ديرالزور تكافح للتخلص من إقصاء "قسد" و"الأسد" - It's Over 9000!

ديرالزور تكافح للتخلص من إقصاء "قسد" و"الأسد"

بلدي نيوز 

بقيت ديرالزور لعقود طويلة في قلب خارطة التهميش التي وضعها حافظ الأسد لعدة محافظات سورية، رغم كون دير الزور واحدة من كبريات المحافظات السورية لجهة المساحة، فضلا عن الثروة النفطية الهائلة التي تضمّها، إضافة إلى أنها واحدة من أهم سلال السوريين الغذائية. 

وعادت محافظة دير الزور المقسمة الآن إلى منطقتي نفوذ إلى واجهة الحدث السوري، مع محاولة جديدة من أجل تشكيل جسم سياسي واحد يمثل ريف المحافظة الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" يمكن أن يلعب دورا في إدارة مفاوضات مع التحالف الدولي، للمشاركة في تحديد مصير جزء من الشرق السوري.

وأعلن، الجمعة الماضي، عن تشكيل "الهيئة السياسية لمحافظة دير الزور"، المؤلفة من ناشطين سياسيين وشيوخ ووجهاء عشائر عربية، اجتمعوا في بلدة الكشكية الخاضعة لسيطرة "قسد" تحت شعار "لا للتبعية، لا للوصاية، لا للتهميش".

وتضمّن البيان التأسيسي لـ"الهيئة السياسية لدير الزور" عدة بنود، أكدت على استقلالية التشكيل الجديد وعدم تبعيته، وحق تقرير الشعب مصيره من دون إملاء خارجي، ووحدة الأراضي السورية واستقلالها، بالإضافة إلى رفض عودة النظام إلى ريف دير الزور الواقع تحت سيطرة "قسد"، والتهميش الذي تمارسه "الإدارة الذاتية" بحق المكون العربي. وفتح القائمون على الهيئة الجديدة الباب أمام انتساب أبناء المنطقة إليها، مشيرين إلى أنها بعيدة عن أي طرح أيديولوجي، وهي مؤسسة مدنية سياسية تعتمد العمل السياسي الجماعي السلمي، فضلا عن ضمها لعدة تيارات فكرية.

ويأتي تشكيل هذه الهيئة في خضم حراك سياسي وتنافس بين عدة أطراف على منطقة شرقي نهر الفرات التي تسيطر عليها "قسد"، التي تشكل "الوحدات" الكردية ثقلها الرئيسي، خصوصا لجهة القيادة والتوجيه. 

ومن الواضح أن هناك تخوفا من المكون العربي، الذي يشكل غالبية سكان شرقي الفرات، من تهميش وإقصاء جديد، ربما يحول دون مشاركتهم في تحديد مصير هذه المنطقة الغنية بالثروات، والتي يتنافس الروس والأميركيون والأتراك من أجل فرض الوصاية عليها من خلال أطراف سوريا، حيث تدعم موسكو النظام، وواشنطن "قسد"، وأنقرة فصائل المعارضة السورية.

 وأشار مدير مركز "الشرق نيوز" فراس علاوي، إلى أن الهدف من تشكيل الهيئة هو تأطير الحراك السياسي في المنطقة، من خلال اختيار أناس قادرين على قيادة الحوار وإدارته مع شيوخ العشائر، ومع "قسد"، والتحالف الدولي، موضحاً أن هناك رسالة واضحة للجانب الأميركي والتحالف الدولي عموما، مفادها أن هناك ناشطين سياسيين قادرين على إدارة ريف دير الزور بشكل أفضل.

ويشطر نهر الفرات محافظة دير الزور من الوسط، وهو ما جعل منها محافظة زراعية بامتياز، كما تضم عددا من أهم آبار وحقول النفط والغاز، أهمها العمر، وهو أكبر الحقول النفطية ويقع على بعد 15 كيلومترا شرق بلدة البصيرة بريف دير الزور، وظل لسنوات تحت سيطرة تنظيم "داعش" قبل أن تسيطر عليه "قسد" المدعومة من قبل الولايات المتحدة، في 22 تشرين الأول 2017.

