية، المنظمة غير الربحية المناهضة وبشدة للأسد، يأخذ وجهة نظر مختلفة، فقد قال بأن "بثينة شعبان، هي المجرمة التي ما زالت تخضع لعقوبات الولايات المتحدة منذ عام 2011، وبالتالي لم تأتِ لحضور المؤتمر ولكنها كانت موجودة في المؤتمر يوم الأربعاء عبر السكايب، ويعتقد معاذ مصطفى بأن في هذا التصرف نوعاً من التمادي: "نحن ننظر لهذا الأمر كخرق قانوني للعقوبات الأمريكية."
إن معاذ مصطفى ليس وحده الذي يعارض فكرة التحالف مع الأسد ضد الجهاديين، ففي الأسبوع الماضي في منتدى أوسلو للحرية، عبد العزيز حمزة، أحد مؤسسي "الرقة تذبح بصمت"، المنظمة غير الحكومية التي توثق فظائع تنظيم "داعش" ونشرها على شبكة الانترنت، قد قال بأنه يعارض سياسات الولايات المتحدة التي سمحت للأسد في البقاء في السلطة، كما أضاف قائلاً "لقد وعد أوباما بمساعدة الشعب السوري، ولكنه لم يفِ بوعده" كما قال "إن الحكومة الأمريكية تريد أن تضمن وجود الأسد في المرحلة القادمة في سوريا، كيف يمكن أن ندرج مجرماً مثل الأسد ليكون رئيساً لأي فترة من الوقت؟"