تحقيق يكشف سرقة منظمات غربية لمساعدات السوريين - It's Over 9000!

تحقيق يكشف سرقة منظمات غربية لمساعدات السوريين

بلدي نيوز – (متابعات)
توصل تحقيق أجرته شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، إلى أن التحقيقات التي أجرتها هيئة رقابية حكومية أمريكية كشفت تورط عدد من المنظمات غير الحكومية، بعمليات فساد تتعلق بتقديم المساعدات عبر الحدود التركية السورية.
وكشفت المقابلات التي أجرتها شبكة الأنباء الإنسانية أن التحقيقات قد أثبتت تورط العديد من المنظمات الرئيسية، بما في ذلك الهيئة الطبية الدولية (IMC) ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC) والمنظمة غير الحكومية الأيرلندية (GOAL)، وأن تلك المنظمات عوقبت بتعليق التمويل جزئياً على الأقل.
"عملية معقدة"
ويسمح قرار مجلس الأمن رقم 2165 الصادر في يوليو 2014 صراحة لوكالات الأمم المتحدة بتقديم المساعدات عبر الحدود السورية الدولية، كما تقوم بذلك منظمات غير حكومية دولية منذ 2012.
ولا تقل قيمة المساعدات الرسمية المقدمة عبر الحدود من الجهات المانحة الرئيسية عن 500 مليون دولار سنوياً.
والجدير بالذكر أن المنظمات غير الحكومية الثلاث التي ثبت تورطها قد نمت بسرعة منذ بداية الأزمة السورية، و زاد دخل الهيئة الطبية الدولية (الولايات المتحدة) إلى أكثر من الضعف، إلى 232 مليون دولار، بين السنتين الماليتين 2011/2012 و2014/2015. وقفز دخل منظمة GOAL بنسبة 94 بالمائة بين عامي 2013 و2014 فقط (الأرقام الخاصة بعام 2015 ليست متاحة بعد). أما لجنة الإنقاذ الدولية، التي تعتبر أكبر المنظمات الثلاث من حيث الإيرادات، فإنها تدير حالياً تمويلاً سنوياً يربو على 500 مليون دولار.
وعلى الرغم من أن بيانات المشتريات عن عمليات المنظمات غير الحكومية ليست معلنة، إلا أن السلع والخدمات المشتراة من قبل منظومة الأمم المتحدة في تركيا قد قفزت مع استمرار الحرب في سوريا: اشترت سلعاً بقيمة 339 مليون دولار من تركيا في عام 2014، ارتفاعاً من 196.7 مليون دولار في عام 2013 و90 مليون دولار في 2012.
وتُعد المنظمات غير الحكومية الثلاث من الجهات الفاعلة الكبيرة، ولكنها أيضاً تعتمد في تمويلها بشكل كبير على المصادر الحكومية. وفي حالة تضرر علاقتها مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (ذراع المساعدات الخارجية لحكومة الولايات المتحدة)، فإن قدرتها على مواصلة العمل في بلدان أخرى قد تتأثر أيضاً.
وفي هذا الشأن، قال مسؤول كبير في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تحدث لشبكة الأنباء الإنسانية شريطة عدم الكشف عن هويته أن التحقيق الذي بدأ في مارس 2015، ركز على المشتريات في تركيا، وقد كشف عن "عملية معقدة قد يصعب إثباتها".
مشاكل "نظامية"
ومنذ مارس 2015، وفقاً لمقابلات شبكة الأنباء الإنسانية وتقرير مكتب المفتش العام نفسه الذي نُشر في شهر مارس من هذا العام، كشف جزء من التحقيق عن "ضعف نظامي من جانب الجهة المنفذة لعمليات الشراء والتخزين والمناولة والنقل وتوزيع الأدوية والمستلزمات الطبية المشتراة للاستخدام في سوريا".
وجاء في تقرير مكتب المفتش العام أيضاً أنه تبين أن بعض الشركات والأفراد "قد انتهكوا قوانين مكافحة الاحتكار ..عن طريق التواطؤ مع بعضهم البعض من أجل الفوز بعطاء لتوفير إمدادات للنازحين".
ويوضح هذا التقرير، أن مشاكل الشراء تشمل كلاً من المنظمات غير الحكومية ومورديها الأتراك - تم فرض حظر مؤقت على 14 فرداً وشركة في تركيا من تلقي تمويل من الحكومة الأمريكية.
ومن بين هذه الشركات، روفا للإغاثة (ROVA) وسينكارديس (Senkardes)، وكلاهما تعلنان عن تقديم خدمات وموردين لعمليات الإغاثة على بعض مواقع الإنترنت باللغة الإنجليزية.
ويشير تقرير مكتب المفتش العام إلى إعفاء أحد موظفي الهيئة الطبية الدولية من منصبه في مكتبها في تركيا، ولكن شبكة الأنباء الإنسانية تدرك أن ما لا يقل عن 800 شخص شاركوا في عقود الهيئة الطبية الدولية في تركيا قد تم التخلي عنهم بسبب تعليق الوكالة الأمريكية للتنمية لتمويلها.
تجدر الإشارة إلى أن حجم الاحتيال الذي تم الإبلاغ عنه حتى الآن يؤثر فقط على جزء صغير من التبرعات المالية، مع ذلك، إذا تم تعليق تمويل المنظمات المعنية لفترة طويلة، أو حظر تمويلها في المستقبل، فإن هذا سيخلق فجوة كبيرة في عمليات الإغاثة السورية.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 13.5 مليون سوري بحاجة إلى المساعدة الإنسانية.
