بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
يسود جو من الترقب والانتظار بين الأوساط السياسية الروسية والتركية للقاء الرئيسين "بوتين وأردوغان" يوم غد الخميس، لبحث الوضع المتأزم بين البلدين شمال غرب سوريا، مع تعذر التوصل لحل توافقي بين وفود البلدين، في وقت تتواصل المعارك على أشدها على الأرض لمن يستطيع تحقيق تقدم على حساب الطرف الآخر.
ومع إصرار الطرفين "الروسي والتركي" على عدم الصدام المباشر لما له من عواقب وتبعيات كبيرة على نواح عدة، في وقت يلعب الطرفان دوراً بارزاً على الأرض كلاً في دعم حلفائه لتحقيق تقدم عسكري يعطيه دفعاً في غرف التفاوض، مع تبادل الاتهامات وتضارب التصريحات السياسية.
ويرسم المشهد المتأزم بين البلدين، مع إصرار روسيا على دعم الأسد بمشاركة إيران، بمقابل إصرار تركيا على ضرورة انسحاب النظام لحدود اتفاق سوتشي ودعمها للمعارضة براً وجواً، سيناريوهات معقدة قد تنتج عن لقاء الرؤساء يوم غد، لتهدئة الأجواء وحالة التشنج الحاصل، تجنباً للمواجهة الأكبر.
ومن ضمن هذه السيناريوهات وفق متابعين، أن يتوصل الرئيسيان التركي والروسي يوم غد في موسكو لاتفاق مبدئي على وقف إطلاق النار على جميع الجبهات، وإعطاء المجال لمرة جديدة لوفود الاستخبارات والخارجية لاستئناف المفاوضات لتحديد أطر وقف النار ومدته، مع تبادل رصد الخروقات بين الطرفين، والذي من الممكن أن يكون مهلة لروسيا لإعادة ترتيب أوراقها قبل إنهائه واستئناف المعركة، وهو ليس في صالح الطرف التركي.
أما السيناريو الآخر، هو التوافق بين الطرفين، على التهدئة، وتثبين خطوط الاشتباك على ماهي عليه، لتجنيب الصدام المباشر، والعمل على رسم خارطة جديدة للاتفاق "سوتشي معدل" يضمن اكتفاء روسيا بالسيطرة على الطريق الدولي "M5"، على أن يكون الإشراف على الطريق "M4" من نصيب الطرف التركي، وبهذا تضمن تركيا حماية المنطقة المحررة من أي تقدم جديد.
ومع الإصرار التركي على ضرورة عودة النظام إلى حدود اتفاق سوتشي، أي قبل العملية العسكرية الأخيرة، فإن روسيا قد تلجأ لتهدئة الطرف التركي بالتعهد أمام تركيا بانسحاب النظام وميليشيات إيران من المنطقة وإفراغ القواعد العسكرية، على أن تبقى المنطقة تحت الإشراف الروسي التركي بدوريات مشتركة تضمن فتح الطرق الدولية وعدم اقتراب الفصائل، ولكن قد تطلب روسيا أن يشمل الاتفاق الطريق الدولي "M4" أيضاَ.
وترى بعض المصادر، أن روسيا تركت المجال للجانب التركي لتوجيه ضربات موجعة للنظام خلال الأيام الماضية، بعد حادثة مقتل جنودها بقصف جوي في بليون بجبل الزاوية لتحقيق انتقامها، وأن الرد التركي كان عنيفاً ولم تبادر روسيا لوقفه رغم أنها تستطيع ذلك وتملك تقنيات كبيرة تستطيع منع تحليق المسيرات أو إسقاطها، وبالتالي امتصاص الغضبة التركية.
أما السيناريو الأخير فيكمن في عدم التوصل لأي اتفاق عن قمة الرئيسين، وفشل المباحثات، في حال أصر كل طرف على موقفه ومطالبه، ورفض طروحات الطرف الآخر، لاسيما أن المؤشرات على الأرض تشير لذلك، وهذا ما سيدفع للتصعيد أكثر على الأرض عسكرياً، ليحاول كل طرف تحقيق مكاسب ضاغطة أكبر على الطرف الآخر والمراهنة على من يتحمل أكثر.
وتتوقع صحف تركية أن يكون لقاء الغد بين الرؤساء، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو حاسما، في وقت تقول إن أنقرة مصرة على موقفها بانسحاب النظام السوري وفقا لاتفاق سوتشي دون أي تحديث عليه.
وقالت صحيفة "ملييت" التركية، إن نقطة الانطلاق الأساسية في المباحثات ستكون مبنية على تطبيق مذكرة سوتشي، مؤكدة أن أولوية أنقرة، هي إيقاف هجمات النظام السوري على منطقة خفض التصعيد، وإجباره على الانسحاب حتى حدود اتفاق سوتشي، وإنهاء المأساة الإنسانية، ووقف حركة نزوح المدنيين باتجاه الحدود التركية.