بلدي نيوز - (عمر يوسف)
على وقع النزوح وتردي الوضع المعيشي للسوريين، بات تأمين مستلزمات مائدة رمضان أمرا عسيرا على الأهالي، وأصبح من الضروري تأمين ما يسد الرمق بعد صيام يوم طويل في ظل تهديدات الوباء الذي أثقل كاهل العالم المتقدم.
في مخيم "الكفرة" بريف حلب شمالي سوريا، تسعى عشرات الأسر النازحة من ريفي حلب وإدلب لاستحضار طقس رمضان بما تيسير من المعونات الغذائية والشراء من السوق القريب من المخيم، حيث تشهد الأسعار ارتفاعا غير مسبوق مع انهيار قيمة الليرة السورية وتدهورها أمام الدولار الأمريكي.
في خيمة "أحمد العبدان" النازح من ريف حلب، يحاول أن يؤمن تكاليف سفرة رمضان بالحد الأدنى، من خلال شراء الخضار والرز لتحضير بعض الطعام.
ويقول "العبدان" لبلدي نيوز، إن ثمن كيلو البندورة يتجاوز 800 ليرة سورية، ما يدفعه لشراء حبيتن أولا ثلاث فقط لتحضير صحن السلطة الأساسي في سفرة رمضان، مشيرا إلى أن شراء الخضار والفواكه أصبح بالقطعة وليس بالكيلو نتيجة الارتفاع الجنوني للأسعار.
ويشكو "العبدان" قلة المساعدات من المنظمات المعنية بالنازحين في المخيم، وقال إن إحداها قدم قبل رمضان بعض المعلبات وعلب البسكويت، ومن يومها لم يحصلوا على أي دعم أو إغاثة من أجل تأمين الطعام والشراب في شهر رمضان.
وجراء التخوف من وباء "كورونا" وتفشيه في مخيمات النازحين شمال سوريا، ألغت عشرات المنظمات والمبادرات الإنسانية أعمالها المرتبطة بموائد رمضان الجماعية التي كانت تقام في الشهر الفضيل، بهدف تأمين إفطار النازحين، حيث كانت تلك الموائد تقليدا سائدا في الشمال السوري لتخفيف أعباء مصاريف شهر رمضان على الأهالي.
يقول "خيرو العبد" وهو نازح من ريف حلب الشرقي، إن الموائد التي كانت تقام تبعث بالبهجة والفرح حيث يجتمع العشرات في هذه الموائد ضمن أجواء ألفة ومحبة، فضلا عن كونها تخفف مصروف شراء الطعام والشراب.
ويضيف العبد لبلدي نيوز، أن الموائد لم تقام في المخيم، بعد أن أخبرهم المدير بأن التجمعات التي تحدث أثناء إفطار رمضان من الممكن أن تتسبب بنقل مرض "كورونا" إلى الأهالي.
ورغم النزوح ومخاوف انتقال عدوى "كورونا" وتأثيرها على أجواء رمضان وموائد النازحين، لكن الغلاء وعدم القدرة على شراء المستلزمات كان له الأثر الأكبر في حياتهم بعد غياب الدعم وتراجع دور المنظمات خشية تفشي الوباء.