بلدي نيوز - (عمر قصي)
شهدت درعا، خلال الفترة القليلة الماضية، توترات عسكرية بين قوات النظام والفيلق الخامس الذي يتزعمه "أحمد العودة" تمثلت بطرد الأخير حواجز أمنية للأول من شرق المحافظة على خلفية مقتل عناصر في صفوفه.
وجاءت التوترات بعد مضي عدة أيام على إعلان "العودة"، 23 حزيران الماضي، عن تشكيل عسكري موحد في درعا، مضيفا "مهمة الجيش ليست لحماية حوران فحسب، بل ليكون الأداة الأقوى لحماية سوريا".
وكان الإعلان عن التشكيل في كلمة ألقاها بعزاء عناصر الفيلق الخامس الذين قضوا بتفجير استهدف حافلة تقلهم شرق درعا، وسط اتهامات لاستخبارات قوات النظام بالوقوف وراء ذلك.
يقول الصحفي "باسل الغزاوي" لبلدي نيوز، إن الإعلان عن الجيش الموحد، هو أمر مرتب له سابقا، ويجري العمل عليه من قبل استهداف عناصر الفيلق الخامس، لافتا إلى أن "العودة" استغل تواجد أبناء المنطقة في عزاء قتلى التفجير ليظهر بمظهر المخلص ويعلن عن المشروع المجهز له مسبقاً.
وأضاف "الغزاوي"، أن "العودة" وجه عسكري للفيلق الخامس منذ اتفاق التسوية في درعا، ومهمته محاربة الميليشيات الإيرانية في المنطقة في حال أرادت روسيا ذلك.
وأوضح، أن التوترات الأمنية في درعا ليست حكرا على العودة، حيث أنها موجودة منذ سيطرة النظام على المحافظة وعدم التزامه ببنود اتفاق التسوية، من خلال استمراره في حملات الاعتقال وعدم إعادة الموظفين وتجاوزات الحواجز بحق الأهالي.
وأكد "الغزاوي"، أن روسيا لم يكن لها ردود فعل على الأرض حول التوترات الأمنية في درعا، باستثناء زياراتها لمدينة بصرى الشام التي "لا تغني ولا تسمن من جوع"، إلا أن "العودة" لا يتحرك إلا بأمر من داعميه، مع العلم أن روسيا لا يمكن أن تعادي حليفها الاستراتيجي وهو نظام الأسد من أجل إرضاء "العودة"، وما يحدث في الجنوب السوري هو نتيجة ضغط دول إقليمية حدودية على روسيا تطالب بإخراج إيران، ولكن الروس لم يلتزموا بذلك، حسب تعبيره.
من جهته، أوضح الناشط الإعلامي "عمر البلخي" لبلدي نيوز، أن الجيش الموحد الذي يسعى إليه "العودة"، سيضم جميع المتخلفين عن الخدمة العسكرية في قوات النظام والمنشقين، وهذا ما يمنع نظام الأسد من اعتقالهم.
وأشار "البلخي"، إلى عدم وجود مقرات فعلية للميليشيات الإيرانية في درعا لانضوائهم تحت راية الفرقة الرابعة بقوات النظام، وأي هجوم سيستهدفهم سيكون بمثابة حرب مع قوات نظام الأسد.
وأكد، أن "العودة" أعلن بخطابه الماضي، أن التشكيل العسكري الجديد يهدف لحماية الجنوب السوري، ومن المعروف أن الخطر الأكبر هو نظام الأسد وعناصر الميليشيات الإيرانية الذين يعملون بالوقت الحالي على تجنيد الأهالي في درعا لتجارة المخدرات وتهريبها للدول المجاورة.
فيما رأى "أبو محمود الحوراني" أن مهمة التشكيل الجديد الذي أعلن عنه "العودة" ما زالت مبهمة وغير واضحة حتى اللحظة، ولكن من الممكن أن تكون مهمتهم في الوقت الحالي هو تحجيم سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية في درعا.
وقال "الحوراني" في حديثه لبلدي نيوز، إن إخراج إيران من الجنوب السوري سيكون أحد خطوات التشكيل الجديد بعد تحجيم تواجدها وإيقاف انتشارها.
ونوه، إلى وجود توترات بين "العودة" ونظام الأسد، خلال الفترة الماضية، حيث خرج "العودة" بمظاهرة بصرى الشام المطالبة بإسقاط نظام الأسد، وطرد حواجز استخبارات نظام الأسد من شرق درعا مؤخرا.
وكشف "الحوراني" لبلدي نيوز، عن وجود اجتماع بين "العودة" والروس، يوم الأربعاء، في بصرى الشام، وتم التباحث حول جعل حواجز استخبارات النظام شرق درعا على أن تكون مشتركة مع عناصر الفيلق الخامس.
وكان قتل وجرح 40 عنصرا في صفوف الفيلق الخامس، 20 حزيران، جراء انفجار عبوة ناسفة على طريق كحيل - بصرى الشام شرق درعا.
وقالت مصادر خاصة لبلدي نيوز حينها، إن استخبارات قوات النظام تشارك الميليشيات الإيرانية في عملية استهداف الحافلة العسكرية التي تقل عناصر التسوية، لإفشال مشروع الفيلق الخامس في تجنيد شبان المنطقة.
و"أحمد العودة" بدأ مسيرته مقاتلا في صفوف فصائل المعارضة ضد قوات النظام، وخسر ثلاثة من إخوته عام 2014.
وبعد سيطرة قوات النظام على منطقة اللجاة وبصر الحرير، منتصف عام 2018، جرت مفاوضات برعاية الجانب الروسي في مدينة بصرى الشام، في الوقت الذي كان النظام مستمراً باجتياح معظم قرى المنطقة الشرقية باستثناء بصرى الشام مركز ثقل "العودة".
وبعد وصول النظام إلى بصرى الشام، جرت اتفاقيات "التسوية" التي كان عرّابها أحمد العودة، داخل المدينة، حيث قضت الاتفاقيات بقبول سيطرة النظام على المنطقة الجنوبية من سوريا.
وسلّم العودة خلالها السلاح الثقيل، وانضم إلى "الفيلق الخامس" التابع بشكل مباشر للروس، والذي تسلم قيادة الفيلق في المنطقة الجنوبية.