بلدي نيوز – (ريما محمد)
بث التلفزيون السوري في 25 أيار الماضي فيديو لما سماه "عملية نوعية قامت بها الجهات المختصة في عفرين بريف حلب".
حيث قال التلفزيون السوري عبر تقرير أعده إعلامي النظام شادي الحلوة "أن الجهات الأمنية المختصة ألقت القبض على الإرهابي عبد الرحمن كنجو في مدينة عفرين، وضبطت معه أكثر من 25 طناً من المواد الطبية الخاصة بالمشافي الميدانية القادمة من تركيا عبر معبر باب الهوى والمتجهة نحو مدينة الموصل في العراق".
وبالرجوع إلى التاريخ المذكور تبين لبلدي نيوز أن مدينة عفرين بتاريخ -25 – أيار/مايو الماضي أي منذ 9 أيام كانت تحت سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وتعتبر "وحدات حماية الشعب" والمرأة الكردية بجناحيها (البياجا) و(البياكا) الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، الدعامة السياسية الأساسية لما يسمى الإدارة الذاتية بالشمال السوري.
وكانت "وحدات حماية الشعب" نفت مراراً تعاملها مع النظام السوري مخابراتياً أو عسكرياً، كما أنها تنفي تبعيتها السياسية لنظام دمشق، وتسوق أنها قوات مناهضة للنظام السوري.
وذهب الناشط الإعلامي عبد الله الأحمد –الذي تربطه بعبد الرحمن كنجو علاقة سابقة- في حديث خاص لبلدي نيوز إلى أن "قوات حماية الشعب الكردية اعتقلت كنجو في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة الوحدات بشكل كامل ليظهر فجأة على شاشة التلفاز السوري معتقلا لدى النظام في دمشق".
وأضاف عبد الله "في عفرين لا وجود يذكر لأي فاعلية لقوات النظام، حتى إن الـ بي ي دي القوة المسيطرة في المدينة تقدم نفسها كقوة ضد النظام السوري".
وتابع عبد الله "وردتنا معلومات بنقله إلى دمشق ثم شاهدت عبد الرحمن على شاشة التلفاز السوري، لم أتوقع أن يتم التعامل بين النظام و"بي واي دي" بهذا الشكل العلني".
وأردف "هذه المرة الأولى التي يتعامل فيها النظام مع الوحدات الكردية علناً، "بي واي دي" يدعي مناهضة النظام، لكن الجميع هنا يعرف أنهما يتعاملان مع بعضهما بشكل سري".
وتشير الدراسات التي قدمها المركز الكردي للدراسات الإستراتيجية إلى أن العقيدة الأساسية لوحدات حماية الشعب (YPG) ترتكز على منع أية جهة سياسية سورية من السيطرة والتحكم بالمناطق الكردية الخارجة عن سيطرة النظام، أيا كانت التكاليف العسكرية والبشرية جراء ذلك، فقد كان الصراع المتحدم على بلدة "رأس العين" مؤشرا بالغا في ذلك الاتجاه.
حيث تعتبر الوحدات نفسها القوة الموازية لقوات النظام في المناطق الشمالية من سوريا، وبرز هذا التوجه بشكل لافت أثناء قيامها بحماية المتظاهرين برأس العين وعامودا في بداية الثورة السورية من القوة المفرطة التي كانت قوات النظام تواجه بها المتظاهرين السلميين.
ويعود تاريخ العلاقة بين النظام السوري والوحدات الكردية بشكلها الحالي إلى أواخر 2013م، حيث كان منذ 2004 تنظيماً سرياً.
وكانت الخارجية البريطانية وعبر وزير خارجيتها فليب هاموند قد عبرت عن قلقها إزاء التقارب الحاصل بين القوات الكردية والنظام السوري في أواخر 2014.