إدلب في إطار الصراع التاريخي بين تركيا وروسيا - It's Over 9000!

إدلب في إطار الصراع التاريخي بين تركيا وروسيا

بلدي نيوز- (تركي المصطفى)

أ ـ القسم الأول

ملخص

تتواصل العمليات العسكرية في شمال غربي سوريا، بالتزامن مع التراشق الإعلامي والاتهامات المتبادلة بين أنقرة وموسكو وتوزيع مسؤولية تقويض مسار آستانا، والاتفاقات التي توصل إليها الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان في إدلب، وما رفع من خطورة الموقف هو مقتل الجنود الأتراك على أطراف مدينة إدلب، واعتقاد تركيا الراسخ بأن النظام لا يقدم على أي خطوة عسكرية ضد القوات التركية بدون غطاء أو تغاضٍ روسي، حيث صعّد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان من لهجة التهديد، منتقداً روسيا مباشرةً عبر اتهامها بالمشاركة في ارتكاب المجازر في محافظة إدلب. 

في المقابل، ردّت موسكو متجاهلة جميع التهديدات ومعتبرة أن أنقرة لا تلتزم الاتفاقيات الخاصة بسوريا، ومتهمة إياها بالعجز عن الوفاء بالتزاماتها، ولا سيما فيما يخصّ "الفصل بين مسلحي المعارضة المعتدلة والإرهابيين في إدلب"، على حد وصف وزارة الدفاع الروسية، غير أن استمرار العملية العسكرية التي يشنّها بوتين وحلفاؤه في ريف حلب الغربي، تثير مجدداً التساؤلات حول إمكانية أردوغان منع التوغل العسكري الذي اقترب من الحدود التركية المشاطرة لسوريا من طرف ريف إدلب الشمالي، رغم أنه حذر في 4 شباط/فبراير الجاري من أنه "لن يسمح لقوات نظام الأسد بالتقدم".

يناقش هذا الملف الحملة العسكرية التي تشنها روسيا وحلفاؤها في منطقة خفض التصعيد ونقدم لهذا الملف باستعراض موجز للأسباب الدافعة لتصاعد الخلافات (الروسية – التركية) في بعدها العسكري المتصل بمحركاتها التاريخية والسياسية وأهدافها، ثم يتناول الملف بالتحليل جوانب هذه الحملة في بعدها الاستراتيجي المتصل بأهمية الشريان السوري الرابط بين الشمال والجنوب عبر الطريق الدولي الواصل بين حلب ودمشق، كما يركز على آفاق الاستراتيجيات المتباينة المرتبطة بالحملة اعتمادا على توجه عجلة المعارك الناشبة وما يترتب عليها من رهانات عسكرية وسياسية. 

على عتبة التاريخ الدامي 

روسيا كما تركيا دولة حديثة المنشأ مؤسسها مايكل رومانوف في 1613، وهو أول من حمل لقب "قيصر"، تيمنا بلقب الحاكم البيزنطي الذي تداعت دولته بعد "فتح" القسطنطينية على يد العثمانيين، استمرت سلالة رومانوف  في الحكم حتى الثورة الشيوعية في 1917، ولكن المطور الحقيقي لهذه السلالة كان بيتر الكبير (حكم 1672–1725) الذي عمل على بناء روسيا وفق النمط الأوربي، وأهم أعماله تأسيس مدينة سان بطرسبوغ واتخذها عاصمة لدولته، وباتت روسيا في عهده نواة الامبراطورية التوسعية في سيبيريا والباسيفيك ونحو وسط آسيا والقوقاز والبحر الأسود، وعلى مدى قرون مديدة من نشأة الإمبرطوريتين لم يتوقف الصراع بينهما، حيث وقع أول صدام عثماني-روسي عندما احتلت روسيا مدينة أزوف على البحر الأسود، لم تتمكن روسيا القيصرية في ذلك الوقت من تحقيق أهدافها نتيجة الردع الذي كانت تواجهه من العثمانيين الذين استمروا في التوغل شرق ووسط أوروبا، وبرزت في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الإمبراطورة كاثرين التي تصدر عهدها احتدام الصراع الروسي العثماني، في 1768، وبدافع ديني تبنى الروس الحماية للأرثوذكس العثمانيين في الشام والأناضول والبلقان لأسباب متداخلة ومتباينة الغايات، لكون الإمبراطورية الروسية تسعى للوصول إلى المياه الدافئة وتحاول السيطرة على إسطنبول والمضايق العثمانية، وجرى أول صدام عسكري بين الروس والأتراك في مضيق جبل طارق أوقع خسائر كبيرة بالأسطول العثماني، ومضت روسيا القيصرية في طريقها التوسعي لتفرض على العثمانيين في نهاية الحرب في 1777 التوقيع على معاهدة "كوتشك كينارجه" التي منحت الروس السيطرة على شبه جزيرة القرم والسماح  لهم بالمرور التجاري الحر عبر مضيقي البوسفور والدردنيل، وحماية الكنيسة الأرذكوسية في المشرق ومدينة القدس. 

