مفخخات الشمال.. كيف يتم تلغيمها وما الحلول لوقفها؟ - It's Over 9000!

مفخخات الشمال.. كيف يتم تلغيمها وما الحلول لوقفها؟

بلدي نيوز - حلب (عبد القادر محمد)  

حصدت التفجيرات أرواح مئات المدنيين في الشمال السوري، وسط عجز الجهات الأمنية عن إيقاف هذا النوع من القتل، وسط تساؤلات يرددها السكان أبرزها، "من أين تأتي تلك السيارات المفخخة، وأين يتم تفخيخها، ولماذا تقف الجهات الأمنية عاجزة أمام كشفها؟".

أسلوب التفخيخ

يقول قائد فرع الهندسة في الفيلق الأول التابع للجيش الوطني السوري، "ميسرة أبو عبدالله" لبلدي نيوز، إن "تفخيخ السيارات يتم في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، عبر أسلوبين؛ الأول والأكثر شيوعا يتم عبر حجز السيارة بحجةٍ ما، واعتقال سائقها لعدّة أيام ومن ثم يتم تلغيم سيارته دون علمه ومن ثم الإفراج عن السائق، وبعد التأكد من وجهته يتم إرسال صورة ورقم السيارة لأحد عملاء "قسد" الموجودين ضمن المناطق المحررة، ليقوم الأخير بمراقبتها وانتظار الفرصة السانحة بعد أن تدخل السيارة ضمن أسواق المكان المطلوب ويقوم العميل بتفجيرها عن طريق الاتصال على رقم الهاتف المربوط في الصاعق".

وأضاف؛ "أما النوع الثاني، فيتم تفخيخ السيارة بعلم السائق ويطلب منه ركنها بمكان محدد ومن ثم تفجيرها بنفس الطريقة من قبل السائق".

طريقة التلغيم

يقول أبو عبدالله، إن طريقة التلغيم تحتاج إلى خبرات أجنبية وخبراء مختصين، حيث تستعين "قسد" بعناصر من تنظيم "داعش" الأسرى لديها، والتلغيم هو عبارة عن حشو فراغات السيارة بمواد شديدة الانفجار مثل "البيتان"، و"التي إن تي"، وهي تكون إمّا على شكل "بودرة أو عجينة"، حيث يتم حشو الفراغات" كالشاسيه والصندوق" من أسفل، أو "الإطارات وفرش السيارة كالمقاعد".

وأوضح أن سعر الكيلو غرام الواحد من هذه المواد يصل لـ400 دولار، وتحتاج السيارة الكبيرة من 500 كغ إلى 1000 كغ، من تلك المواد من أجل تنفيذ انفجار ضخم، كالذي شهدناه مؤخرا في مدينة الباب وقبله بلدة سجو وأيضا عفرين، مشيرا إلى أن تكلفة السيارة المفخخة تصل إلى 100 ألف دولار، بين ثمنها وتكلفة التلغيم والمبالغ التي تُدفع للسائق.

لماذا لا يتم الكشف عن السيارات المفخخة؟

يقول أبو عبدالله، إنه من الصعب الكشف عن السيارات المفخخة، بسبب أسلوب التفخيخ والذي يتم بطريقة حرفية وبخبرات أجنبية، حيث تعمد "قسد" إلى عزل المواد المتفجرة بسلوفان من شأنه أن يمنع أي جهاز عن كشفه وحشو تلك المواد ضمن فراغات ضيقة، وبهذه الحالة تحتاج إلى فتح الصاج وفرط كافة السيارات وتفتيشها بشكل دقيق جدا أو أن يتم كشفها عن طريق جهاز كشف المتفجرات "أشعة سينية" والذي يستحيل أن نحصل عليه لأن سعره يبلغ 4 مليون دولار، وإمّا أن نستعين بكلاب بوليسية مدربة، وهذا الأمر أيضا صعب بسبب غلاء ثمنها وتكلفة تربيتها، حيث يصل سعر الكلب المدرب إلى 50 ألف دولار، ناهيك عن شروط رعايته، كما نحتاج إلى عدد كبير لأن معابر التهريب كثيرة والكلب البوليسي له فترة محددة.

كورونا ساهم في كثرة المفخخات

من جانبه، قال القيادي في الجيش الوطني، أحمد المحمد، إن سبب انفجار السيارات المفخخة هو إغلاق كافة المعابر الرسمية مع مناطق "قسد" والنظام، والذي نتج عنه فتح عدة معابر عشوائية للتهريب والتي أصبحت أبواب رزق للكثيرين، حيث يتم بشكل يومي دخول وخروج ما يريدون دون أدنى رقيب.

الحلول

وشدد القيادي "المحمد"، على التدقيق والتفتيش قدر المستطاع وبدقة وتأني، من قبل أشخاص لديهم خبرة، ويتحلون بالمسؤولية والصبر والذكاء ويكون لديهم ورشات لتفكيك أجزاء من السيارات إن احتاج الأمر، لأن أعدائنا يضعون كل إمكانياتهم من أجل إفشال وتدمير الشمال السوري.

ويوم أمس الثلاثاء، انفجرت سيارة مفخخة خلف منطقة الكراجات في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، ما أدى لمقتل 21 مدنيا حينها، وإصابة أكثر من 80 بجروح متفاوتة.

وتشهد مدن وبلدات ريفي حلب الشمالي والشرقي بين الحين والآخر تفجيرات مختلفة، تسفر عن مقتل العشرات من المدنيين، وتتجه أصابع الاتهام في معظم الأحيان إلى خلايا قوات "قسد" وتنظيم "داعش".


مقالات ذات صلة

لقاء مرتقب في واشنطن بين أردوغان وبايدن لبحث الملف السوري

النظام يفرق بين الأقارب مستغلاً عامل الخوف من الاعتقال

كيف أحيا الشمال السوري ذكرى الثورة

منسق الأمم المتحدة الإقليمي يكشف نتائج زيارته إلى إدلب

أول اتحاد للمصممين في الشمال السوري

إحصائية جديدة بما يخص النازحين القادرين على تحمل أعباء المعيشة شمالي سوريا