ما الرسالة التي قدمها رأس النظام لأهالي الساحل وما دلالتها؟ - It's Over 9000!

ما الرسالة التي قدمها رأس النظام لأهالي الساحل وما دلالتها؟


بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)

دعا رأس النظام السوري سكان القرى والبلدات في منطقة الساحل إلى عدم بيع أراضيهم الزراعية والحراجية لمن وصفهم بـ "المستغلين" وضعفاء النفوس.

وخلال زيارة له يوم أمس في ريفي اللاذقية وطرطوس شدد "بشار الأسد" على السعي بكافة السبل والطاقات لدعم المزارعين الذين تضررت أراضيهم بالحرائق الأخيرة للحيلولة، دون بيع تلك الأراضي وإبقائها ضمن ملكية أصحابها، فما الذي حمل "الأسد" على هذا الطلب، ولماذا عرض الدعم على السكان المحليين بخلاف سابق عهده لا سيما فيما يتعلق بالمزارعين الذين أهملهم نظامه ونظام أبيه.

بلدي نيوز تواصلت مع القانوني "عبد الناصر حوشان" الذي بين الأسباب لنظام الأسد خلف وقوفه بوجه بيع الأراضي الحراجية الخاصة في منطقة الساحل خصوصا، وعلى إمتداد الحراج في سوريا عموما. 

يقول الحقوقي "عبد الناصر حوشان"، إن "أغلب الحراج في الساحل والجبل من تلكخ ووادي النصارى على الحدود اللبنانية جنوبا إلى كسب شمالا على الحدود التركية، مرورا في مناطق مصياف والغاب والقرداحة وجبلة وصافيتا وبانياس وصلنفه واللاذقية، تحوّلت إلى معسكرات تدريب ومستودعات سلاح الميليشيات الطائفية وشبيحة الأسد".

ويضيف حوشان أن "أغلب أصحاب رؤوس الأموال والمتنفذين المؤيدين للنظام من حلب وحماة ودمشق و غيرها من المناطق استقرّوا في المناطق الساحلية والجبلية، منذ بداية الثورة عام 2011، ونقلوا تجارتهم ومعاملهم وأموالهم إليها، فمن الطبيعي أن تتغيّر الجغرافية لتستوعب التغيير الاقتصادي والاجتماعي فكانت الحراج هي الضحية".

ويكمل "ضافة إلى ذلك الاستثمارات السياحية الروسية الممنوحة لهم من قبل بشار الأسد بموجب العقود الموقعة بينه وبين الشركات الروسية تسببت بتسارع السباق بين الروس والإيرانيين للاستيلاء على المنطقة، لاسيما وأن الانتشار الواسع للإيرانيين في المنطقة يهدف لتغيير عقائد ما تبقى من أهلها، من خلال عمليات التشييع، بالإضافة إلى بناء مراكز قوة قريبة من البحر لتكون نقاط متقدمة لتنفيذ أي عمليات في المنطقة لخدمة المصالح الإيرانية".

وأشار إلى أن "إشعال الحرائق إحدى وسائل إرسال الرسائل بين الأطراف المتصارعة، والتي يغلب عليها فكر العصابات الإجرامية التي لا تأبه لا لحياة البشر ولا لقيمة الأرض والشجر فمصالحها فوق كل اعتبار".

ويتاتع "حوشان"، ولتكون عملية التوطين والتملك قانونية كان لابد من عملية التفاف تتيح للمستثمرين الدوليين والمحليين استملاك الأراضي الحراجية الخاصة لتكون منطلق ومرتكز لمن يحصل عليها.

ويؤكد المتحدث أن القانون أعطى لوزير الزراعة والإصلاح الزراعي صلاحيات واسعة للتصرف بأراضي الحراج وأراضي أملاك الدولة في المنطقة، حيث يملك صلاحية التأجير وإبرام عقود الاستثمار ومنح التراخيص بالبناء والأشغال، بمعنى آخر فهو الأمر الناهي بالتصرف في هذه الأملاك والتي تشمل بطبيعة الحال الشواطئ.

ويمكن لمعرفة من قام بحرائق الحراج في الساحل البحث في سجلات وزارة الزراعة ومعرفة عدد وأصحاب طلبات الاستثمار والإيجار وطلبات المبادلة وترقين إشارات "الحريق" الموضوعة على الأراضي، الموجهة إلى وزير الزراعة صاحب صلاحيات واسعة بموجب القانون 6 لعام 2018 "قانون الأحراج".

وبشكل مبسط يشرح "حوشان" القانون بالقول أنه وبحسب قوانين الحراج المعمول بها يمنع بيع الأراضي الحراجية الخاصة واستملاكها والإتجار بها حتى إذا كانت مسجلة بأسماء خاصة، وسواء كانت حراجية للدولة وبالقانون توضع إشارة مانعة للتصرف بتلك العقارات تسمى "إشارة الحريق" التي تمنع التصرف بتلك الأحراج سواء العامة أو الخاصة.

ويحق بحسب القانون لوزير الزراعة رفع إشارة الحريق عن الإحراج الخاصة بحال تم حرق العقار أو الأراضي، ومن هنا يمكن للمالكين أن يطلبوا من وزير الزراعة والإصلاح الزراعي في حكومة الأسد ترقين إشارة الحريق أي رفعها ليتصرف بها المالك بالبيع والشراء وكأنها ملكه الخاص، وهنا استكمال الجريمة وهدفها المبيت من حرق الإحراج كي يتم التصرف بها بيعا وشراء دون العودة إلى قوانين الدولة، وهذا ما يفسر كلام بشار الأسد بطلبه للسكان بعدم بيع أراضيهم مقابل مجمل مساعدات طويلة الأمد، وفق الحوشان.

ويختم "حوشان" حديثه بأن جميع الأطراف النافذة في عصابة الأسد مستفيدة من الحرائق بدء من صاحب الأرض الذي سيحصل على تعويض سنوي واستثمار لأرضه وانتهاء بالمتنفذين ورؤوس الميليشيات وحيتان الأموال الذين سيصبح لهم أرض قانونية في حراج الدولة التي كانت هي الضحية.

مقالات ذات صلة