ويتجلى لمتتبع أحداث تلك الحقبة أن اتفاقية كوتشك كينارجه تجتر المشهد التفاعلي داخلها من مواجع عشر سنوات من الحرب الملتهبة التي أفضت في بعدها الديني إلى الوصاية الروسية الأرثوذكسية على مسيحيي بلاد الشام والمشرق وإرساء تواجدها في المياه الدافئة.  

تجدد الصراع

تجددت الحروب بين العثمانيين والروس في 1787–1792، في محاولة استعادة السلطان العثماني شبه جزيرة القرم فأفضت تلك الحرب إلى انهيارات في كيان الدولة العثمانية بعدما سيطرت روسيا على شمالي القوقاز ومعظم جورجيا الحالية، وعزَّزت من نفوذها على سواحل البحر الأسود ما عدا السواحل الجنوبية، كما أججت النزعة الدينية الأرثوذكوسية في منطقة البلقان تزامناً مع ظهور الثورة الفرنسية وتصاعد النزعات القومية وبالأخص في مناطق النفوذ العثمانية في أوروبا، وفي مطلع القرن التاسع عشر تهاوت السلطنة العثمانية ولم تعد لاعباً أساسياً وأطلق عليها اسم "الرجل المريض"، وظهر مصطلح "المسألة الشرقية" الذي وضع السلطنة في تحالفات دولية ومع ذلك تمكنت روسيا في معاهدة بوخارست 1812، من الحصول على موافقة العثمانيين لفتح قنصليات روسية في ولايات البلقان الأرثوذكسية، وعلى حماية روسيا للأرثوذكس فيها، وعلى منح الصرب استقلالًا ذاتيًّا، وبات الخطر الروسي يهدد السلطنة العثمانية عبر سلسلة من الحروب ابتدأت في 1828-1829 إثر الحرب على اليونان (1826–1830)، وقد انتهت الحرب بتنازلات عثمانية استراتيجية في منطقة الدانوب وإعطاء رومانيا وبلغاريا حكمًا ذاتيًّا وتوكيد الحكم الذاتي لصربيا، أمَّا جولة الحرب التالية فهي حرب القرم (1853–1856)، خسرت روسيا هذه الحرب عندما واجهت تحالفا أوربيا مع السلطنة العثمانية، وتجددت الحرب في 1877–1878، وتوغل الروس في جبهة القوقاز–الأناضول وجبهة البلقان، فتوقفت الحرب بعد تدخل القوى الأوروبية وانتهت رسميًّا بعقد معاهدة سان ستيفانو (يشيلكوي) بين الدولتين وكان من نتائجها استقلال رومانيا والجبل الأسود وصربيا، ومنح بلغاريا استقلالًا مشروطًا، كما وسَّع الروس من حدود جورجيا الجنوبية بصورة ملموسة وكانت سان ستيفانو بمثابة تحول استراتيجي في ميزان القوى لصالح روسيا حيث أصبحت كل دول البلقان حليفة لروسيا، تربطها بها روابط ثقافية ودينية وإثنية، وفي الحرب العالمية الأولى (1914-1918) اصطفت تركيا إلى جانب دول المحور بقيادة ألمانيا لأسباب تتعلق بكشف الوثائق السرية لدول الحلفاء ومشروعها التقسيمي للدولة العثمانية، وبالنهاية أقرَّت إسطنبول بالهزيمة في الحرب ووقَّعت هدنة مهينة مع الحلفاء في مودروس في نهاية 1918 لتخسر كل ولاياتها العربية، وراحت الدول المحيطة بالدولة العثمانية تحاول اقتطاع أجزاء منها فأطلق العثمانيون حرب الاستقلال بين عامي (1919–1923) التي أدَّت إلى استقلال تركيا بحدودها الحالية وإعلان انتهاء السلطنة وولادة الجمهورية الأولى بقيادة مصطفى كمال، الذي قاد حرب الاستقلال بدعم من روسيا الشيوعية، ورغم الهدوء الذي ساد العلاقات الروسية التركية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وخروج روسيا منتصرة في الحرب، سارعت موسكو بقيادة ستالين إلى التحرش بالدولة التركية، فاضطرت تركيا للالتحاق بحلف الناتو عام 1952 ليشكل مظلة استراتيجية لأنقرة في عهد التحالفات الدولية الجديدة. 

