هل تنزع الدورية المشتركة فتيل الحرب في إدلب؟ - It's Over 9000!

هل تنزع الدورية المشتركة فتيل الحرب في إدلب؟

بلدي نيوز - (محمد وليد جبس)

استأنفت الدوريات "الروسية - التركية" مسيرها على طريق "حلب - اللاذقية" المُرمز ب(M4)، عقب توقف 20 يوما عن مسيرها الافتراضي، الأمر الذي أعطى عدّة دلائل لوجود اتفاقات جديدة ترمز للسلام وتستبعد العملية العسكرية لروسيا والنظام على منطقة إدلب، في ظل التهديدات التي تبثها وسائل إعلام النظام والحجج الروسية باعتداء ما وصفوهم بالإرهابيين على نقاط حيوية للجيش الروسي في محافظة اللاذقية شمال غرب البلاد، حول معركة إدلب، وقضم ما تبقى من ريف إدلب الجنوبي وحماية الطريق الدولي، بحسب وصفهم.

وشهد تطبيق الاتفاق المتفق عليه في إدلب بين "تركيا وروسيا" والذي سُمي اتفاق "موسكو" صعوبات في البداية، إذ منع معتصمون بدعم من "هيئة تحرير الشام"، استكمال الدوريات طريقها، لكن بعد تدخل تركيا لفض الاعتصام، بدأ مسار الدوريات يطول بالتدريج، واستطاعت إكمال مسيرها الكامل وفقا للاتفاق لأول مرة، في 22 من تموز الماضي.

وسيّرت آخر دورية بين الطرفين، يوم الأربعاء الفائت، حيث انطلقت من قرية الترنبة بريف إدلب الشرقي، ووصلت إلى عين حور بريف اللاذقية، وعادت العربات التركية إلى مكان الانطلاق في إدلب، بينما أكملت العربات الروسية طريقها باتجاه محافظة اللاذقية.

بداية الخلاف

قال المعارض السوري والباحث السياسي "ياسر العمر" في حديث خاص لبلدي نيوز؛ "لو رجعنا بالزمن قليلا وشاهدنا صور المناطق المحررة لوجدنا مجموعة من الصور لكيانات عسكرية مسيطرة على تلك المناطق، وكل كيان متمترس بجزء من الأرض، ومن يعيش في تلك المناطق فهو واقع تحت رحمتهم، ويعاني من ضنك الحياة بكل أشكالها، والتناحر والاقتتال المحتمل الوقوع بينهم على أبسط الأمور، وسط غيابٍ لسيطرة كاملة للجيش الوطني المدعوم من تركيا، وبوجود تلك الحالة يصعب على الجانب التركي تنفيذ التزاماته وفق اتفاق خفض التصعيد الذي عقد مع موسكو، وهذا الأمر جعل من موقفه ضعيفا بمواجهة الروس ولا سيما أن هناك مجموعات من تلك الفصائل اعترضت سير الدوريات على الخط السريع (M4)، كما خرجت مجموعات وبشكل سلمي واعتصمت على بعض مناطق هذا الخط وتم عرقلة مرور الدوريات والسير على هذا الطريق مضيفا: "هذه الأحداث أعطت ذريعة للنظام والذي يرغب بالتصعيد للخروج من الحالة المزرية التي يعيشها مع مناصريه والضائقة الاقتصادية وهبوط سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية.

تعزيز الموقف التركي

زعمت روسيا مؤخرا على لسان "بريماكوف" ونائبه بعدم تنفيذ الأتراك بالتزاماتهم، وهذا ما دفع الجانب التركي إلى تعزيز وجوده في المناطق المحررة وزيادة عدد نقاط المراقبة والطلب من جميع الفصائل والتي صبر عليها كثيرا لتوحيد بعضها في كيان واحد ضمن الجيش الوطني، وكان له ما أراد بحيث أصبحت الأخبار تتوالى وتتحدث عن دمج الفصائل مع بعضها، وهذا يعني أن تلك الفصائل لم تعد تملك قرارها، وأن تسيير الدوريات بشكل كامل دليل على نجاح الجانب التركي بمهمته وهو السيطرة الكاملة على مناطق المحرر، بالإضافة إلى أهم عامل والذي ساعد تركيا على تحقيق السيطرة "الحالة الشعبية" في تلك المناطق والتي تصب في مصلحتها.

وأضاف العمر: "لو أجري استفتاء حول الوجود التركي والسيطرة الكاملة على تلك المناطق لوجودنا أن هناك نسبة تتجاوز الثمانين بالمئة ترغب بذلك ودليلنا على ذلك هو سير تلك الدوريات دون أن نشاهد أي اعتصامات مدنية في مناطق البلدات والقرى التي يمر بها هذا الطريق".

