ماثمن انتصار نظام الأسد على سوريا؟ - It's Over 9000!

ماثمن انتصار نظام الأسد على سوريا؟

بلدي نيوز

تساءل موقع "فورين أفيرز"  في  تقرير له، إذا  كان نظام الأسد يستطيع البقاء،  كيف سيقوم بتثبيت سلطته على الأرض، وما هو مستقبل سوريا إذا تتحقق ذلك.

ويرى التقرير،  أنه إذا استطاع النظام تحقيقي هدفي استعادة الأراضي التي فقدها في بداية الصراع والبقاء سيكون قد حقق انتصارا لكنه انتصارا "باهظ الثمن"، وسوف" يجلس على قمة دولة خاوية ذات مؤسسات ضعيفة، محاطة بمنتفعي الحرب، وخاضعة للقوى الخارجية".

ويشير التقرير إلى أنه من أجل أن يظهر نظام الأسد للعالم أنه مسيطر وأنه ينبغي تطبيع العلاقات معه، سيسعى بلا شك لاستعادة كامل أراضي البلاد التي كان يسيطر عليها قبل 2011، ومن أجل تثبيت أركان نظامه داخليا، لن يكون بحاجة إلى تلبية احتياجات الشعب السوري بل سيسعى لإرضاء شبكة من المناصرين أبقته على قيد الحياة طوال فترة النزاع.

ويلفت إن قوات النظام دخلت مناطق سيطرة قوات "قسد" التي يقودها الأكراد في الشمال الشرقي بعد العملية التركية الأخيرة، والآن يعمل مع روسيا على استعادة مناطق الشمال برمتها، ومن المتوقع ألا يوافق على منح الأكراد أي نوع من الحكم الذاتي في مناطقهم، وهو ما كانوا يطمحون إليه بعد طردهم داعش في 2018 قبل أن يتغير الوضع بسبب الهجمات التركية والاتفاق التركي الروسي.

وإذا استطاع النظام تأمين كل مناطق الشمال (لا يزال يواجه مقاومة من فصائل في الشمال الغربي) سيكون بإمكانه إعلان أنه استعاد كامل أراضي سوريا و سيدعوا العالم إلى تطبيع العلاقات معه

لكن نظام الأسد بعد هذا الانتصار المزعوم سيكون "مجرد لاعب صغير، وستكون روسيا اللاعب الخارجي الأكثر نفوذا وستضمن إيران نفوذها الدائم في بلاد الشام، وسيجد نظام الأسد نفسه مجرد "زبون" لهما وسيعتمد بقاؤه على دعم هذين البلدين".

وبعد أن يكون الأسد قد استعاد سلطته بواسطة "اليد الروسية الثقيلة"، سيحكم سوريا "ليس كدولة ذات سيادة ولكن كدولة تعتمد على روسيا من أجل البقاء"، بحسب التقرير.

ربما لم تكن هذه النهاية ما كان يتمناه النظام السوري، لكن سيتعين عليه التعايش مع ذلك، لأن سيطرته على البلاد هي في الواقع في حدها الأدنى،  فمدينة مثل القامشلي، لا تزال تحت السيطرة الفعلية للقوات الكردية، التي تدير نقاط التفتيش، ولكن تحت ضغط من الدوريات الروسية، أصبحت ترفع علم النظام  لإعطاء الانطباع بأن النظام هو من يدير الأمور، حتى أن بعض عناصر النظام الذين تم تجنيدهم في المنطقة يعملون في الزراعة من أجل سد رمقهم.

يشير التقرير إلى ما أسماهم بـ"اللاعبين غير الحكوميين" الذي اعتمد عليهم طوال الصراع للتحايل على العقوبات الدولية وتجنيد مقاتلين في المعارك وتقديم خدمات أخرى يفترض أن تقوم بها الدولة، وهؤلاء أصبحوا هم "السلطة الحقيقة التي تقوم بإدارة مؤسسات الدولة ولكن بسعر ابتزازي متزايد".

ويلفت أن بعض الميليشيات التي ساعدت الجهاز الأمني للنظام أصبحت تعمل بشكل مستقل وتعمل على تحقيق مصالحها الخاصة، ونتيجة لذلك، لم يتمكن النظام من تلبية احتياجات حتى الموالين له أو كبح جماح بعض الميليشيات الموالية له، حتى أنه في القرداحة، مسقط رأس الأسد، لا تستطيع قوات النظام دخول مناطق تسيطر عليها هذه العصابات المسلحة.

ولا يمكن للنظام  أن يشبع جشع هؤلاء المنتفعين من خزائنه الحالية، لكنه أيضا لا يمكن أن "يجوعهم" لأن قوته تعتمد جزئيا عليهم، لهذا السبب، فإن الأسد يلهث وراء أموال إعادة الإعمار وتحويلها لهم.

 المصدر: الحرة

مقالات ذات صلة

سفير النظام في الأمم المتحدة يحمل واشنطن وإسرائيل مسؤولية التصعيد في المنطقة

بما علق نظام الأسد على الهجمات الإيرانية على إسرائيل

النظام يأمر برفع الجاهزية العسكرية والمدنية بمناطق سيطرته

أبرز ردود الأفعال الدولية على الهجمات الإيرانية

باكستان تصنف "زينبيون" منظمة إرهابية

روسيا تضع نقطتي مراقبة على حدود الجولان جنوب سوريا