وسط تأرجح الموقف الأوربي والأمريكي.. هل تغامر أنقرة بمعركة في إدلب؟ - It's Over 9000!

وسط تأرجح الموقف الأوربي والأمريكي.. هل تغامر أنقرة بمعركة في إدلب؟

بلدي نيوز – (أحمد عبدالحق)

يتأرجح الخطاب الأوربي والأمريكي بين إعلان الدعم لتركيا عبر تصريحات مسؤوليها، في العملية العسكرية التي تحضر لها ضد النظام السوري بإدلب، في وقت لا يبدو أن هناك نية لدى الطرفين لتقديم أي دعم عسكري لشريكهم في الناتو.

وبرزت التصريحات الأوربية المحذرة من التصعيد الحاصل شمال غرب سوريا لمرات عديدة، إلا أن الأوربيين فيما يبدو يميلون للحل السياسي واللجوء للحصار والتضييق الاقتصادي على النظام للوصول لهذا الهدف، في وقت تطلب تركيا حليفهم في الناتو دعماً عسكرياً وموقفاً واضحاً حيال الإصرار الروسي على الحسم العسكري والتصعيد الجاري هناك.

ومع تأزم الموقف بين أطراف أستانا وسوتشي بما يتعلق بشمال سوريا، حيث تقف روسيا وإيران طرفي أستانا بمواجهة مباشرة مع الطرف التركي، الذي بدأ بحشد الأرتال العسكرية في المنطقة، ولايزال الموقف الأمريكي والأوربي غير واضحاً، في وقت يرى خبراء أن مجرد تصريحاتهم هي ضوء أخضر لتركيا لخوض معركة عسكرية ضد النظام وروسيا بإدلب.

بالمقابل، يرى خبراء ومتابعون أن التقارب الروسي التركي قبل سنوات كان موضع خلاف بين شركاء الناتو، وبعد الالتفاف الروسي على تركيا، يبدو أن الشركاء يحاولون الضغط على تركيا بشكل أكبر من خلال رفض مطالبها في التدخل العسكري شمال سوريا، لتتخلى عن الروس بشكل كامل دون عودة، ولهذا يرجعون الموقف الأوربي المتأرجح.

وعن الموقف الأمريكي، يرى متابعون أن واشنطن كانت ولاتزال ترى التقارب الروسي التركي موضع رفض لها، وتسعى جاهدة للضغط على تركيا للتخلي عن الاتفاقيات العسكرية التي أبرمتها مع الروس، وهذا الأمر كان موضع سجال كبير بين الطرفين خلال الأشهر الماضية، وبالتالي فإن دعم أمريكا للموقف التركي ضد الروس حالياً لا يمكن قراءته بشكل واضح.

وكان قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يعمل مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان سوية، بخصوص المشاكل المتعلقة بإدلب شمال غرب سوريا، ووصف ترامب أردوغان بـ "القوي والشديد"، في وقت لم تبد واشنطن أي موقف حقيقي داعم للموقف التركي، وهذا ما اعتبره محللون أنه يندرج في سياق توريط تركيا بالصدام مع روسيا والذي سيكون بالمطلق لمصلحة الأمريكان.


في الوقت ذاته، يرى آخرون أن واشنطن ستدعم تركيا بشكل كبير في حال شنت عملية عسكرية بإدلب، ولكن لواشنطن أساليب تعتمد على مراقبة أي صراع أو صدام لحين وصول الأمور لحد معين، ثم تتدخل باسم المنقذ لتثبت نفسها على أنها قوة لا يمكن تجاوزها وأن حسم الملف السوري لن يكون إلا عبرها.

وعقدت تركيا خلال الأيام القليلة الماضية، مشاورات ومباحثات عديدة مع أطراف في الناتو ومسؤولين أمريكيين، وزار جيفري أنقرة لبحث تطورات الوضع في إدلب والتصعيد العسكري الجاري هناك، في وقت تواصل تركيا الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة هي الأولى من نوعها لريف إدلب وحلب، مع تهديدات مستمرة للنظام للانسحاب لحدود سوتشي.

ووفق متابعين، فإن الموقف الأوربي والأمريكي لا يمكن لتركيا التعويل عليه في هذه المرحلة كونه غير واضح، ولكن ربما يكون هناك توافق بين دول الناتو لدعم الموقف التركي سياسياً دون الخوض معه في غمار أي مواجهة بسوريا سواء مع النظام السوري أو داعميه وأبرزهم الروس.

وتصر تركيا عبر تصريحات مسؤوليها على ضرورة عودة النظام لحدود اتفاق سوتشي، إي قبل العملية العسكرية الأخيرة، وإعادة فك الطوق المفروض على النقاط التركية، في الوقت الذي تعثرت فيه جميع المباحثات بين الوفود الروسية والتركية في أنقرة وموسكو خلال الأيام الماضية مع الإصرار الروسي على الإغراق أكثر في دماء المدنيين دون الاكتراث للاتفاقيات مع الأطراف الأخرى في المنطقة أو بحياة المدنيين والكارثة الإنسانية التي تصدرها باتجاه الحدود التركية.

مقالات ذات صلة

لردع التنظيم.. "قسد" تدعو لدعم قواتها شرق سوريا

النظام يفرق بين الأقارب مستغلاً عامل الخوف من الاعتقال

وفد تابع للنظام ينطلق إلى موسكو ، فما الهدف؟

اجتماع في أنقرة لبحث التطورات شمال سوريا

هل يلتقيان.. إشاعات بلقاء أردوغان مع بشار الأسد والرئاسة تنفي

"أصوات لا تتزعزع" تقرير يسلط الضوء على معاناة النساء ما بعد الاعتقال