بعد دعوة تركيا المعارضة للتحضير لـ"المعركة الكبرى".. هل تغيرت أوراق اللعبة في سوريا؟ - It's Over 9000!

بعد دعوة تركيا المعارضة للتحضير لـ"المعركة الكبرى".. هل تغيرت أوراق اللعبة في سوريا؟

بلدي نيوز – (تركي مصطفى)

التقى رئيس الاستخبارات التركي "حقان فيدان" مع وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة وقادة الفيالق وفصائل الجبهة الوطنية للتحرير التابعين للجيش الوطني السوري باجتماع طارئ في أنقرة، أول أمس الخميس، ووفق مصادر إعلامية، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شارك في جانب من الاجتماع عبر اتصال مرئي وقال للفصائل "تجهزوا للمعركة الكبرى". 

وهذه الخطوة أثارت تساؤلات كبيرة حول ماهية الموقف التركي مما يجري من محرقة وإبادة في العدوان الذي تشنه روسيا وحلفاؤها ضد الشعب السوري  

على أرض الواقع، وتزامنا مع دعوة أنقرة لفصائل المعارضة، فقد دفعت تركيا، بتعزيزات عسكرية إلى وحداتها على الحدود مع سوريا، في وقت دعت فيه روسيا إلى الوفاء بتعهداتها إزاء وقف إطلاق النار في إدلب بصفتها الطرف الضامن لنظام الأسد. 

وأرسل الجيش التركي، يوم الأربعاء الماضي، تعزيزات عسكرية جديدة تضم ناقلات مدرعة للجنود وعناصر من القوات الخاصة إلى الوحدات المتمركزة على الحدود الجنوبية مع سوريا. 

وأعلنت تركيا مؤخرا أنها لن تسمح بقبول نازحين جدد من سوريا مع تصاعد حدة هجمات قوات النظام وداعميه على جنوب وشرق إدلب. وفي السياق، دعا وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، روسيا إلى الالتزام بتعهداتها حيال وقف إطلاق النار في إدلب، بصفتها الطرف الضامن لنظام الأسد. 

فالجميع يعرف أن روسيا تعتبر ميليشيات الأسد ذراعها العسكري في سوريا، ولولا الدعم الجوي الروسي لما استطاع الأسد مواصلة جرائمه طوال الفترة الماضية، وبنفس الوقت فالجميع يعرف أيضا، أن تركيا لن تتخلى عن "الجيش الوطني"، ووفقا لذلك فمن البديهي، أن يطلب الرئيس التركي من قادة الفصائل الجاهزية للمعركة الكبرى، بينما تتحرك الدبلوماسية التركية لإيقاف العدوان الروسي المتواصل على منطقة خفض التصعيد الرابعة. 

وهذا ما تجسد ببيانات الشجب والاستنكار العدوان الروسي.

واعتبر الاتحاد الأوروبي أن استئناف روسيا وحلفائها الهجوم على منطقة إدلب في شمال غرب سوريا أمر "غير مقبول" وطالب بوقف الضربات الجوية.

وقال المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "مرة جديدة تمّ انتهاك وقف آخر لإطلاق النار". وحذر بوريل من أن "الاتحاد الأوروبي سيُبقي على العقوبات ضد نظام الأسد طالما هذه الهجمات الوحشية مستمرة"، مضيفا أن "الضربات الجوية لنظام الأسد وحلفائه في شمال غرب سوريا قتلت ما لا يقل عن 35 شخصا بينهم الكثيرون من المدنيين والنساء والأطفال في الأيام الأخيرة وتسببت بنزوح أكثر من 350 ألف مدني خلال الشهر الأخير فقط".

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها تدرس فرض عقوبات جديدة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي على نظام الأسد، لمواصلة الضغط عليه في ظل استمراره بتنفيذ حملة عسكرية شرسة في الشمال السوري.

وقال المبعوث الأميركي الخاص لسوريا جيمس جيفري "أتوجه الأسبوع المقبل إلى بروكسل لمناقشة العقوبات والقضايا الاقتصادية الأخرى الخاصة بمواصلة الضغط على نظام الأسد. سنتحدث بالطبع مع الأوروبيين الذين يطبقون أيضا عقوبات ضد نظام الأسد ويدرسون فرض أخرى إضافية، وسنتبادل الآراء حول ذلك".

