بلدي نيوز- حلب (زياد الحلبي)
تشهد مناطق سيطرة تنظيم "الدولة" في محافظة الرقة وريف حلب الشمالي حالات نزوح لمئات العوائل، قسم منهم اتجه إلى مدينة دير الزور وريفها، والقسم الآخر اتجه إلى مناطق سيطرة الثوار في ريف حلب الشمالي.
وأكد نشطاء بأن مئات العوائل لجأت إلى المدارس والجوامع في قرى ريف حلب الشمالي، والعشرات منهم افترشوا الأراضي الزراعية في ظل أوضاع مأساوية يعيشها الأهالي، في حين ذهبت عائلات نحو الحدود السورية التركية في انتظار العبور إلى الأراضي التركية، بالرغم من التشديد الذي يفرضه الجيش التركي.
أحمد محمد، عضو المعهد السوري للعدالة، قال لبلدي نيوز: "وصلت مئات العائلات إلى مناطق الثوار في ريف حلب الشمالي قادمة من مناطق تنظيم داعش في مدينة الرقة وقرى وبلدات ريف حلب الشمالي".
وعن أسباب النزوح، قال موضحاً: "النزوح بسبب تضييق التنظيم عليهم بشكل كبير، وبالأخص من هم في عمر الشباب، إضافة إلى الأوضاع المعيشية الصعبة وانعدام فرص العمل مع ارتفاع أسعار الغذائيات بشكل جنوني، حتى وصل الأمر إلى انعدامها بالفترات الأخيرة".
مضيفاً: "وأحكام الإعدام العشوائية بحق الأهالي، ناهيك عن ملاحقة الناشطين وملاحقة من هم أبنائهم في الجيش الحر".
وتابع: "من الأسباب أيضاً عدم سماح التنظيم للمنظمات الإنسانية بالدخول لمناطق سيطرته وإيصال المساعدات للسكان والمشافي والنقاط الطبية، ما أدى إلى انعدام المواد الطبية، ومنع وسائل الاتصالات بكافة أنواعها، وإطالة اللحى وإجبار الشباب على الالتحاق بصفوف التنظيم".
أما السبب الأهم لنزوح مئات العائلات، وفق محمد، هو تكثيف قصف التحالف لتلك المناطق بشكل عنيف، والمعارك المرتقبة بين التنظيم و"قوات سوريا الديمقراطية"، وإلقاء طائرات التحالف الدولي لمناشير ضد تنظيم داعش، طالبت المدنيين بالخروج من المدينة في احتمالية شن معركة للسيطرة على الرقة بمساندة القوات الكردية"، وهو ما بدأ اليوم فعلياً في ريفها.
يذكر أن تنظيم الدولة قام بنقل عوائل كافة المقاتلين المنتسبين إليه إلى خارج الرقة، باتجاه محافظة دير الزور وريفها، كما قام بنقل المهاجرين المنضمين إليه واستقدام تعزيزات عسكرية من "الأنصار" ،على حد وصفه، مزودة بآليات، تحسباً لمعركة مرتقبة بينه وبين الميليشيات الكردية، إضافة لنقل مستودعات الذخيرة والسلاح إلى مناطق جديدة خارج المدينة خشية استهدافها من قبل طيران التحالف.