بلدي نيوز - (عبد القادر محمد)
تعد موجة النزوح التي تشهدها محافظة إدلب الأشد كارثية منذ بدء النزاع في سوريا قبل نحو تسع سنوات، حيث فر نحو 700 ألف شخص من التصعيد العسكري لقوات النظام، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.
وقال المهجر "أبو حمدو" من ريف معرة النعمان إلى ريف حلب الشمال لبلدي نيوز، "لدي ستة أولاد عاطلون تماما عن العمل، وعشرة أطفال دون تعليم، قبل التهجير كنا أشخاص منتجون والآن نحن مستهلكون ننتظر المعونات والإغاثة".
وأضاف، "أصبحت المعيشة صعبة جدا، ونتحايل على الحياة لننال أبسط حقوقنا، وقوت يومنا".
ويكمل "ابوحمدو" حديثه بالقول، "الهم والغم سببا لي مرض السكر والضغط، وأصبحت خائفا على نفسي من النوبة القلبية وأنا أنظر إلى أولادي وهم يبيعون أغراضهم الشخصية من أجل تأمين لقمة العيش، وأنا غير قادر على فعل أي شيء".
بدوره، يقول "زاهر سحلول" وهو رئيس منظمة "ميد غلوبل" الطبية الأمريكية، إنه كطبيب شاهد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إلا أن المآسي التي عايشها في سوريا لم يسبق لها مثيل.
وأضاف سحلول أن "٩٠ بالمئة من المهجرين قسريا أحوالهم جدا صعبة، لا تعليم للأطفال، ولا أعمال للشباب، ولا مراكز صحية والأمراض والأوبئة في ازدياد".
وأشار إلى أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة تركوا على ما يبدو الشعب السوري يواجه مصيره بنفسه وهو يكابد معاناة طيلة تسع سنوات مضت.
وقال المهجر "أبو صالح" لبلدي نيوز، إن "الكثير من الناس لا يكترثون بمعاناتنا؛ وبمجرد تركك لمنزلك وأرضك وبلدتك؛ فإنه كمن تم رميه بالصحراء، وعليه أن يبدأ من جديد، نحن نفتقد لأبسط حقوق الحياة، كالتعليم والصحة، أبنائنا أرهقهم التهجير، حالتهم النفسية سيئة جدا، تركهم لمدارسهم وأصدقائهم ومعلميهم أثر سلبا على سلوكهم".
ورصد مراسلو بلدي نيوز أن بعض العائلات تنزح للمرة الرابعة أو الخامسة، بعد أن كانوا قد أجبروا على النزوح على فترات جراء العمليات العسكرية في إدلب وحماة وحلب، وبحسب إحصاءات المرصد، فقد ارتفع عدد النازحين من حلب وإدلب منذ منتصف كانون الثاني/يناير إلى 520 ألف مدني، في حين ارتفع العدد منذ مطلع كانون الأول/ ديسمبر إلى نحو 950 ألفا من إدلب وحلب.
