بلدي نيوز
يشغل الوسط الإعلامي التركي خلال الفترة الأخيرة، تطورات الوضع شمال غرب سوريا، والتوتر الجاري بين أنقرة وموسكو، مع استمرار إرسال التعزيزات العسكرية التركية للمنطقة، والتي باتت تنذر وفق متابعين ومراقبين أتراك بمواجهة مباشرة قريبة.
واعتبر مراقبون أتراك أن المفاوضات بين أنقرة وموسكو بشأن إدلب، تجري على "حد السكين" بينهما، مشيرين بالوقت ذاته إلى أن اتساع التباين بينهما سيعمق الأزمة السورية، وفق تعبير الكاتب التركي، سيدات أرغين، في مقال له على صحيفة "حرييت".
ولفت الكاتب إلى أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول "احتمالية" لقائه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وعقبه رد الكرملين تشير إلى أن الأزمة السورية تتعمق أكثر، منوها إلى أن التقارير تؤكد على أن خطر المواجهة بين أنقرة وموسكو في جميع مناطق الصراع بإدلب لا زال قائما.
وأوضح الكاتب أن قيام الطائرات الروسية بالقصف بالقرب من الموقع الجديد للقوات التركية في "البارة"، انعكاس واضح للتوتر في الميدان، بالوقت الذي تزايدت فيه حدة الاشتباكات بين نقاط المراقبة التركية والنظام السوري.
وشدد على أنه إذا حاولت قوات الأسد وروسيا شن هجوم واسع للاستيلاء على مركز مدينة إدلب، فإنها بحاجة إلى تجاوز الخط الذي رسمته القوات التركية، لذلك فإن مصير المدينة تعد من الأسئلة الصعبة في معادلة سوريا في الفترة المقبلة.
واعتبر أن الوضع الميداني المتصاعد، يجعل الحوار التركي الروسي على حافة الهاوية، مشيرا إلى غموض حول موعد اللقاء بين بوتين وأردوغان، لافتا إلى تصريحات الأخير حول عدم التوصل لاتفاق عقد قمة رباعية بمشاركة فرنسا وألمانيا وروسيا بإسطنبول.
وأشار الكاتب إلى أن روسيا لا ترغب في عقد القمة الرباعية بإسطنبول، بل تؤكد على ضرورة الحوار بشأن إدلب ما بين الدول الضامنة الثلاث بطهران، وبشكل أدق مواجهة روسية إيرانية ضد تركيا على الطاولة.
وأضاف أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي قال فيها أمس إن الهدنة تعني "الاستسلام للإرهابيين"، تؤكد على إصرار موسكو في مفاوضاتها مع أنقرة على موقفها الحاسم باستمرار الهجمات بإدلب.
وأوضح أن الجانب الروسي يؤكد على عدم قبوله تهدئة تشمل هيئة تحرير الشام، فيما يصر الجانب التركي على إلزام النظام السوري بالانسحاب وفقا لاتفاق سوتشي، وختم الكاتب، أن 29 شباط/ فبراير يقترب، ومهلة الرئيس التركي شارفت على الانتهاء، وهذا يعني أن المفاوضات اليوم مع الروس تجري على "حافة الهاوية".
يأتي ذلك في وقت يتأزم الموقف بين أنقرة وموسكو بشكل واضح، مع إصرار روسيا على الحسم العسكري والتوسع لمناطق جديدة على غير جبهة الأوتستراد الدولي لاسيما بجبل الزاوية، مع تعثر اللقاءات في الوصول لأي اتفاق، في وقت رجح خبير روسي أن تواصل أنقرة مساعيها لردع موسكو.
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه مستمر في تواصله مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل تحديد النواقص في خارطة الطريق حول إدلب، لافتاً إلى أن روسيا تقدم الدعم لنظام الأسد على أعلى مستوى وذلك موثق لدى بلاده حتى لو أنكرته موسكو، مؤكدا أنه، "يجب أن نكون في ساحة الصراع بسوريا لحماية حدودنا وأمننا".
المصدر: عربي 21، بلدي نيوز