صحيفة أمريكية تكشف كيف تعمل واشنطن على تقوية "قسد" باستثمار النفط - It's Over 9000!

صحيفة أمريكية تكشف كيف تعمل واشنطن على تقوية "قسد" باستثمار النفط

بلدي نيوز 

تحدثت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن العقد الذي وقعته شركة أمريكية مع قوات "قسد" التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا لتطوير وتصدير النفط الخام للمنطقة بموجب اتفاق سري وافقت عليه الحكومة الأمريكية بعد أشهر من إعلان الرئيس دونالد ترامب أنه سيترك القوات الأمريكية "لتأمين النفط". 

والاتفاق الذي توصلت إليه شركة غير معروفة يقودها مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون سابقون مرتبطون سياسيا، أثار بالفعل غضب حكومة بشار الأسد، التي لا تعترف بسلطة "قسد" باعتبارها مستقلة.  

وتحقق الصفقة هدفا أمريكيا قديما وهو مساعدة الأكراد، حلفاء واشنطن في الحرب ضد تنظيم "داعش"، لتعزيز موقعهم في المنطقة، حيث يواجهون ليس نظام الأسد وتركيا. 

وتأسست شركة ""دلتا كريسنت" التي اتفقت مع الأكراد في ولاية ديلاوير في شباط 2019، ومن بين شركائها السفير الأمريكي السابق في الدنمارك جيمس كاين؛ جيمس ريس، وهو ضابط سابق في قوة دلتا الخاصة بالجيش الأمريكي؛ وجون بي دوريرير جونيور، المدير التنفيذي السابق في شركة جلف ساندز بتروليوم، وهي شركة نفطية مقرها المملكة المتحدة ولها مكاتب وخبرة في الحفر في سوريا.

وبدأت الشركة بإجراء محادثات مع الأكراد منذ أكثر من عام، وحصلت على ترخيص من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية للعمل في نيسان/أبريل، وفقا لمسؤول في وزارة الخارجية ومصدر سوري مطلع على المفاوضات، وقالا إن الشركة ستقوم في تكرير واستخدام بعض النفط محليا، وسوف تصدر الباقي عبر شمال العراق وتركيا.

في آذار 2019، أصدرت إدارة ترامب أوامر تستهدف الشركات التي تقوم بتسليم أو تمويل شحنات نفطية من النفط السوري نيابة عن حكومة النظام، بهدف معاقبة نظام الأسد على الفظائع التي ارتكبت في الحرب.

مع ذلك، يعمل البنتاغون ووزارة الخارجية منذ فترة طويلة على تمكين الأكراد السوريين من تسخير النفط الخام في المنطقة ، بحسب ما قاله مسؤول سابق في إدارة ترمب، معتبرا أن عائدات النفط يمكن أن تساعد الأكراد في التعامل مع الوضع الإنساني المتردي، بما في ذلك مخيمات اللاجئين. 

وقال السفير كين "الهدف هو إعادة الإنتاج إلى ما كان عليه قبل الحرب الأهلية والعقوبات". 

وظهرت الصفقة لأول مرة خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، عندما تم استجواب وزير الخارجية مايك بومبيو بشأنها من قبل السناتور الجمهوري ليندسي جراهام.

وقال بومبيو، إن الإدارة تدعم الاتفاق وقالت إن الهدف منه "تحديث" حقول النفط. وأضاف "الصفقة استغرقت وقتًا أطول قليلاً ... مما كنا نأمله ، ونحن الآن قيد التنفيذ".

وقال جراهام إن الشركة ستطلعه هذا الأسبوع على خططها، وأضاف "أعتقد أن هذه الشركة ستعمل على تحسين جدوى حقول النفط الشمالية لجعلها أكثر إنتاجية. من المنطقي أنه يجب علينا، بدلاً من كتابة الشيكات فقط، مساعدة الناس على مساعدة أنفسهم".

وقال المسؤول السابق في إدارة ترامب، إن وزارة الخارجية تقود الجهود تحت إشراف جيمس جيفري، الممثل الخاص للولايات المتحدة للمشاركة في سوريا والمبعوث الخاص للتحالف الدولي لهزيمة داعش، ونائبه جويل ريبيرن.

