بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)
المؤيد: هو الشخص السوري الذي اختار الوقوف إلى جانب نظام الأسد في قمع الثورة السورية المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الإنسانية، بغض النظر عن دينه وطائفته وجنسه، وهو دون "الشّبيح" وأقل شأناً منه، فالشبيح يحمل السلاح، أما المؤيد فهو شخص "مدني" يؤيد نظام الأسد بلسانه وقلبه وفعاله من دون أن يحمل السلاح.
والمؤيدون لا ينتمون إلى دين أو طائفة بعينها أو فكر سياسي معين، فهم من مختلف الطوائف والأعراق والإيديولوجيات، من رجل الدين، إلى السياسيين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وصولاً إلى الراقصات وبنات الليل.
ومع انطلاقة الثورة وتحديد موقفهم بالانتصار للقاتل، اختار هؤلاء مناطق جغرافية بعينها للإقامة فيها، هي بالطبع مناطق سيطرة النظام، خصوصاً في طرطوس واللاذقية، والبعض فضّل دمشق أو حتى حماة.
إلا أن قسماً كبيراً منهم، فيما بعد، ركب "قارب الأزمة" وقطع المتوسط في رحلة العمر إلى الجنة المُشتهاة، أوروبا، ليستقر هناك، آكلاً، شارباً، نائماً، ويكفيه لكل هذه الدعة أن يدّعي الهرب من "إرهاب داعش".
أما الذين لم يسعفهم "الجيب" و"حب الوطن" للإبحار، فقد لزموا خيامهم وبيوتهم المستأجرة في مناطق سيطرة النظام، حيث يعيشون عبودية حقيقية في كنف مستضيفيهم الذين لم ينزعوا عنهم يوماً صفة "حاضنة الإرهاب وأهالي الإرهابيين".
ويعيش هؤلاء في ذل وسط مستضيفيهم، الذين يرون فيهم "طاقة قدر فُتحت" في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وانهياره، فيؤجرونهم المنازل بأضعاف قيمتها الحقيقية، كما أنهم هدف مشروع لعمليات السلب والنهب وحتى الاعتداءات الجنسية!.. فمن ذا سيحاسب مواطناً طرطوسياً من الدرجة الأولى سرق أو اعتدى على عرض نازح إرهابي من الشمال؟!..
كما أنهم يعملون في أوقات النكبات "مفشة خلق"، كما حدث اليوم مثلاً، حين تلقى سكان اللاذقية وطرطوس أنباء التفجيرات التي أودت بحياة العشرات منهم، فما كان إلا أن سارعوا للانتقام من أقرب مخيم للنازحين "الإرهابيين"، وتتحدث الأنباء عن مقتل سبعة نازحين، لن يستحقوا حتى خبراً عاجلاً في نشرة أخبار غير رئيسية.
كما أن هؤلاء، كانوا وما زالوا "الكومبارس" الضروري واللازم في مسلسل قمع الأسد للثورة، وكذا الإجرام البوتيني، فثمة تفجيرات يجب أن تحصل "وقت الضرورة" تستهدف أماكن أو شخصيات محسوبة على النظام، ليتم استثمار ذلك سياسياً، وهذا ما حصل عشرات المرات في أحياء حمص الموالية، وقراها، وفي اللاذقية وطرطوس وأحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام، ناهيك عن تعمد قتل شخصيات موالية معروفة وربما كان لها حضور فني أو وجداني، لإلصاق تهمة القتل العبثي بالثورة والثوار. وكذا قتلوا الشيخ رمضان البوطي وابن مفتيهم سارية الحسون وآخرين.
أما في الجزء الأخير من المسلسل، وفق إخراج الأسد–بوتين، وليس وفق رؤية مخرجهم نجدوة أنزور، فإن لهؤلاء "الكومبارس" مهمات جسيمة، فهم طبقة العمال والكادحين والعبيد والمُعتدى عليهم في "سوريا المفيدة" التي يعملون على إنتاجها.
ومن وجهائهم سيأخذون وزراء ومدراء ليكونوا شركاء في "حكومة وطنية" موسعة، تمثل كل أطياف الشعب السوري!..
ومن أبنائهم أيضاً سيتبرعون بالدم كله ويزهقون الأرواح على مذبح الاستبداد والاستعباد، غير معتدين عليهم، أقصد النازحين إليهم، فهم الذين قالوا، وما زالوا يرددون: "بالروح بالدم نفديك يا بشار".. وها هم، يفتدون، ولكن بما هو أكثر..