وبالنتيجة، فإن تاريخ العلاقات التركية الروسية على مدى عقود من الصراع جعلت الرئيس أردوغان يتردد في إدارة الظهر لروسيا.

ب ـ القسم الثاني:

إدلب مفترق طرق

مع دخول الحملة العسكرية أوجها، ظهر الخلاف بين موسكو وأنقرة على نحو يتوقع معه الكثير أنه سيؤول إلى توتر عنيف تعاظمت وتيرته مع  مقتل الجنود الأتراك، فارتفعت نبرة الخطاب التركي الذي أمهل قوات نظام الأسد حتى نهاية شهر شباط/فبراير الجاري للابتعاد عن النقاط التركية الواقعة على حواف المنطقة العازلة. 

هذا التوتر القائم بين الدولتين يشكل جزءًا من الاحتقان السائد بين أطراف آستانا نتيجة استفراد الروس بالقرار وما أحدثوه أو يحاولون إحداثه من تغييرات في الأبعاد المختلفة وعزل تركيا عن مناطق خفض التصعيد في سياق تمدد نظام الأسد للفوز بالغنيمة السورية، لذا ترى موسكو في عجلة من أمرها لتحقيق مكتسباتها خشية تبدلات مفاجئة في السياسة الدولية (حلف الناتو) تؤدي إلى خسائر كارثية، بينما تنشغل تركيا في تسوير عسكري لمنطقة إدلب والتي تشكل عمقا استراتيجيا لنفوذها في مناطق عفرين وجرابلس والباب.

ورغم التفاهم بين موسكو وأنقرة، إلا أن أجواء الصراع بدأت تتبلور بشكل منضبط بما تحمله من موروث صدامي على مدى قرون، ولم يشفع زخم العلاقات المستجدة بينهما مع مرحلة صعود حزب العدالة والتنمية التي تجسدت على شكل زيارات على مستوى القادة صاحبها توقيع اتفاقيات في مجالات الدفاع والأمن والطاقة والاقتصاد ومكافحة الإرهاب، وافتتاح خط أنابيب (بلو تريم) لنقل الغاز الروسي إلى تركيا وإلى أوروبا فيما بعد تحت مياه البحر الأسود، ولكن التباعد الكبير بين الدولتين حصل نتيجة موقفهما من القضية السورية، حيث سارعت أنقرة إلى دعم "الثورة السورية" فيما تمسكت روسيا بدعم "نظام الأسد" في سوريا، ورغم ما أحدثه إسقاط الطائرة الروسية من توتر للعلاقات إلا أن الانفراج بينهما بات وثيقا إثر محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 باعتبار بوتين نصّب نفسه حامياً للقادة المهددين بالسقوط في جميع أنحاء العالم، من الأسد إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ولكن أردوغان خارج التصنيف الروسي باعتباره "السياسي الأكثر نفوذاً في تاريخ تركيا الانتخابي الحديث " بحسب سونر چاغاپتاي مؤلف كتاب "إمبراطورية أردوغان: تركيا وسياسة الشرق الأوسط"، إلا أن الموقف السلبي للولايات المتحدة ودول أوربا من محاولة الانقلاب جعلت الرئيس التركي يدخل في علاقة سياسية متقدمة مع بوتين، فكان اتفاق آستانا ومن بعده سوتشي، ومن الواضح أن الخلاف على إدلب يمثِّل محطة فارقة في العلاقة بين موسكو وأنقرة لانتهاك اتفاق خفض التصعيد، وما سبقه من انتهاكات تستهدف تركيا وأمنها بصورة مباشرة، ويبدو أن روسيا تعاملت خلال العامين الماضيين على أساس أن تركيا هي الطرف الأضعف في الساحة السورية، وأرادت توظيف أنقرة كـ "غطاء" لتحقيق أهداف تعزيز سيطرة نظام الأسد على إدلب ومحيطها المحرر.

