"كورونا" يزيد أوجاع الملايين شمال سوريا - It's Over 9000!

"كورونا" يزيد أوجاع الملايين شمال سوريا

بلدي نيوز – (محمد وليد جبس) 

يعيش السوريون في مناطق الشمال السوري أوضاعا صعبة وغير مستقرة بعد شهور من الحملات العسكرية المتتالية من قبل النظام وحلفائه، وجاءت جائحة فيروس كورونا والإجراءات المتخذة للوقاية منه لتزيد الأوضاع المعيشية والاقتصادية سوءا. 

وقال "أبو فؤاد المدني"، وهو تاجر جملة للمواد الغذائية شمالي إدلب لبلدي نيوز، إن "حركة البيع والشراء اقتصرت على بعض المواد كـ(السكر، والارز، والطحين، والبرغل، والعدس، والمعلبات)، وتزايد الطلب عليها من قبل أصحاب المحلات وأهالي المنطقة". 

ورجّح "أبو فؤاد" أسباب ذلك الإقبال إلى جائحة كورونا التي غزت معظم دول العالم وخوف المدنيين من وصولها إلى المنطقة، بعد إغلاق كافة المعابر وانخفاض البضائع المستوردة في مخازن التجار المستوردين الرئيسيين إلى الشمال السوري، إضافة إلى انخفاض تصريف قيمة الليرة السورية لقاء العملات الأجنبية. 

بدوره، "محمد الصالح"، وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي، قال لبلدي نيوز "لم أستطع شراء إلا القليل من السكر والرز بسبب الأوضاع المادية الصعبة التي أمر بها بعد رحلة نزوحي الأخيرة بسبب القصف الجوي والبري من قبل النظام والروس على منطقتنا، ورغم عدم توفر فرص العمل فأنا مجبر على الخروج من المنزل ومخالطة الناس للبحث عن فرصة لأتمكن من خلالها تأمين قوت يومي دون الالتزام بالتعليمات الطبية الوقائية من وباء كورونا".

بينما أكد "محمد عماد" من سكان ريف إدلب الشمالي عدم خروجه من المنزل إلا للحالات الاضطرارية والتزامه بكافة الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا المستجد، خوفا منه على أفراد عائلته من هذا المرض الخطير، مشيرا إلى أن الاستهتار واللامبالاة بين الأهالي في المناطق المحررة مخيفة وغير مقبولة بالنسبة له، على حد تعبيره.

وفي السياق ذاته، تسبب الخوف من انتشار الوباء لإغلاق عشرات المعامل في ريفي حلب الشمالي والشرقي، كما تسبب بجمود الحركة التجارية بعد إغلاق المعابر الحدودية مع "قسد" والنظام وتركيا، وباتت مناطق سيطرة النظام السوري تعج بالإصابات بفيروس "كورونا" المستجد.

وفي هذا الصدد، يقول "بسام طبل"، وهو يمتلك معمل للألبسة في ريف حلب الشمالي، "معظم المعامل أغلقت أبوابها بعد أن توقف العمل في المعابر، ما تسبب في ارتفاع نسبة البطالة وتوقف مئات العمال عن عملهم، ويعود ذلك لتوقف تصريف البضائع خارج المناطق المحررة". 

ويرى "جبران بكور"، وهو تاجر مواد غذائية بإعزاز، "أن سبب ارتفاع سعر المواد الغذائية هو قلة المعروض منها في السوق بعد إغلاق المعابر، فضلا عن ارتفاع سعر صرف الدولار، الأمر الذي انعكس على أسعار المواد الأساسية التي زادت بنسبة 30 في المئة".

وأضاف "الوضع المعيشي بشكل عام غاية في الصعوبة وخاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حيث انخفضت نسبة المبيعات لدينا إلى النصف".

وتابع "الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها السلطات المعنية لمواجهة الفيروس، من تعليق العملية التعليمية، إلى إيقاف النشاطات والفعاليات الاجتماعية والثقافية والرياضية، وصولا إلى إغلاق المقاهي والمطاعم والنوادي الرياضية، إضافة إلى فرض الحجر الصحي الجزئي؛ أثر على زيادة استهلاك العائلة وقلة المردود المعاشي".

بينما عبّر "عيدو الكامل"، وهو صاحب بسطة لبيع الألبسة بريف إعزاز، أن الكثيرين تضرروا بسبب توقف الأسواق وخاصة بالنسبة للمهجرين والنازحين الذين اتخذوا من بيع بضاعتهم في الأسواق الشعبية مصدر دخل لهم، حيث كانوا يبيعون "الأدوات المنزلية والخردوات والمونة والألبسة"، وهم الآن الأشد ضررا بسبب قدوم شهر رمضان. 

يذكر أن المناطق المحررة تعاني من أوضاع معيشية صعبة، وانعدام فرص العمل وتدني الأجور وغلاء في الأسعار، بعد أن أصبحت شبه محاصرة وخصوصا بعد التهجير الأخير الذي حصل من مناطق إدلب وريف حلب الغربي.

وكانت قدرت الأمم المتحدة نسبة السوريين تحت خط الفقر بـ 83%، بحسب تقريرها السنوي لعام 2019، حول أبرز احتياجات سوريا الإنسانية.

مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يعتمد نهجًا جديدًا بعد سقوط النظام في سوريا

كيف بررت روسيا سرعة انهيار جيش النظام المخلوع

اكتشاف مقبرة جماعية في أطراف مدينة إزرع

المقدم حسن عبد الغني"قوات النظام بحاجة إلى إعادة تموضع خارج سوريا بالكامل"

درعا والسويداء خارج سيطرة النظام

التراجع الاقتصادي في دمشق وتداعياته

//