أين هم أطباء سوريا في "يوم الطبيب العالمي"؟ - It's Over 9000!

أين هم أطباء سوريا في "يوم الطبيب العالمي"؟

بلدي نيوز- (خاص) 

يحتفل العالم اليوم ٣٠ آذار/ مارس، من كل سنة بيوم الأطباء العالمي، اعترافا بفضلهم وتكريما للمميزين منهم. 

واحتلت جامعة دمشق المرتبة السابعة عالميا كأكبر جامعة مصدرة للأطباء الأجانب العاملين في أميركا، وذلك حسب تقرير صدر عن اتحاد المجالس الطبية الأميركي عام ٢٠١٩.

وشهدت بداية الثورة السورية عمليات قتل واسعة النطاق للمهنيين الطبيين، حيث قتل 190 شخصا يعملون في المجال الطبي عام 2012 وحده، ووقع أكبر عدد من عمليات القتل في السنوات الأربع الأولى، عن طريق القصف المدفعي والغارات الجوية ونيران الأسلحة الصغيرة، وخُطف عاملون طبيون واحتجزوا، وكان ذلك يؤدي غالباً إلى الموت تحت التعذيب أو الإعدام، وفي عام 2015 في حلب، أفيد أن أكثر من 95 بالمئة من أطباء المدينة فروا أو احتُجزوا أو قُتلوا. 

تمثل حلب وإدلب وريف دمشق المحافظات التي سجلت أعلى معدلات وفاة الكوادر الطبية، وعادة ما يتزامن الارتفاع في عدد الوفيات مع الهجمات الكبيرة ضد هذه المحافظات من قبل قوات النظام وروسيا وإيران.

وإن أكبر أسباب وفيات الكوادر الطبية هو القصف الجوي والقصف المدفعي ونيران الأسلحة الصغيرة، وقد تكون هذه الهجمات متعمدة أو عشوائية، وفي كلتا الحالتين تمثل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي عند استهدافها منشآت طبية، فنتيجة هذه الهجمات الممنهجة، استشهد كثير من المهنيين الطبيين أثناء أداء واجبهم، وكثيرون غيرهم بعد اعتقالهم ثم تعذيبهم وإعدامهم. 

ونظراً للقيود المفروضة على الوصول إلى المعلومات ومحدوديتها، من المحتمل أن يكون هذا العدد أكبر وقد يستمر في الازدياد مع تواصل إخبار الأسر باستشهاد أحبائها في السجون، بالإضافة إلى ذلك، يوجد كثير من المهنيين الطبيين الذين يُعتقد أنهم أحياء في مرافق الاعتقال. وتشكل هذه الاعتقالات، وكذلك إخفاء مصير من قتلوا، انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني.

وتشهد مناطق النزاع بالنسبة للأطباء السوريين، انتصار الإرادة والعزيمة على ظروف المستحيلة، ونتيجة تعذيبهم وخطفهم وإطلاق النار عليهم وقصفهم، هرب كثيرون بينما بقي آخرون، واضعين حياة مرضاهم قبل حياتهم. 

وقال الدكتور "رامي كلزي"، وهو جراح أعصاب عمل في شرق مدينة حلب حتى صيف عام 2016، "كانت العقبات موجودة في كل مكان، قصف شديد في كل مكان، واستهداف مباشر للمرافق الصحية، ونقص كبير في المعدات والإمدادات الطبية، لاسيما أجهزة التشخيص الحديثة، وطلب على سيارات الإسعاف، ونقص كبير في الأدوية، وفجوة هائلة في الخبراء الطبيين، وعدد قليل جداً من وحدات العناية المركزة المجهزة تجهيزا جيدا، وعدد قليل من الأسرة في وحدات وأجنحة العناية المركزة – إلى جانب العدد الهائل من الضحايا. هل يمكنك تخيل الظروف التي يعمل فيها الأطباء في سوريا؟

ودخلت قوات النظام مستشفى درعا الوطني في ٢٢/أذار عام ٢٠١١ وطردت جميع الموظفين غير الأساسيين، ووضعت قناصة على الأسطح، حيث بقي القناصة عامين كاملين، وكانوا يطلقون النار على المرضى والجرحى لضمان دخول مؤيدي النظام فقط إلى المستشفى، وفي 8 نيسان/أبريل، أطلقت القوات الحكومية النار على ممرض كان يحاول إنقاذ شخص مصاب وقتلته في مدينة درعا. 

وكانت هذه بداية للحملة الوحشية والمستمرة من الهجمات المتعمدة التي شنها النظام على المرافق والكوادر الطبية كسلاح حرب.

ومنذ آذار/مارس 2011 حتى آذار 2020، تم الهجوم على ٣٥٠ منشأة طبية منفصلة بواقع ٥٩٥هجوما، وتم توثيق مقتل ٩٢٣ عاملا طبيا بين أطباء وممرضين، وفق منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان. 

وكشف نقيب الأطباء البشريين في سوريا "عبد القادر الحسن"، أن نسبة الأطباء السوريين الذين تركوا سوريا عام ٢٠١٢ بلغ ٣٠٪ إلى ٤٠٪.

وبلغ عدد الأطباء الذين هاجروا من سوريا عام ٢٠١٣، ١٠٠٠٠آلاف طبيب، من بين ٣٠٠٠٠ ألف طبيب سوري، وفق ما نشر في صحيفة "الوطن" الموالية.

وقدر عدد الأطباء السوريين في ألمانيا عام٢٠١٩ ب ٢٨٩٥ ألف طبيب. 

وعن عمل ومعاناة الأطباء في المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران، قالت الدكتورة "أماني" المتطوعة في مستشفى ميداني تحت الأرض في الغوطة الشرقية قرب دمشق اسمه "مستشفى الكهف"، تأسس عام 2013 حيث عملت بهذا المستشفى لمدة خمس سنوات حتى نهاية 2018؛ إ ن "الأشهر الأخيرة من وجودي في الغوطة كان "من أسوأ" أيام حياتي كطبيبة؛ ذلك بسبب ما رأيته من حالات البتر خاصة الأطفال، وبسبب وضع الأطفال الذين عانوا من سوء تغذية واضطروا للبقاء لأيام متواصلة بلا طعام وبلا ضوء شمس في أقبية غير مجهزة".

وأضافت، "شو بدو قول لطفل عمرو 5 سنين يسألني إيدي وين راحت؟".

كانت تحلم الطبيبة أماني بالتخصص بطب الأطفال بعد انتهاء الحرب، لكن قالت إنها بعد خروجها من الغوطة لم تعد تحتمل العمل مع الأطفال بسبب كل ما رأته، وأن هناك تراكمات نفسية لم تستطع تجازوها، وأصبح العمل الطبي معاناة بالنسبة لي.

وحصلت الدكتورة "أماني" على جائزة "راوول وولنبيرغ الأوروبية" بفضل شجاعتها وجرأتها وحرصها على إنقاذ حياة مئات الأشخاص أثناء الثورة السورية، كما جاء في بيان مجلس اتحاد أوروبا.

وقالت الأمينة العامة للمجلس، "ماريا بيتشينوفيتش بوريتش"، في بيان، إن "الطبيبة أماني مثال ساطع للتعاطف والفضيلة والشرف الذي يمكن أن يظهر حتى في أحلك الظروف: وسط الحرب والمعاناة".

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

مطالبات بإعادة إحياء صناعة الأحذية في سوريا