بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
ضربت أربعة تفجيرات مدينة رأس العين شمال الحسكة خلال الخمسة أيام الماضية فقط، ما تسبب باستشهاد 12 مدنيا منهم أطفال وسيدة، فيما أصيب العشرات بجروح نتيجتها، الأمر الذي تسبب بموجة غضب كبيرة بين أهالي المدينة من أداء "الجيش الوطني السوري" والشرطة المدنية، حتى أن بعض النشطاء أطلقوا حملة على فيسبوك لتركيب كاميرات مراقبة بشوارع المدينة عبر جمع تبرعات من أبنائها.
الناشط "أبو الليث" من "اتحاد شباب الحسكة"، وهو مقيم في رأس العين، يقول إن حالة من الغضب الشعبي المتصاعد تشهدها المدينة وريفها من أداء "الجيش الوطني والشرطة" بعد تكرر التفجيرات التي تستهدف المدنيين.
ويضيف "أبو الليث"، أن كلا من "الجيش الوطني والشرطة" يتقاذفان الاتهامات، حيث يحمل كل طرف منها الآخر مسؤولية الفشل الأمني، ويشير إلى أنه "سمع عنصر من الجيش الوطني يشتم الشرطة في موقع التفجير الذي ضرب سوق الخضرة، يوم الأحد الماضي، ويتهمها بالتقصير في حماية المدينة بعد مغادرة "الجيش الوطني" لرأس العين مؤخرا.
وكان فصيلان من "الجيش الوطني السوري"، هما "فرقة الحمزة ولواء السلطان" مراد"، أخليا كافة المقرات العسكرية التابعة لهما من المدينة، في 10 الشهر الجاري، بعد أن شهدت المدينة اشتباكات مسلحة بينهما راح ضحيتها طفلة.
قائد الشرطة برأس العين النقيب محمود الصالح، قال لبلدي نيوز، إن الشرطة قبضت على بعض المشتبه بضلوعهم بالتفجيرات الأخيرة التي ضربت المدينة ويجري التحقيق معهم بالوقت الحالي، مشيرا إلى أنهم نشروا أكثر من 7 دوريات في الشارع الرئيسي فقط برأس العين، وأغلقوا السوق والطرق الرئيسية، الأمر الذي حال دون دخول السيارات المفخخة ولكنه لم يحل دون دخول العبوات الناسفة أو الدراجات المفخخة رغم منع دخولها السوق.
وأوضح الصالح، أن الشرطة تفتش كافة السيارات التي تدخل رأس العين، حيث يتولى عناصر الشرطة تفتيش السيارات المدنية بينما يتولى عنصر من الشرطة العسكرية تفتيش السيارات العسكرية، مشيرا إلى أنهم يواجهون "أحيانا" بعض المشاكل بالتعامل مع العسكريين من "الجيش الوطني"، حيث يجري التواصل مع الفصائل لتجاوزها، معتبرا أن ذلك أثر على أداء الشرطة.
وذكر أن السيارات المفخخة تأتي من مناطق سيطرة "قسد"، وبالتالي فهي تمر بالكثير من الحواجز قبل وصولها إلى المدينة، كما أن المتفجرات أو العبوات الناسفة تصل بذات الطريقة إلى رأس العين.
أحمد منيزل، هو لاجئ سوري يقيم في تركيا، أطلق مبادرة عبر صفحته في فيسبوك لجمع تبرعات من أجل شراء كاميرات مراقبة ونشرها في مدينة رأس العين بهدف زيادة مراقبة الشوارع الرئيسية والأماكن المزدحمة للحيلولة دون وقوع هجمات.
يقول منيزل لبلدي نيوز، إن هناك تأخيرا من قبل الجهات التي تسيطر على رأس العين في التعامل مع التفجيرات، وقد يكون نشر كاميرات المراقبة رادع لكل من تسول له نفسه القيام بعمل إرهابي عبر زيادة فرص القبض عليه.
ويضيف أنه كلاجئ لا يخطط للعودة إلى رأس العين على الرغم من أنها مدينته، بسبب الوضع الأمني السيء، فهو على حد تعبيره "لن يستطيع ترك طفله يلعب بالشارع في ظل هذا الوضع الأمني، كما أنه سيكون بخطر في حال خرج إلى السوق لشراء ربطة خبز أو خضار.
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل "الجيش الوطني" تفجيرات متكررة عبر سيارات ودراجات نارية مفخخة وعبوات ناسفة وألغام، تتهم الجهات المعنية قوات سوريا الديمقراطية "قسد" عادة بالمسؤولية عنها، وتنكر "قسد" بشكل مستمر المسؤولية عن ذلك.
وسيطر الجيشان الوطني السوري والتركي على مدينتي "رأس العين" و"تل أبيض" بعد معارك عنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ضمن عملية "نبع السلام" التي أُطلقت في التاسع من شهر تشرين الأول من العام الماضي.