بلدي نيوز- (ليلى حامد)
تشهد المخيمات السورية انتشارا للأمراض والأوبئة في الأونة الأخيرة، وأغلب هذه الأمراض مرتبطة بالنظافة، حيث يشتكي معظم ساكني المخيمات من انتشار مرض الجرب.
وقالت السيدة "إلهام" المقيمة في مخيم "دير حسان" شمال إدلب، لبلدي نيوز؛ إن "أغلب المخيمات تعاني من غياب المرافق الصحية، وبُعد المرافق العامة وازدحامها، وصعوبة الاستحمام بسبب برودة الطقس وغياب المياه الساخنة؛ ما يسبب انتشار الحشرة المسببة لمرض الجرب".
وأجرت مراسلة بلدي نيوز جولة ميدانية على بعض المخيمات للاطلاع على الأمر بعد حديث وحدة تنسيق الدعم ومنسقو الاستجابة في الفترة الأخيرة عن أن "أغلب سكان المخيمات يعيشون دون اهتمام بالرعاية الصحية والخدمات العامة، وغياب مواد التنظيف وغلاء ثمنها، إضافة لغياب العيادات المتنقلة، ناهيك عن بعد المستشفيات، مما يوقع عبئا على النازح الذي يعيش ظروفا معيشية صعبة".
وأضافوا، أن أكثر أمر يعاني منه الناس في المخيمات الحمامات والمراحيض المشتركة، وهذا يزيد من سرعة انتشار العدوى في ظل صعوبة الاهتمام بالنظافة الشخصية.
أما "أم محمد" المقيمة في مخيم "دير حسان"؛ قالت لبلدي نيوز، "نزحنا منذ ما يقارب الشهر أنا وأولادي الخمسة وحتى هذا الوقت لم أتمكن من إجراء استحمام واحد لهم لأنه لا يتوفر مكان مخصص لذلك في المخيم، ناهيك عن غلاء ثمن الماء التي بالكاد نشتريها للشرب والطبخ والحاجيات الضرورية".
وتضيف السيدة "أم محمد" القاطنة بنفس المخيم، "كيف أقي أطفالي من آفة الجرب ونحن لا نملك ثمن المواد المعقمة أو ثمن وقود لتسخين المياه للاستحمام اليومي، ولا نستطيع غلي الملابس وكيها، ولا نملك الغسالات لتنظيف أغطية الفراش والنوم".
أما المناطق التابعة لعفرين ليست بحال أفضل وخاصة ناحية بلبل في قرية "قسطل"، حيث تقام عدة خيم عشوائية تغيب عنها مقومات الحياة الأساسية.
وقالت والدة الطفلة "مها" أن ابنتي "قبل النوم تهرش بجسدها إلى أن يغافلها التعب وتنام، والعدوة انتشرت بكل أفراد الأسرة المتواجدين في الخيمة، وبسبب غلاء الماء الذي لا نستطيع شراءه لنستحم ونعقم أنفسنا فقد وصل سعر الصهريج إلى ١٢ ألف ل.س، ونحن بالكاد نستطيع تأمين الطعام لأولادنا".
والتقت مراسلة بلدي نيوز، بطبيب الجلدية "فؤاد المراد" من مدينة اعزاز ليتحدث عن مرض الجرب قائلا؛ "هو مرض طفيلي جلدي ناتج عن حشرة صغيرة لا ترى بالعين المجردة، وتعيش في طبقة الجلد الخارجية، وتسبب الحكة الشديدة في أثناء النوم، ينتج عنها تقرحات جلدية وخاصة في منطقة الإبطين وبين الأصابع وفي الأعضاء التناسلية".
ويضيف الطبيب؛ "الخلاص من هذه الظاهرة يكمن في النظافة الشخصية واستخدام المياه المعقمة وسرعة استخدام الدواء، وتنظيف كل ما يتم استخدامه من بطانيات ومناشف والأفضل عزل المصاب وغلي ثيابه وتعقيمها وكيها، إضافة إلى تعقيم المكان والاهتمام بنظافته حرصا على المخيمات المحيطة وعدم انتشار آفة الجرب بمكان آخر".
وينتاب منظّمة أطباء بلا حدود القلق إزاء مصير الشعب السوري المتواجد في المخيمات، حيث يتدهور الوضع الإنساني في شمال سوريا بشكل كبير وسريع.