وأقام التحالف، بقيادة واشنطن، قاعدة كبيرة داخل مباني الحقل من أجل حماية مجمل حقول النفط في شرق سوريا. وإضافة إلى العمر، تضم محافظة دير الزور حقول التنك، والورد، والتيم، والجفرة، وكونيكو (يضم أكبر معمل لمعالجة الغاز في سوريا)، والتي تقع هي الأخرى تحت سيطرة "قسد".

وتوضح نظرة على دير الزور أن المحافظة باتت مقسمة إلى قسمين، جنوب نهر الفرات وهي المنطقة التي تُعرف بـ"الشامية"، والتي يسيطر عليها منذ أواخر 2017 النظام والإيرانيين الذين فرضوا سيطرة مطلقة على المنطقة التي تمتد من الميادين إلى البوكمال على الحدود السورية العراقية، بينما يسيطر النظام على مدينة دير الزور مركز المحافظة.

ويضم القسم الذي يقع تحت سيطرة النظام والإيرانيين بلدات كانت حاضنة للثورة، منها الموحسن والقورية والعشارة.

وفي المقابل، تسيطر "قسد" على المنطقة شمال النهر، والتي تعرف بـ"الجزيرة"، وتضم عدة بلدات كبيرة منها البصيرة وهجين، وبلدات عشيرة الشعيطات وهي الحمام والغرانيج والكشكية.

وتعمل الميلشيات الإيرانية على تغيير هوية المنطقة التي تقع تحت سيطرتها في ريف دير الزور الشرقي، من خلال دفع السكان لاعتناق المذهب الشيعي ترغيبا وترهيبا"، وأقامت إيران قواعد كبرى في هذا الريف، منها "الإمام علي". 

يشار إلى أن حافظ الأسد همش، منذ توليه السلطة في عام 1970، عدة محافظات لأسباب متعددة، لعل أبرزها دير الزور التي عانت من قلة الخدمات والمشاريع الكبرى التي توفر فرص عمل، ما دفع عددا كبيرا من أهلها للخروج منها، خصوصا باتجاه محافظات أخرى، منها دمشق، أو للعمل في دول الخليج، خصوصا الكويت.

وعن أسباب تهميش دير الزور، أوضح فراس علاوي أن أغلب المعارضين لحافظ الأسد، قبيل تسلمه السلطة بانقلاب عسكري، سواء مدنيين أو عسكريين، كانوا من محافظة دير الزور، ومنهم رئيس الوزراء يوسف زعيّن، الذي كان يرأس حكومة تضم 6 وزراء من محافظة دير الزور، منهم وزير الداخلية، وكلهم كانوا في التيار المقابل لتيار حافظ الأسد الذي كان وزير دفاع في حكومة الزعيّن. 

وأشار إلى أن حافظ الأسد لم يزر محافظة دير الزور طيلة فترة وجوده في السلطة، موضحا أن عددا من الضباط المتحدرين من المنطقة حاولوا أكثر من مرة الانقلاب على حكم حزب "البعث" قبل وبعد استلام الأسد للسلطة، أبرزهم جاسم علوان الذي فشل انقلابه في 1963. 

ودير الزور من المحافظات السورية التي لا تضم إلا المكون العربي المنتمي إلى قبائل عريقة، منها البقارة والعقيدات والجبور، وسواها من القبائل العربية. وكانت المحافظة السباقة إلى إعلان الثورة على النظام في عام 2011، ما عرّضها إلى حملات عسكرية من قبل قواته، التي دمرت عشرات الأحياء في مدينة دير الزور، وهدمت جسر المدينة المعلق فوق نهر الفرات الذي أقامه الفرنسيون في عشرينيات القرن الماضي، وكان من الجسور النادرة على مستوى العالم.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

أمريكا تعلق على تقرير "العفو الدولية" الذي يتهمها بارتكاب انتهاكات في سوريا

تصريح أمريكي بخصوص قانون كبتاغون 2 ضد نظام الأسد

من جديد.. التحالف الدولي يستقدم تعزيزات جديد

إقليم كردستان يبدأ ترحيل السوريين إلى مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية"

"قسد" تبلغ نازحين من دير الزور لمغادرة القامشلي

قسد تعتقل ثلاثة موظفين في الهلال الأحمر ، فما السبب؟