بلدي نيوز - (أحمد عبد الرزاق محمد)
يعرف التحالف في الفقه السياسي بأنه أحد أشكال الممارسات السياسة التي لا بد منها لإنجاز الأهداف والتمكن من المرور بين الزحام.
فعله السابقون الأقدمون ويفعله الساسة المخضرمون، وهو اليوم أشد إلحالحا من أي وقت مضى، فالعصر هو عصر التكتلات والتجمعات ولا مكان فيه للمنفردين المنزوين في عتمة الديجور الحالك البهيم.
ولكي نتقن فن التحالف من المفيد مراعاة القواعد التالية:
1) التحالف مع الصديق المفترض مقدم على العدو المباشر ولو كان مردود التحالف مع العدو في الظاهر أكبر.
2) التحالف مع عدو تكتيكي مقدم على التحالف مع عدو استراتيجي، وذلك حين يلزم التحالف مع الأعداء.
3) كل التحالفات يجب ان تخدم هدفاً واحداً هو عزل العدو الاستراتيجي.
4) أي تحالف مع الكيان الأبعد قبل الأقرب يجعلنا نخسر القريب ولا يضمن كسب البعيد.
5) المحافظة على حليف قديم أولى من البحث عن حليف جديد.
6) العمل على صنع تحالفات شاملة مع الجميع يعني خسارة جزء من الأصدقاء.
7) عقد التحالفات هو أمر ممكن لأي كيان ومتاح في كل الظروف، لكن مستوى التحالف قد يكون منخفضا وقد يرتفع تبعا لعوامل القوة والضعف، مما يحتم ضرورة تنمية عوامل القوة بالتوازي مع البحث عن التحالفات لتعزيز شروط التحالف.
8) في معترك البحث عن الحلفاء يمكننا رصد أي ثغرة مفيدة للعبور منها كالاقتصاد والتاريخ والعلاقات الشخصية.
9) ما دام لك أعداء فمن الغبن التلكؤ في إيجاد حلفاء، والحالة الصفرية غير موجودة في عالم التحالفات إلا عند أصحاب العقد.
10) في السياسة علينا أن ندرك أنه لا يمكن الوصول إلى حالة مثلى، فالحليف السياسي ليس كالصديق الصدوق، وليس ذلك الخل الوفي، إنما هو كيان التقت بعض مصالحنا مع بعض مصالحه. لذلك يحسن بنا رعاية الدائرة المشتركة للمصالح مع الحلفاء المقترحين.
علينا التأكيد على أن مفهوم التحالفات السياسية لا يتعارض مع مفهوم الولاءات الدينية فالولاء الديني عموما هو رابطة لبناء الآخرة، والتحالف السياسي هو رابطة للتمصلح الدنيوي وفي النهاية كلاهما يلتقيان ولا يتعارضان؛ على الأقل في عقلية الحكماء وذهنية الكبار.