بلدي نيوز - (عمر يوسف)
منذ انتشار وباء "كورونا" في تركيا وارتفاع أعداد المصابين في شهر آذار الماضي، دأب أطباء سوريون في مدينة غازي عنتاب إلى التطوع ودعم الكوادر الطبية لمواجهة الجائحة، الأمر الذي أثار ردود فعل متباينة لدى اللاجئين السوريين في تركيا والداخل السوري.
وبدأت القصة عندما توجه مجموعة من الأطباء السوريين في غازي عنتاب بداية آذار الماضي، للتطوع والمشاركة في مواجهة الوباء لتركيا، ثم تطور الأمر اليوم مع تحرك أكثر من 200 طبيب سوري إلى شوارع المدينة لفحص المارة والمتنقلين في السيارات في نقاط الفحص والتفتيش الطبية التي أقيمت بالمدينة.
ورغم نبل التطوع ودعم الحكومة التركية للمباردة، لكنها لم تسلم من الانتقادات من قبل فئة من السوريين بتركيا والداخل، الذين قالوا إن بلادهم وأهلهم في إدلب وحلب أولى بهذه المبادرات.
يقول "حسن أبو جميل" وهو لاجئ سوري مقيم في تركيا، إن المبادرة في ظاهرها إيجابية لكن تركيا ليست بحاجة لهكذا نشاط طوعي، كونها تمتلك كوادر طبية كبيرة وكان من الأفضل توجه الأطباء إلى الداخل السوري لدعم النازحين في مواجهة الوباء رغم عدم انتشاره.
ويضيف "أبو جميل" لبلدي نيوز، على الأطباء توجيه دعمهم وخبرتهم إلى السوريين بتركيا ممن لا يمتلكون قدرة على مواجهة المرض وكيفية التعامل مع الإصابات.
في المقابل يرى سوريون في تركيا أن المبادرة هي رد فعل إيجابي تجاه البلد الذي يحتضن أكثر من ثلاثة ملايين سوري، في ظل وباء لا يفرق بين التركي والسوري.
يقول "بهاء حامدي" لاجئ سوري في تركيا، إن ما يقدمه الأطباء السوريون من تطوع يعكس صورة مشرقة عن السوري في بلد الاغتراب، على عكس ما يعتقده بعض الأتراك ونظرتهم السلبية إلى السوريين هنا.
ويضيف "حامدي" لبلدي نيوز، من الظلم وصف تطوعهم على أنهم يتملقون أو محابة للأتراك، فكما أعلم أن بعضهم يحمل الجنسية التركية ويعمل في مستشفيات تركيا ولا حاجة له للشهرة أو العلاقات.
وبين وجهتي النظر يكابد السوري اللاجئ من النتائج الاقتصادية الكبيرة التي نجمت عن انتشار الوباء، فمعظمهم تعطلت أعمالهم نتيجة إغلاق الكثير من المنشآت والمطاعم والمقاهي، إضافة إلى أن الموت يسرق بعضهم جراء الوباء، حيث أكدت تصريحات وزارة الصحة التركي وجود وفيات وإصابات من السوريين بتركيا.
