بلدي نيوز - (عمر قصي)
تسبب اجتماع قبيلة "العكيدات" بريف دير الزور، بالإحراج لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" بعد منعها من حضوره بشكل كامل ومطالبة التحالف الدولي بتسليم إدارة المنطقة لأبنائها دون غيرهم.
الأمر الذي دفع قوات "قسد" لمحاولة منع حصول الاجتماع وعرقلة وصول بعض الوفود لكونها خارج سياقه، تمثلت إحداها بمنع وصول ممثلين عن العشائر من محافظة الحسكة إلى مكان الاجتماع في بلدة "ذبيان" شرق دير الزور.
وفي محاولة من قائد مجلس دير الزور العسكري "أحمد الخبيل" (أبو خولة) لإعادة فرض هيبة "قسد" في المنطقة، دعا إلى اجتماع لممثلي العشائر في دير الزور على أن يقام بمنزله في ناحية "الصور" شمال دير الزور، اليوم الخميس.
وبحسب مصادر محلية، فإن الاجتماع يهدف إلى مناقشة الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة بعد عملية اغتيال "الشيخ مطشر الهفل" أحد مشايخ قبيلة "العكيدات" وقريبه.
بدوره قال الناشط الإعلامي "وسام العرب" لبلدي نيوز، إن "قسد" وقفت ضد اجتماع قبيلة "العكيدات"، قبل يومين، لكونه خارج عن إرادتها ولا علاقة لها به.
وأضاف "العرب" أن قيادات "قسد" هددت الموظفين في المجالس المدنية المدعومة من قبلهم والمعلمين في المدارس بالفصل في حال الذهاب إلى اجتماع قبيلة "العكيدات" في بلدة "ذبيان" بالإضافة إلى منعها بعض ممثلي العشائر في الحسكة من الوصول إلى الاجتماع.
وأوضح أن حاضري اجتماع قبيلة "العكيدات"، قبل يومين، تمثل بأبناء العشيرة ذاتهم بالإضافة إلى بعض ممثلي القبائل في الشرق السوري، وكانت رسالتهم موجهة بشكل مباشر إلى التحالف الدولي محملة بعدة مطالب أهمها تسليم إدارة المنطقة لأبنائها.
وأشار "العرب" إلى أن قائد مجلس دير الزور العسكري "أحمد الخبيل" (أبو خولة) يسعى من خلال دعوته لاجتماع ممثلي العشائر في المنطقة، اليوم الخميس، لإظهار نفسه أمام التحالف الدولي على أنه "الآمر الناهي" في دير الزور.
وشدد على أن "الخبيل" يسعى أيضا في اجتماعه على أن يكون مضاد لاجتماع قبيلة "العكيدات" قبل يومين واتهام حاضريه بالعمالة لنظام الأسد.
وأكد "العرب" أن اجتماع (أبو خولة) غالبا أنه سيعقد بالتهديد والإجباري للموظفين في المجالس المدنية والمدارس والمنظمات المدعومة من "قسد" بالإضافة إلى استغلاله حاجة الناس.
وكانت أكدت قبيلة "العكيدات" بريف دير الزور الشرقي، الثلاثاء، أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يتحمل المسؤولية الكاملة عن الفلتان الأمني في المنطقة.
ودعت القبيلة التحالف الدولي بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة ومهنية للتحقيق في قضية اغتيال الشيخ "مطشر الهفل" (أحد مشايخ القبيلة) وقريبه "دعار الخلف".
وجاء ذلك في بيانا للقبيلة موجه للتحالف الدولي، طالبت فيه بتسليم إدارة مناطق دير الزور الواقعة تحت سيطرة "قسد" لأصحابها وأن يأخذ المكون العربي دوره الكامل في إدارة مناطق وقيادتها بمن لديهم الكفاءة والنزاهة والخبرة بعيدا عن أي وصاية حزبية لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
كما طالب البيان التحالف الدولي وجميع القوى الفاعلة بالدفع بعملية الحل السياسي في سوريا والإفراج عن المعتقلين وإخراج النساء والأطفال من المخيمات.
وأمهلت القبيلة في بيانها مدة شهر من تاريخ إصداره، معربة عن أملها في استجابة التحالف الدولي للمطالب الواردة فيه.
وكان هاجم مجهولون، 2 آب الحالي، النار بالرشاشات المتوسطة على سيارة تقل عددا من وجهاء عشيرة العكيدات، عند مفرق الرغيب قرب بلدة الحوايج شرق دير الزور، ما أسفر عن مقتل مطرش "حمود الهفل" وإصابة "إبراهيم خليل الهفل".
وحمل سكان المنطقة "قسد" المسؤولية عن الهجوم، فتنظيم "داعش" بحسب مصادر محلية لم يجرؤ في أوج قوته على استهداف شخصيات عشائرية بهذا الحجم، كما أن الهجوم وقع على مقربة من حاجز "قسد".
وقبل الهجوم كان الغضب في ديرالزور من "قسد" يزداد شيئا فشيئا، بسبب استبعاد العرب عن مفاصل القرار وقيادة الأكراد لها، واستهداف حملات "قسد" الأمنية للمدنيين وتصويرهم على أنهم عناصر إرهابية، والذي وصل لاعتقال أحد الوجهاء المقربين من "قسد" بعد يوم واحد من لقائه بقائد "قسد" مظلوم عبدي في ديرالزور، كما أن تساهل "قسد" من عناصر "داعش" السابقين وزجهم في قواتها شكل أحد أبرز العوامل التي زادت الغضب من "قسد" وشكل أهم عوامل النفور منها، وفقا لمصادر محلية من ديرالزور.
وفي إطار ردها على رفضها الشعبي المتصاعد، زادت قوات "قسد" من حملات الاعتقال بشكل لافت منذ بداية الشهر الجاري، مستهدفة بشكل أساسي الأشخاص الذين تظاهروا ضدها، حيث نفذ في الأسبوع الماضي حملة اعتقالات في بلدات ذيبان والحوايج والشحيل والدحلة وهي من بلدات شهدت مظاهرات ضدها بعد الهجوم على شيوخ العكيدات.
ورغم أن "قسد" نفذت أكثر من حملة أمنية منذ بداية العام الجاري، بينها حملة "ردع الإرهاب" التي نفذتها على مرحلتين، فإن مناطق سيطرة "قسد"، تشهد حالة من الفلتان الأمني وانتشار عمليات القتل والاغتيال، ما جعل المئات من سكان مناطق وبلدات ريف دير الزور الشرقي إلى تنظيم عدد كبير من المظاهرات والاحتجاجات الشعبية.