وتقوم المنظمات غير الحكومية الدولية أيضاً بتمويل برامج تديرها الجمعيات الخيرية المحلية، وبالتالي فإن تأثير تعليق التمويل من المحتمل أن يطال الاستجابة الإنسانية كذلك.
الشفافية والمساءلة؟
ترددت العديد من المنظمات غير الحكومية المتورطة في التحدث إلى شبكة الأنباء الإنسانية، مشيرة إلى مخاوف بشأن سلامة موظفيها؛ لأن المشاركين في العمليات قد يتعرضون لخطر الترهيب والتلاعب وحتى الخطف أو العنف المسلح إذا عرفت أطراف النزاع نوع عمليات المعونة أو مكانها بالتحديد.
في عام 2015، أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم 397 مليون دولار لتمويل عمل المنظمات غير الحكومية داخل سوريا، ولكن لم يتم توفير تفاصيل عن طريقة توزيع ذلك المبلغ بسبب حساسية المعلومات.
وتتلقى مكاتب الهيئة الطبية الدولية ولجنة الإنقاذ الدولية في الولايات المتحدة أكثر من ثلثي تمويلها من الحكومة - وهي نسبة أعلى إلى حد ما من بعض المنظمات غير الحكومية الأخرى ذات الحجم المماثل. وتحصل مكاتب الهيئة الطبية الدولية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مجتمعة على اثنين بالمائة فقط من دخلها من الأفراد، ويتلقى مكتب لجنة الإنقاذ الدولية في الولايات المتحدة 68 بالمائة من تمويله من المنح الحكومية، وفقاً لنماذج الضرائب العامة. وتحصل منظمة GOAL (أيرلندا) على تمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وربما تكون أقل عرضة لانهيار ثقة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فيها. مع ذلك، فإن 88 بالمائة من تمويلها يأتي من المنح، وليس الأفراد.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، قال متحدث باسم وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة (DFID)، وهي ثاني أكبر جهة مانحة لسوريا ومساهم رئيسي في بعض المنظمات غير الحكومية نفسها أو الشركات التابعة لها، أنهم "يدركون المخاوف المتعلقة ببرامج المساعدات التي تمولها الولايات المتحدة في سوريا ومستمرون في مراقبة الوضع. وسيكون من غير المناسب التعليق على حالات فردية".
وبعد الإعلان الصادر عن مكتب المفتش العام في 6 أيار أن التحقيق قد اضطره إلى تعليق تمويل برامج معينة، أرسلت الهيئة الطبية الدولية تعليقاً إلى شبكة الأنباء الإنسانية عبر البريد الالكتروني بقلم كبير مسؤولي الامتثال بها، ويليام غريفلينك، (الذي كان هو نفسه مسؤولاً كبيراً سابقاً في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) قال فيه أن المنظمة تتعاون "بنشاط" مع مكتب المفتش العام وقد دشنت تحقيقاً داخلياً خاصاً بها.
وقال البيان الذي أرسله غريفلينك: "نتبع سياسة عدم التسامح مطلقاً مع الاحتيال والفساد، وقد فصلنا الموظفين الذين يشتبه في تورطهم. لقد نفذنا بالفعل ضوابط محسنة لمكافحة الاحتيال والفساد، وسنواصل إجراء التعديلات حسب الحاجة".
وفي سياق متصل، أعلنت الصحافة الأيرلندية بالفعل عن التعليق الجزئي لتمويل منظمة GOAL، ويؤكد بيان على موقعها على الإنترنت أن مكتب المنظمة في سوريا "يتعاون في التحقيق الجاري من قبل مكتب المفتش العام ... في الولايات المتحدة في مزاعم بشأن مخالفات في سلسلة التوريد لبرامج المساعدات التي ترعاها الولايات المتحدة في سوريا".
من جانبها، قالت منظمة ميرسي كور، وهي منظمة معونة أخرى تشارك في الإغاثة عبر الحدود، لشبكة الأنباء الإنسانية أن اثنتين من المنح الخاصة بها واللتين حصلتا على تمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد تم تعليقهما في ديسمبر الماضي، ولكن أُعيد تنفيذهما بعد وقت قصير من تعاونها مع التحقيق وإثباتها أن "لديها الضوابط وتدابير تخفيف المخاطر المناسبة".

 

مقالات ذات صلة

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور

ما الأسباب.. شركات دولية ترفض التعامل مع معامل الأدوية السورية

الشرق الأوسط: إعادة اللاجئين السوريين يجمع ما فرقته السياسة في لبنان

رأس النظام يتسلّم دعوة للمشاركة بالقمة العربية في البحرين

أمريكا تفرض عقوبات على كيانات وأفراد يدعمون الأسد