ماذا يريد النظام من إطلاق يد الإعلام في سجن حماة؟ - It's Over 9000!

ماذا يريد النظام من إطلاق يد الإعلام في سجن حماة؟

بلدي نيوز – (عبد العزيز الخليفة)
خلافاً للعادة ضبطت قوات النظام ومجموعات الشبيحة التي تحاصر سجن حماة المركزي نفسها، ولم تقدم على اقتحامه على الرغم من دخول استعصاء السجناء أسبوعه الثاني، فما هي الرسائل التي يحاول النظام أن يوصلها من وراء ذلك.
فليست من عادته أن يكون متسامحاً إزاء محاولات العصيان في سجونه، ولعل مأساة سجن صيدنايا التي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء عام 2008خير دليل على ذلك، لا بل إن قصف المشافي والمراكز الطبية ومخيمات النازحين، فضلاً عن التدمير الممنهج للمدن السورية، دليل ساطع على أن نظام الأسد لا يعبأ بالقانون الدولي الإنساني، وهو خير من كذب الكذبة وصدقها عن تطورات الاحتجاجات السلمية في سوريا، إلى أن وصلت مع الشعب إلى المجابهة المباشرة بالطائرات والدبابات وصولاً إلى الكيماوي.
"الإفراج عن المعتقلين" في سجون النظام كان من أبرز مطالب المعارضة السورية في محادثات جنيف، إضافة إلى أن المعاملة الوحشية التي يتلقاها المعتقلون في سجون الأسد تعتبر من أهم النقاط التي تسجلها المنظمات الحقوقية ضده، ما يعطي انطباعاً أن تسليط الضوء والتغطية الإعلامية على استعصاء سجن حماة ليست صدفه، بل محاولة منه لإظهار معاملته "الجيدة " للسجناء، فبعد عشرات ألاف البراميل و صواريخ سكود أصبح الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع حلماً بالنسبة للسوريين.
في هذا الصدد قال ناشطو مجموعة "مراسل سوري" على فيسبوك، أن النظام عمد إلى تصوير عملية الاقتحام "القانونية"، التي تجري باستخدام الرصاص المطاطي، والغازات المسيلة للدموع، وإرسالها إلى الأمم المتحدة؛ ليظهر طريقة التعامل مع سجن سيطر عليه "متمردون"، وليكذّب آلاف الروايات التي صدرت من وسائل معارضة عن قتل وتعذيب المعتقلين السياسيين!
وكان وفد نظام الأسد الذي خاض مفاوضات جنيف مع المعارضة السورية، عرض على الأخيرة الموافقة على إطلاق سراح 4 إيرانيين مأسورين لديها مقابل الإفراج عن ألفي معتقل لديه، إلا أن المعارضة السورية اشترطت إفراج النظام عن أربعة آلاف معتقل مقابلهم، علما أن الأفراج عن المعتقلين لدى النظام هو أحد شروط المعارضة للعودة إلى جنيف، وتعامل النظام مع معتقلي حماة والأفراج عن بعضهم سوف يكون بالتأكيد عامل ضغط على المعارضة، حيث سوف يتم تصوير الأمر من قبل بعض الأطراف، على أنه بادرة "حسن نية" من النظام الذي واجه احتجاز عناصر بصبر -قل نظيره-.
وكان توصل المبعوث الدولي ستفيان ديمستورا وفي وقت سابق قبل تعليق مفاوضات جنيف، لاتفاق مع روسيا وأمريكا لتشكيل لجنة برئاسة الصليب الأحمر تفتح ملف المعتقلين السوريين في سجون وأفرع الأمن التابعة للنظام، ليفتح النظام الملف أمام وسائل الإعلام تلقائياً منذ أسبوع.
تجدر الإشارة إلى أن كبير المفاوضين في وفد المعارضة "محمد علوش" قد طرح مبادرة لفك أسر معتقلي سجن حماة مقابل إطلاق سراح أسرى للنظام محتجزين عند جيش الإسلام، ولكن نظام الأسد رفض المبادرة فيما استمر الاستعصاء في السجن، وسط تعامل سلس غير مسبوق من قبل النظام و الذي سمح بخروج الأخبار من السجن والتسجيلات المصورة و الصور، لا بل سمح ونشر تطورات ملف المفاوضات بينه وبين المعتقلين، في بادرة غير مسبوقة تاريخياً.
حيث لم يعمد النظام كعادته عند أي توتر في أي منطقة إلى قطع الانترنت رغم قدرته على ذلك، و ما تزال هواتف المحمولة التي توثق الأحداث في السجن تعمل، على الرغم من انقطاع الكهرباء عن السجن من عدة أيام، في ما يوحي أن النظام يستثمر الأمر للحدود القصوى، و مكسب النظام سيكون ضخماً بناء على تسامحه "غير المعتاد" مع سجن حماة.
وكان الاستعصاء بدأ في سجن حماة المركزي الاثنين الماضي، بعد اقتحام حفظ النظام جناح "الشغب والإرهاب"، الذي يحتجز فيه المعتقلون على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات السلمية ضد النظام مع اندلاع الثورة السورية، و أفرج النظام بعد مفاوضات جرت بين الطرفين دخل فيها "الهلال الأحمر السوري" و"لجنة المصالحة" وشخصيات عامة ودينية، عن 46 معتقلا على دفعتين، وجميعهم موقوفين لصالح ما يسمى بـ"محكمة مكافحة الإرهاب".

مقالات ذات صلة

"الائتلاف" ينتقد تحركات الامم المتحدة لإنشاء صندوق للنظام يلتف على العقوبات

هيئة التفاوض تقدم مقترح لنقل مكان اجتماعات اللجنة الدستورية

قطر تدعو للضغط على نظام الأسد بشأن اللجنة الدستورية

وفد النظام للجنة الدستورية يرفض إقامتها بجنيف واقتراحات لعقدها بالرياض

"جعجع" يكشف سبب طلب نظام الأسد من لبنان تفكيك أبراج المراقبة على الحدود

هيئة التفاوض تلعن مشاركتها بالجولة التاسعة للجنة الدستورية القادمة