ومن المؤكد؛ أن دعوة الرئيس التركي أردوغان فصائل الثورة السورية التحضير للمعركة الكبرى، تتجلى بعمل عسكري يوجع الروس وأحلافهم في سوريا بعد الدعوة الصريحة لهذه المعركة، والمتابع لوجهة نظر الخارج تجاه ما يجري في سوريا، يدرك بأنه صراع دولي إقليمي، تجاوز الصراع بين فصائل المعارضة وبين قوات النظام, والذي رسّخ لهذا التحول هي محطة الضرورة "آستانا" التي أوشكت أن تصدع هذا الحلف، لكن هناك من يريد لهذه الحرب أن تنتهي على هيئة صراع تركي روسي، وهذه المعادلة تضمن مصالح موسكو لكنها لا تضمن مصلحة الشعب السوري؛ الطرف الرئيس في هذه الحرب، الذي تحمل كل تبعاتها اللاأخلاقية من جرائم الكيماوي إلى حرب الإبادة. 

ما من شك فإن تركيا لها حضور كبير في سوريا، وإلا لما فتحت قنوات تواصل مباشر مع نظام الأسد لإيقاف الحرب، والوصول إلى اتفاق ينهي الصراع، وهي كذلك –أي تركيا- من شاركت بصنع اتفاق أستانا وكذلك سوتشي، ولا زالت تقوم بمحاولة ردع العدوان الروسي، الذي تجاوز عمليا تنفيذ بنوده كتجاوزه النقاط التركية بعشرات الكيلو مترات. ومن الطبيعي، أن الجانب التركي أبلغ قيادات فصائل الجيش الوطني بالمباحثات مع روسيا والتي لم تحقق نتيجة، وأن الأخيرة ماضية في الحل العسكري، وبالتالي يجب على فصائل المعارضة السورية الدفاع عن نفسها في وجه الحملة التي تتعرض لها.

فأنقرة تدرك أن موسكو تقدم دائما خيار القوة على خيار التسوية السياسية، وقبولها بنظام الهدن يندرج تحت إطار الدبلوماسية المخاتلة كأسلوب ناعم لتصفية الثورة السورية وإعطاء المزيد من الوقت لحلفائها لتعزيز نفوذهم ورفد قدراتهم العسكرية بالمقاتلين والأسلحة والذخائر والإمدادات اللوجستية والتوسع في مناطق لم تكن خاضعة لسيطرتهم. 

وهذا العدوان الروسي المتواصل وما سبقه من هدن انتقائية ظرفية لا يعدو كونه تدشينا لصراع صفري، سيمثل مرحلة من الفوضى العارمة التي لن تستثني أحدا، وستدفع تركيا قبل أي دولة أخرى تبعات ذلك، كما يحدث لها اليوم وأكثر.

وبالنتيجة، فإن المؤشرات في الأيام الماضية تؤكد وصول المباحثات التركية – الروسية حول إدلب إلى طريق مسدود، مما يعزز احتمالية التصعيد الميداني من جديد. 

وبالأخص بعد تأكيد الرئيس "أردوغان" ورئيس مخابراته "فيدان" خلال الاجتماع بقادة الفصائل على استمرار الدعم التركي حيث اعتبروا أن "قضية الثوار قضية حق ولن تتخلى تركيا عن دعمهم". وتؤسس الدعوة للتحضير لمعركة كبرى إلى بناء حالة من التوازن الحقيقي بكل ما تملك أنقرة من قدرة ودور وموقع وأوراق ضاغطة على كل الأطراف.

مقالات ذات صلة

شجار ينهي حياة لاجئ سوري في تركيا

حملة أمنية واسعة في تركيا تستهدف المهاجرين غير النظاميين

روسيا تنشئ تسع نقاط مراقبة بمحافظتي درعا والقنيطرة

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

روسيا تكشف عن أربع دول عربية عرضت استقبال اللجنة الدستورية بشأن سوريا

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب