بلدي نيوز
كشفت مصادر كردية مطلعة، أن الجولة الثانية من مباحثات الأحزاب السياسية الكردية الجارية برعاية أمريكية، ناقشت السلة الثالثة والأبرز، وهي "سلة الحماية والدفاع" التي تضمنت كيفية عودة قوات"البيشمركة" التابعة للمجلس الوطني الكردي، وانتشارها في شمال شرق سوريا.
وبحسب المصادر، بدأ الطرفان في مناقشة ملف "الحماية والدفاع"، وهو الملف الأكثر تعقيدا، وقوات "البيشمركة" منتشرة منذ تأسيسها أوائل 2012 في إقليم كردستان العراق المجاور، وتشكلت من منشقين أكراد من قوات النظام، وشبان رفضوا الالتحاق بالخدمة الإلزامية، ومتطوعين من أبناء المناطق الكردية المتواجدين هناك.
وبحسب القيادي بصفوف "البيشمركة" المقدم دلوفان روباربي، يصل قوام هذه القوات إلى فرقة عسكرية تعدادها نحو سبعة آلاف مقاتل، ولم تطلق رصاصة واحدة داخل سوريا، وأضاف "لم نشارك في المعارك داخل سوريا، لكن عندما هاجم عناصر تنظيم (داعش) إقليم كردستان منتصف 2014. شاركت قواتنا في المعارك وسقط العديد من مقاتلينا شهداء".
ووصفت المصادر الكردية المفاوضات الجارية بين الأحزاب الكردية "بالبالغة التعقيد والحساسية"، نظراً لآلية عودة هذه القوات ودمجها في غرفة عمليات مشتركة؛ مع وجود قوة كردية ثانية، هي الوحدات الكردية العماد العسكري لقوات "قسد" التي تسيطر على معظم مساحة شرق الفرات، وتتلقى الدعم من التحالف الدولي وتنتشر على طول الحدود مع تركيا.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص بالملف السوري جيمس جيفري، ناقش هذه النقطة مع قادة الأحزاب الكردية بزيارته الأخيرة نهاية أيلول، لرغبة واشنطن في نشر هذه القوات من بلدة عين العرب بريف حلب الشرقي، مروراً بمدن وبلدات الدرباسية وعامودا والقامشلي حتى المالكية الحدودية، تماشيا مع مطالب أنقرة بعد تنفيذها عملية "نبع السلام" بإبعاد الوحدات الكردية عن حدودها الجنوبية، وفرض "منطقة آمنة" عمقها 30 كيلومتراً وطولها 450 كيلومترا موازية حتى حدود العراق شرقاً.
غير أن هذا الاتفاق بين أمريكا وتركيا، لا ينسحب على اتفاق الأخيرة مع روسيا بحسب اتفاقية سوتشي، لأن موسكو نشرت شرطتها العسكرية ومواقع لقوات النظام في معظم المنطقة الحدودية ونقاط التماس مع الجيش التركي وفصائل "الجيش الوطني السوري" في ناحية عين عيسى بريف الرقة، وبلدتي أبو راسين وتل تمر بريف الحسكة بتفاهم مع قوات "قسد".
وفي حال عودة قوات "البيشمركة"، فإن ذلك، يتطلب اتفاقا دوليا بين الدول الفاعلة المنتشرة شرقي الفرات.
ويقول رئيس حزب كردي وأحد المفاوضين في المباحثات، إن عودة "البيشمركة" السورية مرهونة بثلاث نقاط رئيسية، أولها وجود اتفاق كردي – كردي شامل يتضمن ملف الدفاع والحماية،ثانيها وجود مظلة دولية بإشراف أممي وموافقة كل من موسكو وواشنطن، ثالثها والأهم، عدم دخول جيوش دول إقليمية سيما الفاعلة في الحرب السورية، مثل تركيا.
المصدر: الشرق الأوسط