بلدي نيوز – (عمر الحسن)
تداول نشطاء وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لسيدة سورية، كسرت العادات الاجتماعية من خلال العمل على دراجة بثلاث عجلات في مدينة الحسكة.
وقالت صفحة "عين على الحسكة" في منشور أرفقته بصور السيدة التي تدعى "صباح"، إنها قررت العمل بهذا المجال بسبب تردي الوضع الاقتصادي، مشيرة إلى أنها بدأت مشوارها بالعمل من خلال بيع مأكولات الأطفال على دراجة صغيرة، قبل أن تشتري "تريزينة" وتوسع عملها لتبيع عبرها مشروبات باردة وإكسسوارات وتشكيلة للأطفال، كما يظهر بالصور.
وتظهر الصورة "صباح"، وهي تقود دراجتها ذات عجلات وتبيع قوالب البوظ، في إحدى حارات الحسكة.
والسيدة "صباح" هي ربة منزل تعيش مع زوجها وطفلتهما الوحيدة (زينب) ذات السبع سنوات، إضافة لوالدتها، حاصلة على شهادة الثانوية العامة إلا أن الظروف الاقتصادية منعتها من إكمال تعليمها، وفقا للصفحة.
وتضيف أن زوج السيدة تفهم رغبة زوجته بالعمل ومساعدته على مصاريف منزلهم، واستطاعت التغلب على رفض أهلها لعملها وكسرها القوالب الاجتماعية، بسبب إصرارها ورغبتها الشديدة في العمل.
وتشير الأرقام الرسمية، أن عمالة النساء في سوريا لا تشكل أكثر من 16% من قوة العمل السورية، وأن نسبة البطالة وصلت بين الإناث إلى نحو 11.1% عام 1994، وارتفعت إلى الضعف تقريبا بين عامي 2004 و2009، وفق لـ"جريدة الأخبار" المقربة من النظام.
وخلال السنوات العشر الماضية، زادت عمالة النساء في سوريا على اختلاف مناطق سيطرة القوى المتحاربة، بسبب انشغال الرجال بالحرب أو هجرتهم إلى دول الجوار، أو تحول الكثير منهم إلى معاقين ما دفع لنساء لسد ثغرات غياب الرجل على مستوى الأسرى حيث تحولت المرأة إلى المعيل الأساسي في كثير من الأسر.
وقدرت دراسة أعدها "المركز السوري لبحوث الدراسات" نشرت أواخر أيار الماضي، أن خسائر الاقتصاد السوري منذ عام 2011 وحتى مطلع 2020 بلغت نحو 530 مليار دولار، أي ما يعادل 9.7 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد عام 2010.
وعلى مدى 9 سنوات، ارتفع الدين العام للبلاد ليتجاوز 200% من الناتج المحلي الإجمالي، فيما يقترب معدل البطالة من 50% مرتفعا من 15% عام 2010، وبات 85% من الشعب السوري يعيشون تحت خط الفقر.
ومنذ 2011، مرّت الليرة السورية برحلة طويلة من الهبوط، من سعر يتراوح حول 50 ليرة للدولار عند اندلاع حرب النظام السوري على الشعب المطالب بنيل حريته وإسقاط النظام، ليتجاوز سعر صرف الدولار عتبة 3500 ليرة مطلع حزيران الجاري. ويبلغ حوالي 2200 حاليا، مقارنة مع 990 - 1000 ليرة مقابل الدولار نهاية العام الماضي.