 بدت تلك الأحداث وامتداداتها منعطفا جديدا في تباعد العلاقات وفرصة لأنقرة للتوكيد على أن تركيا ليست الطرف الأضعف كما تحسب موسكو، وأن القضية السورية لا يمكن أن تُحل دون أخذ مصالحها في الاعتبار، ولكن التوتر التركي الروسي الذي ظهرت ملامحه على مستوى التصعيد العسكري والدبلوماسي بين موسكو وأنقرة خلط الأوراق سياسيا وعسكريا على صدى تصريحات الضامن التركي، ولكن السؤال هل يتطور الخلاف في إدلب إلى مواجهة مباشرة بين تركيا وروسيا؟.

العسكر وجهاً لوجه

يواصل نظام الأسد مسنوداً بالطيران الروسي عملية الحسم العسكري، وبدت لغة الرئيس التركي المتزامنة مع حشد قواته العسكرية حول إدلب ومحيطها، تعطي تفسيرا باتجاه محدد وهو حماية أنقرة لإدلب بالقوة المسلحة في حال تقدمت قوات النظام والميليشيات الإيرانية لأبعد مما وصلت إليه نحو المنطقة الواقعة حديثاً تحت رقابة القوات التركية، وهذا ما يجعلها تدفع بالآلاف من مقاتليها والأسلحة النوعية الثقيلة إلى إدلب ومحيطها، ولم يقتصر هذا على الجيش البري فحسب بل شمل إدخال صواريخ دفاع جوي أسقطت من خلاله حوامتين لنظام الأسد اقتربتا من مرابض المدفعية التركية، مما يشير إلى انتهاج أنقرة استراتيجية عسكرية تعتمد على مايلي: 

•  حشد مختلف القوى والوسائل اللازمة لتحقيق الحد الأدنى من التوازن العسكري في منطقة خفض التصعيد.

•  تركيز السيطرة التركية على المناطق الأشد تهديدًا والأكثر تأثيرًا في مجريات المعارك كـ "إدلب والأتارب وجبل الزاوية وجسر الشغور".

تعمل أنقرة وفق هذه التطورات لتعزيز استراتيجيتها الهجومية وتطويرها في القوى والوسائل للضغط على روسيا بوصفها الداعم الأول لنظام الأسد في الحرب السورية، حيث تجلت مظاهر ذلك فيما يلي:

•  العمليات العسكرية الخاطفة التي استهدفت تواجد قوات نظام الأسد كـ "عملية النيرب" في إدلب و"ميزناز" في حلب.

•  استهداف طيران الأسد بالصواريخ المضادة، حيث أسقطت بنتيجتها حوامتين مما عطل عمل طيران النظام جزئياً. 

ومع ما أبداه الأتراك من اندفاع في إطار هذه الاستراتيجية فإنهم لم يتمكنوا من إيقاف هجوم قوات الأسد وميليشيات روسيا وإيران، وذلك لتفوق القوات البرية المهاجمة في المقاتلين والأسلحة والدعم اللوجستي الجوي الروسي.

