بلدي نيوز - (عمر يوسف)
يستقبل السوريون في بلدان اللجوء شهر رمضان المبارك بغصة كبيرة، بعد أن أجبرهم نظام الأسد وآلته العسكرية والأمنية على الرحيل القسري من مدنهم وقراهم التي نشأوا وترعرعوا فيها.
ويفتقد اللاجئون السوريون هنا في تركيا إلى الكثير من مظاهر أجواء هذا الشهر، أولها أجواء الألفة والمحبة التي اعتادوا عليها خلال الشهر الكريم بين أقاربهم ومعارفهم وأبناء بلداتهم وقراهم، وما تشمله من تبادل الزيارات واللقاءات الأسرية اليومية على مائدة الإفطار، والعديد من التقاليد والعادات الأسرية التي تعودوا عليها خلال العقود الماضية.
وما زاد من جراح وآلام الاغتراب انتشار وباء "كورونا" الذي أدى إلى تباعد اجتماعي بين الأهالي والأحبة، ضمن الإجراءات الاحترازية التي تعلن عنها الحكومات منعا لانتقال العدوى وتفشي المرض.
يقول "إياد غريب" وهو لاجئ سوري مقيم في تركيا، إنه لم يلتق بأهله منذ قرابة شهر جراء تفشي الوباء في مدينة إسطنبول وارتفاع أعداد حالات الإصابة فيها أكثر من باقي المدن التركية.
ويضيف "غريب" لبلدي نيوز، أنه يحرص على عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، من أجل شراء الطعام والحليب لطفلته، مشيرا إلى أنه مع حلول شهر رمضان يشعر بغصة كبيرة لعدم القدرة على تبادل الزيارات لأهله وأقاربه في المدينة.
ورغم تشابه الأجواء إلى حد ما في رمضان بين سوريا وتركيا، إلا أن السوريين يحنون إلى مدنهم ومنازلهم وجمعة الأهل في الأيام الأولى من الشهر.
يقول "أمين الحسن" اللاجئ السوري المقيم في غازي عنتاب، إن أجواء رمضان في المدينة مشابهة لطقوس الشهر في سوريا، لكن الفارق الأهم هو الناس وغياب الأهل.
ويضيف "الحسن" لبلدي نيوز، أن انتشار الوباء فرض عليه حظرا قسريا ومنعه من التواصل مع أقاربه في رمضان مما يحتم عليه قضاء أيامه داخل المنزل.
ويأمل السوريون في المغترب أن يرحل الوباء في أجل قريب، علهم يخففوا عن بعضهم من وطأة الغربة باللقاءات والتجمعات التي منعها "كورونا" وأبعد عنهم الأخوة والأقارب والأصدقاء.