بلدي نيوز - (ليلى حامد)
في سابقة من نوعها يعيش المواطن السوري فقرا لا مثيل له مع تدهور وهبوط سعر الليرة السورية مقارنة بباقي العملات، فلم يعد من الممكن استيعاب الأمر، ولسان حال الناس يسأل؛ وماذا بعد؟
ينام "أبو هشام" ذو الأربعين عاما وهو محتار كيف سيؤمن ثمن ربطتي خبز لأولاده الأربعة صباح الغد، في ظل غياب العمل والدخل بعد تهجيرهم من خان شيخون وحرمانهم من أرضهم وأرزاقهم، ليجد نفسه كغيره في عوز كبير.
يقول "أبو هشام" لبلدي نيوز: "سعر ربطة الخبز اليوم 300 ل.س قابلة للزيادة وكله مرتبط بسعر صرف الليرة مقابل الدولار.. فوق القصف والنزوح وعدم الأمان يأتي هبوط الليرة التي قضت على آخر الآمال بالحياة، فبات كالقشة التي قصمت ظهر البعير".
بينما مدرس اللغة الإنكليزية "خالد السلوم" من سكان جرجناز والذي يعمل حاليا متطوعا في التعليم بعد رفع منظمة مناهل دعمها عن أغلب المعلمين والمدارس تضيق به الدنيا ولا يستطيع تأمين لقمة العيش لأولاده أو تدفئتهم، وحال لسانه يقول "عيشة بتقصر العمر".
وتتذمر الحاجة "فاطمة" من سكان مدينة أريحا من ارتفاع الأسعار الجنوني قائلة: "كيلو البندورة 800ل.س، وربطة الخبز 300، وباكيت الدخان 350ل.س، وكيلو اللحمة 7000، والسكر 600 وكل الأسعار في ازدياد وكأنها في سباق وبالمقابل نحن عاجزون عن تأمين الحاجيات الضرورية".
والأمر في مناطق النظام ليس بأحسن حالا فالسيدة "مريم الحمد" من سكان الروج الوسطاني وهي معلمة لغة عربية تؤكد أن راتبها لا يتجاوز الخمسين ألفا حتى بعد الزيادة، وهي غير راضية عن راتبها لأن تكلفة القبض من مدينة حماة تتجاوز نصف الراتب باعتبارها مقيمة في إدلب.
وتتصاعد الأصوات مستاءة من الحالة المعيشية في مناطق سيطرة النظام وخاصة في مدينة السويداء حيث انطلقت مظاهرات شعبية يوم 16الشهر مطالبة بالعيش الكريم تحت عنوان "بدنا نعيش".
ومع ارتفاع تكاليف المعيشة، تنتشر بين عوام الناس، مقولة؛ "لو كان الفقر رجلا لقتلته"، إﻻ أنّ المشهد الميداني يؤكد أنّ نظام اﻷسد يمارس دور "القاتل" ويسلط على رقاب المدنيين الفقراء سلاح النار والجوع!