بلدي نيوز- (إيهاب خالد)
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في بداية العملية العسكرية الأخيرة التي أطلقتها تركيا أنه يدعم نظيره التركي رجب طيب أردوغان ويعملان سوية بخصوص المشاكل المتعلقة في إدلب، وأن العلاقات الأمريكية التركية جيدة، كما أكد أنه تباحث مع أردوغان حول ما يمكن فعله لأجل إدلب، فيما لم تكشف الإدارة الأمريكية ولا نظيرتها التركية عن فحوى الأمور التي تباحثوا بها ولم تقدّم واشنطن دعما عسكريا لتركيا في معركتها بإدلب.
وقال الكاتب والمحلل السياسي (وائل الخالدي) في حديث خاص لبلدي نيوز، "إن "علاقة الجيش الأمريكي والتركي قوية جدا كذلك العلاقات السياسية لهذا تم طرح عدة شروط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من قبل الإدارة الأمريكية، من بينها التطبيع مع الأكراد، والتنازل عن الغاز الطبيعي، وحل مشكلة اللاجئين؛ فهذه الشروط كانت على الطاولة مقابل الدعم الأمريكي، وأيضا عرض الأمريكان على الرئيس التركي مدينة تل رفعت ومنبج بدون ريفها بسبب عنفات النفط التي لا تستغني عنها أمريكا".
وأضاف الخالدي أن النقاش كان دائرا بعنف بين وجهة النظر الأمريكية والروسية، وراهن الأمريكان على تقويض النفوذ الروسي الذي سيؤدي إلى خسارة بوتين وانسحابه من سوريا.
وأردف، "مبدئياً نحن اليوم أمام تجاذبات بين جميع الأطراف ولطالما أمريكا وإسرائيل كانتا مؤيدتان للتدخل التركي مقابل ضرب معاقل "حزب الله".
وشرح الخالدي أنه مازال موضوع الاتفاق التركي الروسي هو محاولة لتمرير ملف اتفاق سياسي جديد والتحايل على قرار ٢٢٥٤ وجعل اتفاق سوتشي اتفاق أمر واقع تحت قاعدة "الدفاكتو" وهذا الشيء سيتم رفضه من قبل أمريكا، فهي اليوم تعول على تركيا ولكن الأخيرة تفضل صفقة اس ٤٠٠ وتمرير مشروع الغاز.
وأضاف الخالدي أن "بوتين كان متخوفا من قبول اردوغان للعروض الأمريكية (...) ونحن كسوريين حالياأمام استعصاء "كردي امريكي" واستعصاء "تركماني تركي"، واستعصاء "في إدلب"؛ فهذا يعطي الحق مباشرةً للدروز المطالبة بحماية دولية وهو ما تم الحديث به في مؤتمرات بروكسل مؤخرا،ً ويحق للأكراد أيضأ المطالبة بإدارة ذاتية، وتصريح بشار الأسد الأخير بأن الأكراد ليسوا بسوريين هو يخدم المشروع الكردي الانفصالي أيضا، وبالمقابل يخدم مشروع الانفصال التركماني، وهكذا نكون أمام "إقليم تركماني تركي" في الشمال و"كردي في الشرق" و"روسي اسدي" في الوسط ودرزي في الجنوب، وإقليم إدلب.
وتوقع الخالدي أن تكون إدلب عبارة عن "كانتون" تدخله الدوريات الروسية بشكل مستمر، والمؤسسات بالكامل تتبع للنظام، والإدارة شبه حكومة بالغالب إخوانية، وهناك أطراف تسعى لإفشالها، وأطراف تدعمها.
وأضاف "في حال استمر الاتفاق التركي الروسي على ما هو عليه سيؤدي الوضع إلى حصر الناس في إدلب وعزلهم وتصبح المنطقة محصورة ومنطقة تصفية حسابات ومشاكل وبقايا فصائل، لأن الفصائل ستنهار ويتبقى بقايا منها وسنكون أشبه بقطاع غزة الفلسطيني، وفي حال فشل الاتفاق التركي الروسي نحن أمام جولة عنف جديدة"، حسب قوله.