بلدي نيوز
جرت في الآونة الأخيرة عدة محاولات عربية لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد بعد سيطرته على مساحات واسعة من الأراضي السورية بدعم روسي إيراني وتهجير ملايين السوريين، واتخذت هذه السياسات درجات متفاوتة تراوحت بين الزيارة المباشرة وإعادة فتح سفارات في دمشق.
وكان الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير هو أول من زار بشار الأسد في دمشق، وقوبل ذلك بصمت وتجاهل رسمي إقليمي ومن جامعة الدول العربية التي علقت عضوية سوريا فيها.
وفي الصدد؛ نقلت صحيفة القدس العربي على لسان الباحث السياسي "عبد الوهاب عاصي" قوله: "إن دوافع الدول العربية التي تمارس هذه السياسات تختلف، وهي تتراوح ما بين محاولة التقرب من روسيا و إيران بغية الحصول على دعم مالي كما في حالة السودان، أو دعم سياسي وعسكري أو موازنة حضور فاعلين آخرين في المنطقة".
واعتبر أن "ما تفعله تلك الدول قد يكون على شكل مناكفة دول فاعلة في الإقليم وخاصة تركيا، أو مناكفة المحور الغربي خاصة الولايات المتحدة وإحياء قنوات تواصل علنية يمكن من خلالها الدخول إلى دمشق، وموازنة الحضور الإيراني، وهي نظرية طرحتها بعض الدول العربية".
وأضاف عاصي: "رغم وجود رغبة لدى العديد من الأنظمة العربية في نقل عملية التطبيع مع النظام السوري إلى مرحلة أبعد، إلا أن هذه الرغبة تصطدم بحاجز الفيتو الأمريكي، والذي سيمنع الدول العربية من تحويل عمليات التطبيع الفردية إلى مشروع جماعي، كإعادة مقعد سوريا في جامعة الدول العربية للنظام، أو رفع العقوبات المفروضة عليها".
وكانت جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا فيها في أواخر عام 2011 في أعقاب حملة القمع الواسعة التي طالت الاحتجاجات الواسعة المناهضة للنظام في سوريا.
وكانت وسائل إعلام موالية رسمية نقلت عن نائب وزير خارجية النظام، فيصل مقداد، ترحيب نظامه بأي خطوة من أجل أن تعيد كل الدول العربية التي أغلقت سفاراتها بدمشق العمل على الأراضي السورية، بعد أن أعادت الإمارات العربية فتح سفارتها لدى النظام، وكانت احتفظت عدة دول بتمثيلها الدبلوماسي كما هو الحال مع مصر والسودان والجزائر والعراق ولبنان وسلطنة عمان.
المصدر: القدس العربي