وأشار أيضا إلى أن التعامل بالليرة التركية مؤخرا في منطقة إدلب بعد الانهيار الحاد بقيمة الليرة السورية، عزّز الموقف التركي تجاه الضامن الروسي وسحب البساط من تحته وتحت النظام وجعل من احتمال نشوب معركة بعيد التحقق، وما قام به النظام في الآونة الأخيرة من تحشيد للقوات فقد تم ذلك بإحياء من الروس لتشكيل الضغط على الأتراك للوفاء بالتزاماتهم، إلا أن الجانب التركي وبحنكته السياسية استطاع إبعاد احتمال نشوب المعركة.

الدوريات وانعكاساتها

تابع المحلل السياسي بالقول:" إن تسيير الدورية بشكل كامل وآمن على M4 هو عامل مساعد وكبير لإنهاء الحرب في إدلب في الوقت الحاضر وليس بشكل دائم، لأن الملف السوري أصبح مرتبط بالملف الليبي لوجود الفاعلين الرئيسيين في سوريا وبنفس القوة في الملف الليبي إضافة للأطراف الدولية الأخرى سواء عربية أو أجنبية والتي تقف بوجه السياسة التركية سواء في سوريا أو ليبيا أو حوض البحر المتوسط بموضوع السيادة عليه، وهذا ما يعزز احتمال نشوب المعركة في إدلب وفقا للمعطيات الدولية لممارسة الضغط على تركيا، لذلك نجد تركيا الآن تمارس سياسة العض على الأصابع وأن إيقاف الزحف على سرت الليبية يصب في هذا الاتجاه".

توقيت سير الدوريات 

تحدث العمر عن استئناف سير الدورية الأخيرة، بقوله: "إن توقيت سير الدورية جاء بعد انتهاء الضامن التركي من ترتيب أوراقه ضمن إدلب مع تلك الفصائل واسراعه في إبعاد شبح فتح المعركة والتي يريدها غالبية المجتمع الدولي لكشف ما يخفيه الأتراك من سلاح جديد آخر يختلف عن طائرات البيرقدار المسيرة والتي كان لها الدور الأبرز في تلقين الروس والنظام والأطراف الدولية في ليبيا درسا لن ينسوه، أي أن الجانب التركي يخوض المعركة العسكرية والسياسية في اكثر من جبهة ومن مصلحته أن يخفف الضغط عليه في أي مكان من معاركه لذلك سرّع بإنهاء الوضع الأمن لطريق M4.

خروقات النظام

واعتبر المتحدث أن قصف النظام للمناطق المحررة بالترافق مع تسيير الدوريات فهو يصب في خانة إثبات الوجود له وللجانب الإيراني والذي هُمش في الآونة الأخيرة، وهذا القصف يساوي القصف الكلامي الذي صدر من عضو مجلس الشعب بالدورة السابقة خالد العبود بمواجهة الروس وبإيعاز من الجانب الإيراني والقصر الجمهوري، وتلك الأفعال لا ترقى إلى مستوى اخذ زمام المبادرة، مشيرا أن هذه المناوشات قد يقبل بها الجانب التركي لتعزيز موقفه أكثر أمام الروس بالملف السوري والليبي وإظهاره انه لم يستطع السيطرة الكاملة على النظام السوري وحليفه الإيراني وأن الاتفاق معه قد ينهار سريعا وهذه الحالة قد تحدث في ليبيا سيما أن وجوده في ليبيا ليس بالقوة التي هو موجود بها في سوريا.

وعود تركية!

وحول سؤال وجّه له، عن احتمالية وجود وعود جديدة قطعتها تركيا لروسيا حول ضمان سلامة أمن الدوريات، قال العمر: "من بديهيات الاتفاق الأخير بينهما أن تلتزم تركيا بسلامة وأمن الدوريات من أي اعتراض أو اعتداء يصدر بمواجهتها من الجانب الذي تسيطر عليه، وإذا كان خلاف ذلك فلماذا يجلس الروس معهم لإبرام الاتفاق!، مشيرا أن المناقشات والاتفاق الأخير كان هدفه إيقاف زحف النظام إلى مناطق المحررة وتفعيل السير على الطريقين (M4 و M5)، والتي تشكل شريان حياة للنظام والروس الذين دفعوا الفاتورة الباهظة بتدخلهم والحفاظ على وجودهم في منطقة البحر المتوسط، بعد أن اشترى الجانب السعودي الموقف الروسي بملايين الدولارات مقابل تخليه عن النظام وقلنا حينها ان الروس لهم موطئ قدم في البحر المتوسط ولن يتنازلوا عنه مهما كان الثمن".

مقالات ذات صلة

روسيا تضع نقطتي مراقبة على حدود الجولان جنوب سوريا

روسيا تحاول بسط سيطرتها على مناطق النظام شرقي الفرات

القوات الجوية الروسية تدمر قاعدة عسكرية بمحافظة حمص

اتهام روسي لفصائل المعارضة بتكثيف النشاط الاستطلاعي

أمريكا تدين الدور الروسي في حماية الأسد من المساءلة على أفعاله

لردع التنظيم.. "قسد" تدعو لدعم قواتها شرق سوريا