روسيا وتركيا في إدلب.. خريطة جديدة أم مواجهة مفتوحة؟ - It's Over 9000!

روسيا وتركيا في إدلب.. خريطة جديدة أم مواجهة مفتوحة؟

بلدي نيوز- (خاص) 

تواجه العلاقات التركية الروسية أزمة غير مسبوقة منذ حادثة إسقاط أنقرة للطائرة الروسية في عام 2015، بعد تقدم قوات النظام وميليشيات إيران بدعم جوي روسي في مناطق شاسعة من ريفي إدلب وحلب. 

أنقرة تهدد

وفي سياق توتر العلاقات وفشل الاجتماع الثالث بين وفدي البلدين في كل من أنقرة وموسكو على التوالي، للتوصل لحل مشترك في إدلب، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي عمر جليك إنهم أبلغوا الجانب الروسي بشكل واضح أن أنقرة أجرت التحضيرات العسكرية اللازمة من أجل إعادة النظام السوري إلى حدود اتفاق سوتشي في حال لم ينسحب بنفسه.

وأكد جليك أن الوفد طرح بشكل واضح وجلي أطروحات تركيا بخصوص التطورات في محافظة إدلب السورية.

وأضاف "في مواجهة هذا العدوان للنظام بإدلب، أبلغنا الجانب الآخر (روسيا) بشكل واضح وصريح أنه في حال عدم انسحاب النظام إلى الحدود السابقة، فإننا أجرينا التحضيرات العسكرية اللازمة لإرغامه على ذلك".

وأردف المسؤول التركي "نهجنا هذا ضروري من أجل مكافحة الإرهاب، وأمننا القومي، ومنع وقوع كارثة إنسانية، وسيقدم الوفد تقريرا شاملا لدى عودته (من موسكو)".

خريطة جديدة

بدوره، كشف المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، عن ورقة روسية قدمتها للوفد التركي تتعلق بتوزع السيطرة في محافظة إدلب. 

وأوضح أن بلاده رفضت هذه الخريطة والورقة المقدمة من قبل روسيا.

وأضاف المسؤول التركي أنه من غير الممكن أن تتراجـع بلاده عن أي بند من بنود اتفاق سوتشي، وهو الاتفاق الذي تم توقيعه بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وحول نقاط المراقبة التركية المتواجدة في سوريا، والتي أصبحـت بعضها في مناطق يسيطر عليها نظام الأسد، قال قالن "غير وارد تغيير مواقع نقاط المراقبة التركية في إدلب ونقوم بكل ما يلزم لتعزيزها وحماية المدنيين هناك".

وتعتبر المباحثات التي جرت الثلاثاء 18 فبراير/ شباط هي الثالثة من نوعها بين مسؤولي البلدين حول إدلب، حيث سبقها لقاءان في أنقرة لكن لم يتم التوصل خلالهما لأي اتفاق.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بحسب ما نقلت قناة "تي ري تي" التركية، يوم الثلاثاء، إنّ أردوغان وبوتين قد يلتقيا، في حال تعثّر المحادثات التركية الروسية بخصوص إدلب، وقد جاءت تصريحات الوزير التركي قبل انتهاء الاجتماعات التي انتهت لاحقا من دون التوصل لاتفاق.

إشادة روسية

من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته في ختام المباحثات التي استمرت يومي 17 و18 شباط فبراير الجاري، أن الطرفين (روسيا وتركيا) واصلا اليوم بحث الأوضاع على الأرض في سوريا مع التركيز على الوضع في منطقة إدلب لوقف التصعيد، وأكدا "التزامهما بالاتفاقات الموقعة القاضية باتخاذ الإجراءات الرامية لتخفيف الحالة الإنسانية في ظل مواصلة مكافحة الإرهاب".

وأكد الوفدان الروسي والتركي أنه "لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار على المدى الطويل في إدلب ومناطق أخرى بسوريا، إلا على أساس احترام سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها".    

وشدد المشاركون في الاجتماع على "أهمية دفع العملية السياسية في سوريا بأيدي السوريين أنفسهم الذين يجب أن يقودوا جهود التسوية وينفذوها، بدعم من الأمم المتحدة ووفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254".

ومثل الجانب الروسي في المباحثات كل من نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، والمبعوث الرئاسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، فيما ترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية سيدان أونال، بحضور ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية.

اتفاق جديد ونسف القديم

وعن فحوى المباحثات بين الطرفين، قال مصدر مطلع لـ "بلدي نيوز"، إن المباحثات بين الطرفين تمحورت حول رسم خريطة جديدة لاتفاق سوتشي وليس الاتفاق القديم، وهناك خلافات كبيرة بين الطرفين حول الاتفاق الجديد، ولكل جانب مطالبه، أهمها السيطرة على مناطق جديدة.

وذكر المصدر، أن المطالب الروسية تمحورت حول دخول قوات النظام إلى جبل شحشبو وصولا لغرب بلدة محمبل غربي إدلب، ومناطق الشيخ بركات في دارة عزة غربي حلب، بينما كانت مطالب تركيا انسحاب قوات النظام من معرة النعمان وجرجناز وغربي سراقب شرق وجنوب إدلب، ولم يتوصلا إلى اتفاق حول تلك المناطق.

وأشار المصدر إلى أنه بنهاية المطاف إذا ما تم الاتفاق بين الطرفين فستقدم تركيا على عمل عسكري محدود يتركز على محورين أو ثلاثة محاور غرب طريق m5.

ونوه إلى أن أوتوستراد m4 سوف يكون تحت وصاية تركية، وهناك سبع نقاط تركية ستثبت شمالي الأوتوستراد، وتدخل المدفعية التركية خلال الأيام المقبلة إلى إدلب والقسم الأكبر سيتركز في مناطق جسر الشغور والقرى المحيطة بها.

مقالات ذات صلة

رئيس حكومة لبنان يدعو فرنسا لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد

"مجلس الشعب" التابع للنظام يشارك باجتماعات البرلمان العربي في مصر

تحديد موعد مؤتمر بروكسل الثامن من أجل مستقبل سوريا

مقتل نحو 20 عنصرا لميليشيات إيران بريف حمص

قبل انطلاقة "بروكسل".. الاتحاد الأوربي يؤكد دعمه للشعب السوري

أمريكا تعلق على تقرير "العفو الدولية" الذي يتهمها بارتكاب انتهاكات في سوريا