بلدي نيوز - (خاص)
يواجه العاملون في مجال التوعية الطبية صعوبات في إقناع قاطني المخيمات بمدى خطورة فيروس كورونا، فالمواد الغذائية من طعام وشراب، والمطالبة بإعادتهم إلى منازلهم، تحتل سلم أولوياتهم ومطالبهم في استبيانات الرأي على مئات القاطنين في المخيمات، في الوقت الذي يقولون فيه إن جرائم الأسد أنستهم كورونا ومخاطره.
ويرى سكان الشمال السوري، أن نظام الأسد أشد فتكا على شعبه من فيروس كورونا نفسه على السوريين، والذين اعتبروه فرصة لاستغلال تفشي الوباء من قبل الأسد في المنطقة طمعا بمد يد العون من الدول الغربية للوقوف بجانبه ودعمه بهدف محاربة انتشاره.
يقول الشاب بسام الأحمد، وهو شاب مهجر من ريف حلب الجنوبي، ويعيش في مخيم عشوائي قرب مدينة سرمدا شمال إدلب، إن فيروس نظام الأسد أشد علينا فتكا من فيروس "كورونا"، فقواته وميليشياته أخرجتنا من منازلنا عشرات المرات في حملاتها العسكرية التي لا ترحم صغيرا ولا كبير، بالإضافة لانعدام فرص العمل جراء الحرب، الأمر الذي دفعنا للعمل بأشغال شاقة تارة تحت أشعة الشمس، وتارة أخرى تحت الأمطار والبرد الشديد.
وتابع قائلا "الفيروس بحاجة إلى إجراءات وقائية كوضع الكمامات والقفازات الطبية والتعقيم، وهذه الأشياء تحتاج لمبالغ مالية بشكل يومي، وأنا لا أستطيع تأمينها".
من جانبه، يقول الشاب "أحمد عبيد"، وهو قائد فريق التوعية في منظمة خبراء الإغاثة، لبلدي نيوز، "نعمل منذ ما يقارب الشهر ضمن فرق توعوية من شبان وفتيات على توعية أهالي الشمالي السوري سواء في أرياف إدلب وحلب، وخاصة المخيمات، لكن ما رأيناه هو أن معظم السكان غير مقتنعين بذاك الفيروس، وغير آبهين لتلقي محاضرة صغيرة عن مخاطره وطرق الوقاية منه، وحصر طلبات السكان في تقدم الإغاثة من طعام وشراب ومسكن وإعادتهم إلى منازلهم.
وأضاف "بالرغم من تلك الصعوبات ومخالطتنا في سكان المخيمات وحصولنا على استبيانات تكشف حال العوائل وحالاتهم المرضية، اكتشفنا أن الأمراض السارية والمزمنة منتشرة بكثرة بين النازحين، لاسيما الأطفال وكبار السن وفي بعض الأحيان شبان وشابات، أبرزها مرض السكري الشبابي والأمراض القلبية والجلدية".
من جانب آخر، يحاول القطاع الطبي في منطقة إدلب اتخاذ إجراءات احترازية، كمنع استقبال أي حالة غير طارئة، والاقتصار على الحالات الإسعافية منعا للتجمعات، بالإضافة لإنشاء مراكز عدة للحجر الصحي في مناطق متفرقة لاستيعاب الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس، بالإضافة لحملات فرق "الدفاع المدني" في تطهير وتوعية المدنيين في أرياف إدلب وحلب، من خطر تفشي فيروس كورونا، والتي زادت مؤخرا عقب إعلان الحجر الاحترازي على بلدة سرمين شرق إدلب بالكامل نتيجة وصول إصابة لامرأة قادمة من مناطق النظام.
وسجلت مناطق المعارضة السورية في شمال سوريا، أول إصابة بفيروس كورونا، في 9 من تموز الحالي، لطبيب يعمل في مشفى باب الهوى ويبلغ من العمر 39 عاما، لترتفع بعدها الإصابات إلى 29 إصابة.
ويبلغ عدد المخيمات في شمال غربي سوريا، 1277 مخيما، بينها 366 مخيما عشوائيا، يقطن بداخلها 183 و811 شخصا.