بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
نظّم الكادر الطبي العامل في مستشفى كفرتخاريم بريف إدلب الشمالي، وقفة احتجاجية ضد الممارسات والتضييق الذي تفرضه المنظمة الداعمة "هاند إن هاند" وإدارة المستشفى على العاملين.
وقال "مؤيد حاج حمادة" المدير الطبي السابق لمستشفى كفرتخاريم للنساء والأطفال في حديث خاص لبلدي نيوز، إنه "من خلال عدة تجارب ومحاولات لمنظمة (هاند إن هاند) للوقوف على الكثير من الأخطاء سواء على مستوى الإدارة أو بقية العناصر لم تلقَ تلك الشكاوى أي أذن صاغية، وكانت الأولوية لسياسة المنظمة بعيدة عن التضحيات والعمل الإنساني والمجهود الكبير الذي قامت به الكوادر الطبية، الأمر الذي دفعنا للاحتجاج بعد التنسيق مع عدد كبير من العاملين الطبيين".
وأوضح، أن المشاركين في الوقفة الاحتجاجية يمثلون مستشفى واحدا، لكن الرأي هو رأي كادر طبي كبير يعبر عن فكرة واحدة وهي أن الكوادر الطبية ليسوا مزودي خدمة طبية إنما هم عاملون إنسانيون، حيث أن هذه الكوادر عملت تحت القصف في أوقات سابقة، ولم تكن تحت هذا الضغط النفسي الذي وضعوا به اليوم من خلال الممارسات السيئة للإدارات التي باتت لا تهتم إلا بساعات الحضور والخروج وأمور أخرى ثانوية، حسب قوله.
وأشار إلى أنه لابد من هذه الوقفة لوضع النقاط على الحروف، فيما يخص أن الكوادر الطبية هم عمال إنسانيون ويضحون في سبيل هذا العمل، والجميع يعلم بأن الكثير من الكوادر والكفاءات الطبية هاجرت خارج البلاد؛ ولابد من الحفاظ على ما بقي منهم، مشيرا إلى أنه ليس من أهداف الوقفة الأمور الشخصية، إنما هو أمر عام يخص كادر مستشفى كامل يرد لهم كرامتهم، مطالبا جميع الكوادر الطبية الخروج بهكذا وقفات لوضع حد لبعض المنظمات التي تمارس هذه الممارسات بحق الكوادر الطبية.
وأكد "الحمادة" أن عمل المستشفى مستمر، ولم يتم تعطيله أو إيقافه، وجميع الخدمات مقدمة، إضافة إلى أن العاملين أكدوا أن عملهم سيكون تطوعيا بشكل كامل من الآن فصاعدا، وقال إنهم أعلنوا عدم حاجتهم لتلك النقود إن كانت ثمنا لكرامتهم كون أن ما يقدموه أغلى من النقود أو الدولارات".
وقالت الممرضة "راميا الحسين"، "شاركت مع زملائي في هذه الوقفة الاحتجاجية نتيجة الظلم الحاصل على الكوادر الطبية في المستشفى، عملنا تحت القصف وفي جميع الظروف الصعبة ولم يضعفنا أي شيء ولن نقبل أن نظلم أو تصادر حقوقنا من قبل الإدارة أو الجهة المانحة".
ولفتت إلى أن ضغوطا كبيرة تواجههم في عملهم ضمن المستشفى، ويعاقب العامل الإنساني من خلال أي شكوى من خلال الاستماع للشاكي، وعدم السماع من المشتكى عليه، كما يعقب على غياب لا يتجاوز خمس دقائق ولو كان خارج عن إرادته، كما أن إجازات الأمومة والمرض منعت عن الكادر الطبي، رغم تفانيه وإخلاصه بعمله في ظل ضغط العمل الكبير ضمن ساعات عمل طويلة.
وأكدت على استعداها مع باقي زملائها على العمل التطوعي في المستشفى دون تلقي أي أجور مالية وحتى تحت قصف الطائرات شرط أن يتم إنصافهم وتقدير تضحياتهم وعدم استمرار الممارسات والضغوط السابقة بحقهم، والنظر لهم كعمال إنسانيين وليس مزودي خدمة.
ويعد مستشفى "كفر تخاريم للنساء والأطفال" الوحيد من نوعه الذي يقدم الخدمات الطبية المجانية للمراجعين من النساء والأطفال في ريف إدلب الشمالي الغربي، ويخدم نحو 400 ألف نسمة من مدينة حارم إلى مركز محافظة إدلب، ويحتوي على عيادتي النسائية والأطفال، وقسم الإسعاف والعمليات، والحواضن، والتصوير، والمخبر.