بلدي نيوز - (فراس عز الدين)
تكمن أهمية مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، من خلال موقعها الجغرافي الإستراتيجي، فهي المدينة الثانية مساحة في محافظة إدلب، والتي تقع على الطريق الدولي "دمشق- حلب" (M5)، وتسعى روسيا إحكام سيطرتها على المدينة بهدف تسيير الخط البري من الدول الأوربية حتى معبر نصيب في محافظة درعا الحدودي مع الأردن باتجاه الخليج العربي.
روسيا وأساليبها التقليدية
اتبعت روسيا استراتيجية عسكرية تقليدية بهدف استكمال مشروع استعادة معرة النعمان الواقعة على الطريق الدولي "M5" من قبضة المعارضة، حيث يمكن تلخيص تلك السياسة بسياسة "الأرض المحروقة، وبث الرعب بين المدنيين، والقضم البطيء، والسيطرة على التلال الحاكمة لتسهيل انهيار دفاعات المعارضة، فضلا عن أسلوب التطويق عبر السيطرة على مساحات واسعة لتقليل التكلفة المفترضة، ومن ثم استنزاف دفاعات المعارضة، بضربات عنيفة ينفذها غالبا عناصر المصالحات، ثم اﻻنتقال إلى ضربات أكثر احترافية".
اقتحام المعرة
وتقدمت قوات النظام السوري بقيادة روسيا، اليوم الأحد، نحو ريف إدلب الجنوبي الشرقي، واقتحمت الجانب الشرقي من مدينة معرة النعمان،
وسبق ذاك التقدم، انحياز "فصائل المعارضة" بعد منتصف ليلة أمس السبت، من بلدة "الغدفة" شرقي مدينة معرة النعمان، جراء القصف الجوي والبري المكثف، حيث وثق فريق التوثيق بشبكة أخبار إدلب، لما يقارب 75 طلعة جوية أي ما يقارب 400 غارة على مدينة معرة النعمان.
تصعيد متواصل
ودفع التصعيد منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، بنحو 350 ألف شخص إلى النزوح من جنوب إدلب باتجاه المناطق الشمالية لإدلب وحلب والتي تعتبر أكثر أمنا، وأصبحت مدينة معرة النعمان شبه خالية من السكان، جراء كثافة القصف الجوي والبري الذي طالت معظم أرجاء المدينة.
ومنذ سيطرة فصائل المعارضة والمقاتلة على كامل المحافظة في العام 2015، تصعد قوات النظام بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية دورية، وتنتهي عادة بالتوصل إلى اتفاقيات هدنة ترعاها "روسيا وتركيا".
وسيطرت قوات النظام خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة في نهاية آب/أغسطس على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة أيضا على الطريق الدولي "دمشق - حلب (M5)".
أهمية المدينة
ويبلغ عدد سكان المدينة وفقا لإحصائيات رسمية في العام (2010 )، نحو 90،000 نسمة، وتعتبر من أوائل المدن التي شاركت في الحراك الثوري ضد نظام اﻷسد، حيث تحررت المدينة من قبضة قوات النظام، بتاريخ 10 تشرين اﻷول/أكتوبر 2012.
"تحرير الشام"
ودخلت معرة النعمان في مواجهات دامية مع فصيل "هيئة تحرير الشام" الذي يتزعمها "أبو محمد الجوﻻني"، وانتهت بمحاصرة الأخيرة المدينة وقضت على "الفرقة 13" في المدينة بتاريخ 2017/06/11، حيث قتل في الهجوم مدنيون وعسكريون، وبررته تحرير الشام بملاحقة "المفسدين"، وإلقاء القبض على قاتلي عنصرها "أحمد حسني الترك".
ولم توقف "تحرير الشام" إطلاق النار رغم إعلانها إلقاء القبض على المطلوبين في القضية، وأصابت نيرانها عددا من المتظاهرين ضدها.
وبدأ الخلاف في مارس 2016، حين هاجمت "جبهة فتح الشام" (المنضوية حاليا في هيئة تحرير الشام) مقرات فصيل "الفرقة 13" في مدينة معرة النعمان، وسيطرت على مقرات وأسلحة له.
يشار إلى أنه بسقوط مدينة معرة النعمان على يد قوات النظام، ستكون المنطقة السابعة التي سيطر عليها النظام خلال الـ24 ساعة الماضية وهم "تلمنس ومعرشمشة ومعرشمارين ومعراتة"، بالإضافة إلى مواقع أخرى في المنطقة.