وقال المسؤول في وزارة الخارجية والمصدر السوري، إنهما سعيا لإبقاء الاتفاق هادئا خوفا من أن روسيا، التي تدعم نظام الأسد وتنشر قوات عسكرية وشبه عسكرية في جميع أنحاء المنطقة، وقد تنتقم. 

ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية التعليق على العقد، لكنه أشار إلى أن حكومة الولايات المتحدة تنظر في الطلبات "على أساس كل حالة على حدة للسماح بمشاركة أشخاص أمريكيين في أنشطة من الطبيعي أن تكون محظورة".

وأضاف "نحن لا نشارك في القرارات التجارية لشركائنا المحليين. ومع ذلك، نعمل على ضمان أن تتماشى عقوباتنا مع مصالح سياستنا الخارجية وتستهدف العنف المستمر لنظام الأسد ضد الشعب السوري ".

وتابع "النفط السوري للشعب السوري، ونحن لا نزال ملتزمين بوحدة وسلامة أراضي سوريا"، مضيفا أن "حكومة الولايات المتحدة لا تملك أو تسيطر أو تدير الموارد النفطية في سوريا. يتخذ السكان في المناطق المحررة من داعش قراراتهم الخاصة بشأن الحكم المحلي".

و"دلتا كريسنت" هي الشركة الوحيدة حتى الآن التي حصلت على ترخيص للعمل في سوريا، منذ أن تخلت القوات العسكرية الأمريكية عن البلاد في تشرين الأول/أكتوبر.

وأمر ترامب في ذلك الوقت فقط ما يكفي من القوات بالبقاء في الدولة التي مزقتها الحرب للسماح بـ"الاحتفاظ بالنفط". استخدمت الولايات المتحدة القوات المتبقية لتأمين حقول النفط في شمال شرق سوريا ومحاربة تنظيم "داعش".

وقالت المصادر، إن شركة "دلتا كريسنت" تعمل تحت حماية قوات سوريا الديمقراطية والجيش الأمريكي في شمال شرق سوريا.

لكن المتحدث باسم البنتاغون جيسيكا ماكنولتي  قالت إن وزارة الدفاع "ليس لها علاقة بأي شركة خاصة فيما يتعلق بالحقول النفطية في شمال شرق سوريا".

وأضافت أن القوات الأمريكية في المنطقة "تؤمن البنية التحتية البترولية الحيوية في شمال شرق سوريا لمنع داعش من الوصول إلى الموارد والإيرادات الحيوية"، مشددة "لن ندع ذلك يحدث مرة أخرى".

وذكرت ماكنولتي أن الموارد النفطية "توفر حاليا بعض التمويل اللازم لقوات سوريا الديمقراطية للقيام بعمليات" ضد داعش.

وقال المصدر السوري إن خطة الشركة هي بيع النفط السوري لمختلف العملاء في المنطقة، من المحتمل أن يكون من بينهم الأسد والمعارضة المدعومة من تركيا وكردستان العراق، وجميعهم قد يبيعونه في السوق الدولية.

وقال إن الشركة ستبيع منتجاتها "مباشرة في السوق الدولية بأسعار السوق حتى يتمكنوا من استخدام العائدات لإعادة بناء اقتصادهم ومساعدة شعبهم"، على حد قوله.

المصدر:  صحيفة بوليتيكو

https://www.politico.com/news/2020/08/03/delta-crescent-energy-syrian-oil-391033?fbclid=IwAR1NZcQQJcXw9GnsaKlGaf8TmXV9boih570JQo6jhAp53oFtz5oRyK2SY-k#

مقالات ذات صلة

مظلوم عبدي: نتعرض لهجوم من ثلاث جهات

مسؤول في "بكي كي" يفرض ضرائب على شركات النقل

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

"الأسايش" تداهم مواقع في الحسكة وتعتقل مدنيين

صحيفة تتساءل.. لماذا يخشى الغرب من تفكيك مخيم الهول بالحسكة

" قسد"تربط مواقعها العسكرية في مدينة القامشلي عبر شبكة من الأنفاق تمتد تحت منازل المدنيين