والملاحظ على استراتيجية روسيا في المعارك التي تقوم بها أنها تستهدف فصائل المعارضة لوضع ضغوط مختلفة على الطرف التركي، وبررت موسكو هجومها بأنه إجراء لتنفيذ اتفاق سوتشي والقضاء على التنظيمات "الإرهابية"، لكن سرعان ما تبين أن الأمر لم يكن سوى خطوة على طريق إحكام السيطرة على ما يمكن قضمه من مناطق خفض التصعيد، وذلك بالتوغل  في عمق محافظتي إدلب وحلب وسيطرتها على كامل الطريق الدولي الذي يعدُّ شريانًا حيويًّا يربط بين حلب ودمشق، وحرمان الأتراك وحلفائهم من الانتفاع منه مستقبلاً، ومع استكمال الحشودات العسكرية التركية واقتراب العسكر من المواجهة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن انتصار الأسد بإدلب آخر معاقل الفصائل المعارضة المسلحة في سوريا أمر "حتمي"، فيما هدد أردوغان بـ "التعامل" مع قوات الأسد إذا لم تنسحب.

وقال الرئيس التركي إنه إذا لم تنسحب قوات الأسد من إدلب فإن أنقرة "ستتعامل معها قبل نهاية شباط/فبراير"، معتبرا أن المشكلات في إدلب "لن يتم حلها إلا بعد انسحاب هذه القوات".

خلاصة: 

انقلاب بوتين وخيارات أردوغان 

تسعى روسيا نحو تثبيت نفوذها في الجزء الذي تحتله من سوريا باعتبارها الطرف الأقوى والأبرز ضمن أضلاع حلف أستانا الذي يستحكم به عداء تقليدي، ونتيجة التحولات السياسية الإقليمية والدولية باتت موسكو مقتنعة بأنه لا يمكن تثبيت موقعها في سوريا دون تركيا التي تملك أوراق ضغط تقلق الروس، وبالمقابل لم تكن روسيا صديقا دائما لتركيا في أي وقت مضى، بل على العكس، كانت في كثير من المراحل أحد مصادر تهديد الأمن القومي التركي خصوصا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وخلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. هذه الاعتبارات في مجملها تشير إلى أن روسيا تجازف  في هذا التوقيت تحديدا بحركة انقلابية واضحة لبوتين على شريكه التركي باتجاه بناء تحالف عسكري بين "نظام الأسد" و"قسد" لزجهما بصدام عسكري مباشر ضد تركيا، تجسد ذلك في معارك ريف حلب الغربي حيث تؤكد معلومات حصلت عليها "بلدي نيوز" أن روسيا أقحمت "قسد" في معارك ريف حلب الغربي، وكل المعطيات على الأرض تؤكد على مضي بوتين في سياسة تجريد تركيا من كل أوراق الضغط التي تملكها أنقرة في الملف السوري.

من هنا، أمام أنقرة خيارات متصلة ببعضها لمواجهة الانقلاب الروسي فتح محاور الجبهات لفصائل المعارضة على مصارعها وتزويدهم بسلاح نوعي ومواجهة اللوبي الإعلامي الروسي الذي يعمل على تحويل الصراع من ثورة ضد نظام مستبد إلى حرب إقليمية بين تركيا ونظام الأسد، والاتجاه مجددا إلى واشنطن، وفي السياق يقول الباحث الاستراتيجي عبد الناصر العايد: "ثمة تنازلات على الرئيس التركي أردوغان أن يتمتع بالمرونة والحكمة لتقديمها بشكل متناسب قبل فوات الأوان". 

وإذا ما لمس بوتين ملامح هذه الخطوات سيدرك نتائج حجم التقلب الذي يشكل خطرا على ما قد حققه حتى الآن من السيطرة على كامل الطريق الدولي (حلب – دمشق)، وهذا ما يزيد من تعاظم الخوف الروسي من نجاح تحالفات دولية جديدة تفكك العلاقات مع تركيا أو هزات سياسية واقتصادية وأمنية تضرب بلاده التي تعاني من تفاقم العديد من المشاكل، وعندها لا يمكن لبوتين إغفال المصالح التركية في سوريا في حال تجاوز أردوغان الأفخاخ الروسية.

مقالات ذات صلة

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

أردوغان: لدينا تواصل مستمر مع الإدارة الجديدة في سوريا

كيف بررت روسيا سرعة انهيار جيش النظام المخلوع

تجار هولنديون يبدون رغبتهم لتجديد تجارتهم في سوريا

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

مشروع خط غاز "قطر - تركيا" يعود إلى الواجهة من جديد

//