هل يتراجع تنظيم الدولة بعد مقتل مؤسسه العراقي في سوريا؟ - It's Over 9000!

هل يتراجع تنظيم الدولة بعد مقتل مؤسسه العراقي في سوريا؟

الحسكة (بلدي) – اعترفت مصادر تابعة لتنظيم «الدولة»، ليلة الجمعة، بمقتل «أبو أسامة العراقي» أحد أبرز رموز التنظيم ومؤسسيه في سوريا والعراق، ذاكرة بعض صفاته ومحطات مشاركته في القتال ضمن الأراضي السورية وخاصة محافظة الحسكة، وذلك بعد شهر ونصف من استهداف طائرات التحالف له.

وأكد حساب يحمل اسم «ابو سليمان الحسيني» على موقع «توتر» مقتل «أبو أسامة العراقي» في غارة جوية، وقال: إن «العراقي والي البركة – الحسكة كما يسميها التنظيم - ومؤسس التنظيم في سوريا، والقيادي المحنك في العراق ركن من أركان الحركة الجهادية في العراق، كان قبيل إعلان التنظيم  في العراق والشام، يعمل كمسؤول عام عن جبهة النصرة في  المنطقة الشرقية (الرقة والحسكة ودير الزور).

القيادي العراقي في تنظيم الدولة، كان يتحاشى اظهار نيته للانفصال عن باقي الفصائل، في حين كان يجهز ويخطط في الخفاء لإعلان المنطقة الشرقية، تابعة لتنظيم «الدولة» عبر تخزين السلاح وتأليب الفصائل ضد حركة أحرار الشام، التي كانت تدير البوابة الحدودية في مدينة تل أبيض، ولم يشارك في معارك رأس العين شمال غرب الحسكة، بل قطع طريق الإمداد بين ريف حلب الشمالي و إدلب من جهة، وبين الحسكة من جهة أخرى، ولم يسمح بمرور كتائب الجيش الحر إلى المحافظة عبر الرقة، التي بدأت في بداية 2014 تشهد مواجهات مع الفصائل الأخرى، حسب مصادر عسكرية.

القيادي العراقي، الذي قتل في غارة جوية لطائرات التحالف على طريق الحسكة - دير الزور، في منتصف تموز/ يوليو الماضي، استهدفت رتلا عسكرياً كان ضمن قيادي آخر من دير الزور يدعى «عامر الرفدان»، كان شديد الحذر في إدارة أموره في الحسكة، قبل المواجهات مع جبهة «النصرة» وبعدها، ومقتله قد يفضي إلى تقليص نفوذ التنظيم في سوريا، حسب قيادي سابق في الفصائل المقاتلة في الحسكة.

وباغت «أبو أسامة العراقي» فصائل الجيش الحر وجبهة النصرة، وحركة أحرار الشام، في الحسكة والرقة، مع بداية بروز الخلافات بين الطرفين بريف حلب ومناطق أخرى في الشمال والشرق السوري، وشرع ينفذ ما خطط له، فسيطر على معظم مناطق الحسكة بأسبوع واحد مستغلاً عدم رغبة الفصائل في المحافظة فتح جبهات «جانبية»، فضلاً عن ضعفها بسبب المعارك المتواصلة لأكثر من عام مع قوات النظام وعناصر الوحدات الكردية، التي تقودها عناصر أجنبية قادمة من جبال قنديل ذات خبرة في القتال والتخطيط له.

ومع اعتراض جبهة «النصرة» على ممارسات تنظيم «الدولة»، ودخولها المواجهات إلى جانب الجيش الحر وحركة أحرار الشام، دارت أعنف المواجهات وأكثر فصولها سواداً على فصائل الثورة السورية المدعومة بــ «النصرة» في بلدة مركدة على الحدود الإدارية بين محافظتي الحسكة ودير الزور، فقتل التنظيم 38 مقاتلا من الجيش الحر وحلفائه في يوم واحد نهاية شهر آذار/ مارس 2014 في محيط المشفى وجبل الحمة المطل على البلدة.

وحسب «ابو سليمان الحسيني» كان العراقي، الأعور يسمي معركة مركدة بـ «ملحمة ميسرة» وهو الاسم الذي أطلقه على البلدة بعد السيطرة عليها، يقول «أبو أسامة العراقي» وقتها: «في ميسرة نكون أو لا نكون فهي معركة الأمة».

وبين الحسيني أن العراقي ترك المنطقة بعد سيطرة التنظيم على دير الزور والموصل، متجها إلى العراق قبل أن يعود إليها، بقوله: «ذهب إلى ديالى فترة لقيادة العمليات بأحد قطاعاتها ومن ثم عاد إلى ولاية البركة (الحسكة)، ليقود العمليات ضد حزب PKK»، مشيراً إلى مقتل ابنه البكر «أحمد» في معارك تل تمر خلال قيادته لعملية «انغماسية».

ويشار إلى أن العراقي كان له دور في تغيير خط عناصر تنظيم القاعدة في العراق عام 2006، التي كانت تمثلها جماعات «التوحيد والجهاد» التي قاتلت ضد الاحتلال الأمريكي، وأرسل رسالة إلى «أسامة بن لادن» يؤكد فيها ولائه ويشرح وجهة نظره فيما فرضه من تغيير على المنهج في سير التنظيم ضمن العراق، معللاً تصرفه بانحراف التنظيم عن المنهج القويم، حسب ما ورد في تسجيل مصور نسب له.

وكان "أبو أسامة العراقي" الملقب بـ"الخال" يعتبر الرجل الأول في تنظيم "الدولة" ضمن الأراضي السورية، وهو أحد ضباط الجيش العراقي السابق، يوصف بأنه "شخصية عسكرية بحته، ومخادعة"، أصيب مرتين إصابات بليغة أثرت على عقله، وتزوج منذ عامين من امرأة سورية من قرية "الفدغمي" جنوب الحسكة، المحافظة التي سيطر التنظيم خلال فترة قيادة العراقي على معظم مناطقها.

مقالات ذات صلة