السوريون في تركيا.. عمال بلا حقوق ومبادرات فردية لمساعدة المتضررين من الحجر - It's Over 9000!

السوريون في تركيا.. عمال بلا حقوق ومبادرات فردية لمساعدة المتضررين من الحجر

بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة) 

يعيش أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري في تركيا، وزادت معاناتهم الاقتصادية بسبب الظروف التي نتجت عن فرض إجراءات من قبل السلطات التركية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد، حيث أن أغلب اللاجئين السوريين يعتمدون على عملهم اليومي لتوفير مستلزماتهم وخاصة بالنسبة للعائلات التي لا تتلقى أي مساعدات. 

بدون حقوق

"إبراهيم" شاب سوري يعمل في مصنع لدباغة الجلود بولاية بولو التركية، يقول إن، "المصنع الذي كنت أعمل فيه توقف منذ أسبوعين بسبب الخوف من انتشار كورونا بين العمال، وكان راتبي الشهري يبلغ قرابة 2600 ليرة تركية، ورغم أنه قليل إلا أنه يكفيني، فأنا غير متزوج وأتشارك السكن مع شبان سوريين آخرين، حتى أني كنت أرسل من مدخراتي بعض النقود لأهلي في سوريا لمساعدتهم". 

ويضيف إبراهيم ، أنه ليس السوري الوحيد الذي توقف عمله، ففي المصنع الذي كان يعمل فيه توقف عمل زميلين له، ويشير إلى أن أكثر من 80 مصنعا توقف في المنطقة التي يعمل بها، يوجد في كل واحد منها على الأقل 3 عمال سوريين، وكلهم فقدوا عملهم الآن، منوها أن رواتب السوريين توقفت فور توقف العمل لأنهم لا يملكون تأمين (سيكورتا) فيما أن رواتب العمال الأتراك ما زالت مستمرة رغم توقف العمل.

"فراس" و"مجد"، صديقان يعملان بالمطاعم السورية في مدينة غازي عنتاب، وقد توقف عملهم سوية، يقول فراس، إن إدارة المطعم قررت وقفه التزاما بقرارات الحكومة التركية، وأن الإدارة قررت دفع راتب أسبوع عن أول يوم عطلة، ودفعت نصفه الأسبوع التالي، ولكنها بالتأكيد لن تستطيع أن تدفع أكثر من شهر، ويلفت أنه وستة من أصدقائه فقدوا عملهم بسبب ذلك.

أما "مجد" وبرغم أنه يعمل بمطعم سوري مثل "فراس"، إلا أن إدارة المطعم رفضت دفع أي أجر بعد توقف العمل،  وربطت ذلك بالعودة إلى العمل.

لكن قصة مختلفة واجهت الشاب السوري (علي)، فقد وجد نفسه مجبرا على سلك طرق غير شرعية للوصول إلى عمله في منطقة الصناعة بعنتاب، بعد قرار فرض الحجر المنزلي على من هم دون العشرين عاما، يقول لبلدي نيوز، إنه لا يستطيع التوقف عن العمل لأنه يساعد والده بنفقات العائلة. 

لا تعويضات

يقول الصحفي التركي عبدالله سليمان أوغلو، في حديث لبلدي نيوز، إن السوريين عموماً التزموا بالتدابير والإجراءات الاحترازية، والتعليمات الصادرة من قبل الحكومة التركية وخاصة فيما يخص الحجر المنزلي.

ويشير "سليمان أوغلو"، وهو صحفي مهتم باللاجئين، إلى أن الكثير من الأسر تضررت نتيجة لذلك لأن قسما كبيرا من السوريين كانوا يعملون دون أذن العمل، لذلك تم تسريحهم من العمل نتيجة توقف كثير المنشآت عن العمل دون أدنى تعويض، وبذلك لن يستطيعوا الاستفادة من الدعم الذي قدمته الحكومة التركية تحت اسم "درع الاستقرار الاقتصادي"، والذي قدمت من خلاله الدعم للعاملين المسجلين في مؤسسة الضمان الاجتماعي، بغض النظر إن كانوا مواطنين أتراك أم سورييين أو حتى أجانب، كما أن هناك مشروع قرار يتم العمل عليه قد يصدر قريبا جدا يمنع تسريح العمل لمدة 3 اشهر وإلزام اصحاب العمل بالدفع لهم حتى لوا أعطاهم إذنا بلا أجر، وهذا يطبق بمفعول رجعي اعتبارا من 15 آذار.

وقال إن "المساعدات النقدية التي باتت تعرف بكرت الهلال الأحمر ما زالت مستمرة، لكن لن تساوي شيئا في ظل هذه الظروف الخانقة، وهو ما يحاول تلافيه من خلال التعاون بين وزارة الداخلية واللجنة السورية المشتركة بعد أن أطلقا رابطا لتسجيل الأسر السورية المحتاجة أسوة بالأسر التركية التي باتت تتلقى دعما من الحكومة. 

مبادرات سورية

"محمد عثمان"، وهو متطوع في فريق "ملهم"، يقول لبلدي نيوز، إن الفريق أطلق حملة لمساعدة اللاجئين السوريين ليس في تركيا فحسب، بل في الداخل السوري ولبنان والأردن، من أجل البقاء في منازلهم خلال فترة الحجر، بعد توقف عمل أرباب العائلة.

ويضيف عثمان، أن الحملة نجحت في  تقديم المساعدات لـ 810 عائلات في تركيا، عن طريق تقديم سلة غذائية بقيمة 50 دولار وسلة صحية بقيمة 20 دولار، ويشدد على أن الحملة بالتأكيد لا تساعد كل الأسر المتضررة ولكنها تستهدف الأكثر تضررا بالوقت الحالي.

"كن عونا" فريق آخر عمل على مساعدة العائلات السورية المتضررة من الحجر الصحي، عن طريق جمع تبرعات من داعمين للفريق، يقول بكري  كحلاوي، إنه وبالاشتراك مع فريق شباب "الو طلباتي" وهم شباب يعملون بتوصيل الطلبات داخل ولاية غازي عينتاب، جمعوا حوالي 50 سلة غذائية ووزعوها على العائلات الفقيرة والمتضررة من الحجر والتي تمكنوا من الوصول إليها عن طريق شبكة أصدقائهم ومعارفهم.

ويشير كحلاوي، إلى أن طلبات المساعدة التي وصلتهم تتجاوز الـ 150 رغم أن مبادرتهم شبابية ومحدودة، ولم يبلغ عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، ويشدد على أن التكافل بين السوريين هو الطريق الأفضل لمساعدة بعضهم في هذه المحنة.

مقالات ذات صلة

وزير لبناني" اللاجئون السوريون أمام ثلاثة خيارات"

سفينة قبرصية ترسو في المياه الدولية قبالة ساحل طرابلس في لبنان،ما مهمتها؟

فيروس كورونا يستعيد نشاطه في سوريا مع تحذيرات من خطورة عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية

احتجاز شابين لبنانيين بتهمة تهريب سوريين إلى جزيرة قبرص

من سيحسم الخلاف حول بطاقات طالبي اللجوء" مسبقة الدفع "في ألمانيا؟

ضحايا سوريون نتيجة انهيار مبنى متهالك في بيروت