بلدي نيوز - اللاذقية (مصعب الأشقر)
سجلت أسعار الحطب في الشمال السوري مستويات قياسية، فيما لاتزال آلاف العوائل تصنع الخبز في المنازل بعد ارتفاع سعر الرغيف مقارنة بمدخول السكان اليومي.
وقال التاجر "محمد أبو غالب" من منطقة ريف اللاذقية لبلدي نيوز: "إن أسعار الحطب وصلت إلى مستويات مرتفعة ليسجل سعر طن خشب الزيتون 120$، فيما وصل سعر باقي الأصناف من خشب أشجار المشمش والسنديان والفرك إلى 80$.
وعزا التاجر ارتفاع أسعار الحطب إلى فقدانه من الأسواق مقارنة بالعام الماضي، إثر قرار "تحـريـر الـشـام" بمنع قطع الأشجار الحراجية لا سيما في المناطق الجبلية
وأكد أن العامل الأهم يعود لعملية الاحتكار والجشع لدى البعض، حيث استغل العاملون في الحطب قرار الهيئة بمنع القطع ليرفعوا الأسعار إلى مستويات تفوق قدرة السكان الشرائية، مما يضع سكان الشمال السوري أمام صعوبة تأمين مونة فصل الشتاء من مواد التدفئة.
وكانت أسعار المازوت وصلت إلى أكثر من 100$ للبرميل، وما يقارب 150$ لقشر الفستق، أما الفحم فسجل في الوقت الحالي 50$ للطن الواحد.
ارتفاع أسعار الحطب لم يقتصر تأثيره البعيد على توفير تدفئة الشتاء في ظل الحالة المعاشية المتدهورة، بل ألقى بظلاله على صناعة الخبز في المنازل بعد عجز الكثير من العائلات عن شراء الخبز سواء بالليرة التركية أو بالليرة السورية.
وفي هذا الصدد، يؤكد "راتب العلوش" المنحدر من منطقة الغاب، أن عدد أفراد عائلته يصل إلى 10 أشخاص يحتاجون بشكل وسطي يوميا إلى 5 ربطات.
ولفت إلى أن وضعه المعيشي بعد رحلات النزوح المتكررة أصبح صعبا، ولا يقوى على شراء 5 ربطات بسعر يصل إلى 4000 يوميا.
وقال، "بدأنا بصنع الخبز في المنزل منذ ارتفاع أسعار الخبز في الأفران، حيث كانت الصناعة في التنور تعتمد على جمع الأسرة للحطب، إلا أن الحطب أصبح يختفي شيئا فشيئا".
وأضاف، "لا أعلم في الأيام القادمة كيف سأتدبر الحطب بعد ارتفاع سعره إلى مستويات تفوق قدرتي الشرائية، لاسيما أنني عجزت عن شراء خبز بسعر 4000 يوميا فمن أين سأتدبر 100$ لتأمين حطب لصناعة الخبز.
وكانت قيادة شرطة منطقة جسر الشغور التابعة لإدارة المناطق المحررة أصدرت قرارا في 23\6\2020 بمنع دخول المدنيين إلى المناطق العسكرية في منطقة الساحل بقصد قطع الحطب أو التقاط الأزهار، أو بغرض الصيد تحت طائلة المخالفة بحسب نص القرار، والذي لفت إلى أن العسكريين في تلك المناطق المتاخمة لنقاط قوات النظام بحاجة لغطاء طبيعي من الأشجار والنباتات لإتمام عملهم بالشكل الأمثل.
