بلدي نيوز - (عمر يوسف)
بعد الاجتماع الطارئ الذي جمع وزارة الدفاع بالحكومة السورية المؤقتة وقادة فصائل المعارضة برئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان ومشاركة الرئيس التركي أردوغان؛ يجعل من استحقاقات معركة إدلب قادمة لا محالة في ضوء ما قاله الجانب التركي للمعارضة والمطالبة بالاستعداد لها.
وبحسب التسريبات من داخل الاجتماع، فإن التوضيحات التركية للمعارضة كشفت عن فشل المفاوضات مع الروس حول التهدئة في إدلب وخفض التصعيد، واوضح المباشرة في الكلام دون مواربة بأن روسيا ماضية في حملتها العسكرية على إدلب ودعم النظام.
وأيضا وفق الكلام التركي فعلى المعارضة الاستعداد والدفاع عن نفسها في جبهات إدلب وإيقاف هذه الحملة، ويعتبر الموقف التركي تطورا لافتا في مجريات التفاهمات الروسية التركية في سوريا، وهو ما يعكس وصول هذه التفاهمات إلى طريق مسدودة خصوصا بشأن ملف إدلب.
في جبهات إدلب لا تزال معارك الكر والفر هي المسيطرة على المشهد الميداني، بعد أن تمكن النظام بدعم روسي من قضم مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي خلال الشهر الفائت وكانون الثاني الجاري، وبات على مشارف مدينة معرة النعمان.
فيما تصدر عن روسيا تصريحات تصفها المعارضة بأنها مقدمات لمجازر وعمليات عسكرية قادمة، سيما تصريحها أمس عن خسائر للنظام التي بلغت 40 عنصرا في جبهات ريف إدلب.
وفي الصدد، يقول المعارض السوري الدكتور "زكريا ملاحفجي" تعليقا على الاجتماعات: "هناك إصرار تركي واضح على المواجهة للحملة الروسية عبر جبهتي حلب وإدلب، وبطبيعة الحال سوف تتحمل تركيا أي كارثة إنسانية سوف تحدث نتيجة الحملة كونها دولة حدودية".
وأضاف ملاحفجي لبلدي نيوز: "هناك اجتماعات تركية أمريكية بذات الشأن حول التأكيد بأن لا تخسر المعارضة المناطق التي تسيطر عليها في حلب وإدلب، وشهدنا مؤخرا تلويح المعارضة بالهجوم وفتح جبهات في حلب، ردا على الحملة العسكرية على ريفي حلب وإدلب".
وأشار إلى خسائر النظام الكبيرة في جبهات إدلب أعلن عنها الروس أمس، وتعكس إصرار المعارضة على خيار المقاومة وصد الحملة.
من جهته قال عضو اللجنة الدستورية الدكتور "يحيى العريضي" في حديثه لبلدي نيوز حول إمكانية التصعيد وفتح الجبهة: "الخلاف الروسي التركي هو نقطة واحدة وتتفرع عنها كل الذرائع التي تسوقها روسيا وهي إنهاء ما تسميه روسيا "الإرهاب" في إدلب، حيث كان الاتفاق بين روسيا وتركيا على منطقة خالية من السلاح الثقيل، وعملياً تم ذلك من جانب الفصائل لا من جانب النظام، وتوزيع 12 نقطة مراقبة تركية ودوريات مشتركة ولم يتم الالتزام به تماما، وفتح الطرق M5 و M4 ولم يتم ذلك تحت ذريعة روسيا أن الإرهاب قائم".
وأضاف العريضي: "هنالك عدة ملفات شائكة بين الجانبين التركي والروسي ولازالت عالقة ولم يتم التوصل إلى حل نهائي لها كملفات شرق الفرات، واللجنة الدستورية وتفسير اتفاقية أضنة والصراع في ليبيا، فضلاً عن التدخلات الأخرى لأمريكا وحلف الناتو والدول الأوروبية".
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" لقناة CNN الأمريكية : "أبلغنا المعارضة السورية أن الحلول السياسية سقطت ويجب على المعارضة حماية نفسها من هجمات النظام وطلبنا من الفصائل العسكرية التأهب ورفع الجاهزية".
وأكدت مصادر مطلعة من المعارضة السورية لبلدي نيوز، أن الرئيس التركي أخبر المعارضة بأن روسيا لم تلتزم بتعهداتها لتركيا في تطبيق اتفاقية أستانا، وأن المباحثات الأخيرة مع روسيا لم تحقق أية نتيجة، وروسيا ماضية بالحل العسكري وعلى فصائل المعارضة التأهب والاستعداد.
ولفتت المصادر إلى أن رئيس المخابرات التركي "حقان فيدان"، أبدى استعداد بلاده لتقديم الدعم العسكري لفصائل المعارضة في مواجهة الحملة العسكرية التي تشرف عليها روسيا بشكل مباشر.