بلدي نيوز - (عبد القادر محمد)
بدأ وباء كورونا المستجد بأخد منحة تصاعدية بالانتشار في المناطق المحررة شمال غرب سوريا، ووصل عدد الإصابات إلى 422، فيما توفي ثلاثة أشخاص، ما دعا كافة الجهات الرسمية والمنظمات والمجالس المحلية لإصدار عدة قرارات واجراءات للوقاية والحد من الانتشار.
ويتساءل مراقبون، "هل الإجراءات المتخذة كافية؟ وهل تم تطبيقها والالتزام بها؟ وهل الأعداد المعلن عنها هي دقيقة وما هي الأسباب التي ساعدت على انتشار المرض؟".
وردا على تلك التساؤلات، يقول الدكتور "سمير موسى"، وهو مدير مستوصف أحد المخيمات بريف حلب الشمالي لبلدي نيوز، "إن السبب الأول والرئيسي في انتشار وباء كورونا هو عدم القدرة على ضبط المعابر بين مناطق النظام السوري وقوات "قسد" وتركيا الواصلة بمناطق المعارضة".
وأوضح، أن غالبية القادمين من مناطق سيطرة "قسد" والنطام عن طريق التهريب، مصابين واندمجوا بالمجتمع، ونشروا الوباء دون أي رقيب.
وبخصوص المعابر مع تركيا؛ فهي لم تتوقف أبدا وكامل الكوادر الطبية تسكن في تركيا وهي مستمرة بالدخول والخروج وأول إصابة بكورونا كانت لطبيب كان يدخل ويخرج إلى الأراضي التركية.
وحول وجود تعتيم في أعداد المصابين، قال موسى "لا يوجد تعتيم أبدا من قبل الحكومة المؤقتة وليس هذا من صالحهم، لكن يوجد لديهم إمكانيات محدودة وقدرة معينة في الكشف أو التحليل، لكن مشكلة الأعداد الصحيحة للمصابين يتحملها المجتمع، لأنهم إلى الآن يرفضون فكرة وجود الوباء من الأساس، أو أنه مرض عادي وتم تضخيمه إعلاميا لذلك لا يلتزمون بالإجراءات الاحترازية، وعدم تعاونهم في مسألة الفحص والتحليل".
وعن وجود إهمال تسبب في انتشار الفيروس قالت السيدة "نجوى السعيد" المختصة في الدعم النفسي المجتمعي لبلدي نيوز، "إن كافة الجهات والمنظمات لم تدخر جهدا في التوعية حول الإجراءات من أجل الوقاية من كورونا، عبر الجلسات التوعوية ونشر بروشورات حول مخاطر المرض".
وأشارت إلى أن غالبية السكان إلى الآن لا يكترثون لهذا الأمر والأسباب نفسية بحتة، خصوصا سكان المخيمات الذين يعانون من أوضاع مأساوية صعبة للغاية في ظل الحر الشديد والنقص في الغذاء والدواء وأبسط مقومات الحياة".
ولفتت إلى سكان المخميات لم يعد لديهم أي اكتراث بما يحصل لهم، وتولدت لديهم قناعة بأن كل ما حصل ويحصل لهم ليس له أي قيمة، ناهيك عن الوضع المادي السيئ والذي يجب على الجهات التي تطالب بالحجر أن تدرك بأن أوضاع الناس المعيشية وصلت لحد لا يطاق.
وبحسب منظمة الغذاء العالمي؛ فإن 90 بالمئة من الشعب السوري أصبح تحت خط الفقر، ما انعكس سلبا على نفوس السكان بعدم خوفهم من أي شيء أو تقبلهم لأي أمر.
وكان دعا فريق منسقو الاستجابة، كافة الفعاليات الإنسانية المحلية والدولية إلى اتخاذ كل التدابير والتزام مسؤوليتها كافة لحماية المخيمات وسكانها من تفشي فيروس كورونا المستجد. COVID-19.
وحذر الفريق من احتمالية زيادة الحالات بالفيروس، وانهيار اجتماعي وصحي داخل المخيمات وتجمعات النازحين.