بلدي نيوز - (عمر يوسف)
رغم الرفض الشعبي لعبور الدوريات الروسية في ريف إدلب على طريق حلب - اللاذقية الدولي، فإن روسيا تصر على تسيير الدوريات على كامل الطريق بالاشتراك مع الجانب التركي، واصفة المحتجين السلميين من الأهالي بأنهم ينتمون إلى "المجموعات الإرهابية"، في محاولة لتضليل الرأي العام.
ومع استمرار اعتصام السكان في وسط الطريق ورفض عبور الدوريات العسكرية في مناطق سيطرة المعارضة، دفع ذلك الروس إلى تقليص مسار الدورية التي انطلقت أمس الأحد، خشية الاصطدام بالسكان المتظاهرين الذين رفعوا أعلام الثورة في ذكراها التاسعة.
ومع التعنت الروسي لتنفيذ الاتفاق وعبور الأرتال العسكرية، فإن موسكو أمهلت تركيا مدة زمنية إضافية لم تحدد من أجل ما وصفتها "تصفية الإرهابيين وتوفير الظروف الآمنة لتسيير الدوريات على طريق حلب – اللاذقية M4".
ويرى متابعون في الشأن السوري الميداني، أن تركيا في موقف لا تحسد عليه بعد أن أصبحت في مواجهة مباشرة مع السكان في مناطق سيطرة المعارضة بإدلب، خاصة أن تركيا الحليف والداعم لفصائل المعارضة على رأسها الجيش الوطني السوري.
في وقت ذاعت شائعات مصدرها بعض النشطاء تفيد أنه بعد تسيير الدوريات المشتركة الروسية التركية على طريق "إم 4" وبعد 15 يوما سيتم انسحاب قوات النظام والمليشيات الداعمة له من كافة مناطق إدلب وحلب وحماه التي احتلت مؤخرا، وعودة النازحين إلى بلداتهم وقراهم.
وعلى افتراض دقة هذه المعلومات، فإن احتمالات اندلاع المعارك في إدلب لا تزال مرتفعة، وربما وشيكة الحدوث، ولم تكن المرة الأولى التي يكتنف الغموض المتعمد والسرية التامة الكثير من الاتفاقيات.
بالمقابل، عبرت فصائل متشددة رفضها للاتفاق جملة وتفصيلا للاتفاق مشيرة إلى أنها سوف تستمر في محاربة روسيا إن حاولت التقدم عبر الدوريات.
وأصدرت غرفة عمليات "وحرض المؤمنين"، بيانا أعلنت فيه رفضها لاتفاق موسكو الذي توصلت إليه تركيا وروسيا في موسكو في 5 آذار الجاري.
وتضم غرفة "وحرض المؤمنين" تنيظمات عسكرية هي "جبهة أنصار الدين"، و"جبهة أنصار التوحيد"، و"جبهة أنصار الإسلام"، و"حراس الدين"، ويعرف عنها رفضها لأي حل سياسي في سوريا، وتؤكد على الخيار العسكري.
وفي إدلب ينتاب السكان حالة من القلق والحذر جراء مسير الدوريات الروسية التركية المشتركة، في الوقت الذي شهدت بلدات على جنوب الطريق حركة نزوح واسعة نحو الشمال السوري، خشية تقدم النظام إلى مناطقهم وقراهم.
ومن المنتظر أن تحدد الأيام القادمة مصير منطقة إدلب سيما أطراف الطريق المعروف بـ m 4، مما يفتح الباب للمجهول في معرفة مستقبل أبرز مناطق سيطرة المعارضة السورية في الشمال السوري.
