بلدي نيوز – دمشق (ميار حيدر)
تعد الانتكاسة الكبيرة التي منيت بها قوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية لها في سورية خلال معارك ريف حلب الجنوبي على يد جيش الفتح والجيش الحر من أكثر المعارك التي فقدت فيها طهران أبرز قادتها وعشرات القتلى والأسرى من عناصرها المرتزقة.
فبعد الارتفاع المتزايد الذي تشهده إيران بعدد قتلاها في سوريا، نظمت إيران مؤتمرا لدعم عوائل العسكريين الإيرانيين الذين قتلوا في سوريا تحت عنوان "تكريم عوائل حماة الحرم".
ودعا المؤتمر الإيراني أسر وأقارب القتلى الإيرانيين من ضباط وعناصر الحرس الثوري وقوات الباسيج لحضور المؤتمر لتكريمهم، تقديرا "لتضحيات أبنائهم بأرواحهم بسوريا من أجل مصلحة بلادهم"، بحسب تعبير القائمين على المؤتمر.
إلا أن أسر الضباط الإيرانيين تفاجئوا بالهدية التي قُدمت لهم كتكريم رسمي خلال المؤتمر، إذ كانت الهدية عبارة عن بطانية واحدة لكل عائلة ضابط حرس ثوري إيراني قتل في سوريا.
وأثارت البطانيات التي قُدمت لأسر العسكريين الذين قتلوا بسوريا موجة من الاستهزاء والسخرية بين الإيرانيين، الذين اعتبروا أن تقديم بطانيات لأسر القتلى في سوريا "إهانة واستصغار بحق الضباط الإيرانيين القتلى".
وهاجم الصحفي الإيراني حسين شمشادي، من دمشق، بشدة مؤتمر تكريم أسر القتلى الإيرانيين في سوريا، معتبرا هذا المؤتمر فضيحة وعارا على منظميه، وأضاف شمشادي أن نتائج هذا المؤتمر وانعكاساته ستكون سلبية جدا على الرأي العام الإيراني وأسر القتلى الإيرانيين الذين يقتلون في سوريا دفاعا عن إيران.
وقال نشطاء إيرانيون معارضون إن النظام الإيراني كرّس في المؤتمر مفهوما جديدا، هو أن "سعر وقيمة الإيراني الذي يقتل بسوريا يساوي بطانية واحدة لا أكثر ولا أقل"، وهذا ما قد يجعل الإيرانيين يراجعون مواقفهم قبل ذهابهم إلى سوريا.
البطانية الإيرانية تأتي بعد إقدام نظام الأسد وبتوجيه من رأس النظام في سوريا، بتكريم بعض ذوي قتلى قواته في مدينتي جبلة والقرداحة بريف اللاذقية. إلا أن التكريم اقتصر على ما يبدو على ساعات حائط.
وفي وقت سابق كان نشر مؤيدون لنظام الأسد صورا على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر تغليف كروزات التبغ وتزيينها لتكون هدية وتعويضا لأمهات القتلى، والتي يصل ثمن الكروز الواحد منها 2500 ليرة سورية.
ويذكر أنه في فترة سابقة قامت وزارة الزراعة بتقديم رأس ماعز لكل عائلة فقدت ولدها في معارك الدفاع عن بشار الأسد، الأمر الذي أثار استياءً كبيرا ورفضا عارما من قِبَل موالي النظام.