بلدي نيوز- (سما مسعود)
تعاني غالبية المدن السورية من انحدار في وتيرة التعليم بشكل حاد بسبب ظروف الحرب القاسية.
فقد نشرت اليونيسف في 14 آذار عام 2016 م تقريراً بعنوان "لا مكان للأطفال"، التقرير قدم إحصائية لنسبة الأطفال السوريين المتسربين من التعليم.
كشفت فيه اليونسف أن 2.8 مليون طفل سوري داخل سورية لا يستطيعون الحصول على التعليم، وأن 6000 مدرسة فقط صالحة للاستخدام في العملية التعليمة داخل مناطق الحرب في سورية.
ووفق الدراسة فإنه بعد 5 سنوات على الأزمة السورية يوجد طفل بين 3 أطفال لم يعرف سوى الحرب، وهو إما حصل على مستوى تعليم متدنٍّ أو لم يحصل على التعليم قط.
فالعملية التعليمية في سورية وبحسب تقرير اليونيسف قد عادت إلى ما كانت عليه في ثمانينيات القرن الماضي، فقد انخفض مستوى التحاق الأطفال السوريين بالمدارس إلى نسبة 30% حسب آخر إحصائية أجرتها الأمم المتحدة في سوريا وكانت عام 2013.
ويعيش نصف الأطفال السوريين المنقطعين عن المدرسة في دمشق وريفها وإدلب وحلب وحمص.
ففي حلب وبشكل خاص أغلقت المدارس أبوابها بوجه الطلبة منذ اثني عشر يوماً إثر اشتداد قصف الطيران الروسي والنظامي على أحيائها الخاضعة لسيطرة الثوار.
فاطمة الزهراء مديرة إحدى مدارس المدينة قالت لبلدي نيوز: "لقد كان لدي 7 شعب فيها 250 طالباً وطالبة" قبل القصف الأخير، لكن الآن أغلقت المدرسة وانصرف الطلاب مع أهليهم إلى الملاجئ.
ونوهت فاطمة إلى أن "عدد الطلاب كان قليلاً بالنسبة لسكان الحي" حيث إن العديد من الأهالي، كما أوضحت فاطمة، امتنعوا عن إرسال أبنائهم إلى المدرسة إما لسوء الأوضاع أو بسبب إرسالهم إلى العمل وذلك بسبب الحاجة للمال بعد فقد المعيل واشتداد الأزمة داخل المدينة المحاصرة.
على الرغم من أن الدوام المدرسي قصير حيث إنه "يبدأ الدوام من الثامنة وحتى الثانية عشر" بحسب ما أوضحت فاطمة إلا أن الأهالي يعزفون عن إرسال أولادهم إلى المدرسة إلا ما ندر وعللت ذلك بسبب "مخافة حدوث أي طارئ".
وكشفت فاطمة أن التدريس في مدارس حلب اليوم لا يختلف عن بقية مدارس المدن الثائرة، الأدوات التعليمية غير موجودة، وبالكاد المدارس صالحة للاستخدام.
"فقد نقلت أغلب المدارس مبانيها إلى أقبية الأبنية"، إضافة "لعدم توفر راتب شهري للمعلمات مما يجعل المعلمة تتغيب عن المدرسة، وتتعطل العملية التعليمية في صفها".
كل هذا أدى برأي فاطمة إلى تدهور العملية التعليمية والتربوية.
ما يعزز ذلك ما حدث أثناء إجراء لقائنا مع فاطمة، حيث سُرق جوالها من قبل إحدى الأمهات، وبحسب ما قالت الأم التي سرقت الجهاز في تتمة لقائنا المكتوب مع فاطمة عبر رسائل الفيس:" لقد سرقتُ جهاز المديرة لأن إحدى المدرسات ضربت ابنتي، سأكسر هذا الجهاز وأغلق الحساب؛ أريد أن أنتقم".
وتابعت الأم : "لم أستطع أن آخذ جهاز المعلمة فأخذتُ جهاز المديرة ليعرفوا أني غاضبة منهم جميعاً".
أردفت الأم الغاضبة :"ثأري من هذه المعلمة ومن المدرسة سآخذه بيدي"، مما يشير إلى ارتفاع حدة العنف لدى الأهالي الذين سيعكسون هذا العنف على أبنائهم وسط غياب لنموذج المعلم القدوة.
عنفٌ سببه الأول الأزمة التي طال أمدها فضاقت أحوال الناس، لكن الأم الغاضبة سرعان ما بدأت بإرسال الرسائل التي تمتدح بها المدرسة والمعلمات وتبرر تصرفاتها بالغضب الخارج عن السيطرة.