بلدي نيوز - متابعات
كشفت تحقيق استقصائي، عن صفقة أبرمت بين نظام الأسد وتنظيم "الدولة" حول مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، التي سيطرت عليها قوات النظام والميلشيات المتحالفة معها في آذار/مارس الماضي.
ونشرت شبكة "سكاي نيوز" التلفزيونية ملفات مسربة حصلت عليها، تؤكد أن التنظيم يدرب مقاتلين أجانب لشن هجمات على أهداف غربية، منذ فترة أطول بكثير مما كانت الأجهزة الأمنية تعتقد.
وقال أحد المنشقين عن التنظيم للشبكة، إن التنظيم سلّم تدمر للقوات الحكومية في إطار سلسلة من صفقات التعاون بين الجانبين تعود لأعوام خلت، تتضمن صفقات لشراء النفط مقابل الأسمدة الزراعية وإخلاء بعض المناطق من قوات التنظيم قبل هجوم النظام عليها.
وبحسب تحقيق "سكاي نيوز"؛ فإن ذلك يؤكد وجود اتصالات مباشرة بين نظام الأسد وقيادة تنظيم "الدولة".
بدوره، ستيوارت رامزي مراسل سكاي نيوز الذي أجرى التحقيق، قال إنه حصل على هذه المعلومات عن طريق اتصالات مباشرة مع مجموعات من الجيش السوري الحر كانت بالرقة قبل سيطرة التنظيم عليها، ولكنها تتمركز الآن عند الحدود مع تركيا وتتولى تهريب المنشقين بعيدا عن "الدولة".
يشار إلى أن النائب العام السابق لمدينة تدمر شرق مدينة حمص "محمد قاسم ناصر" كشف في شباط/فبراير الماضي، معلومات عن وضع رأس النظام "بشار الأسد" خطة لانسحاب قواته من المدينة أمام تقدم تنظيم "الدولة" في النصف الأول من العام الفائت 2015، تمهيداً لتهجير أهل المدينة، ثم استعادتها لتكون صلة وصل بين "دويلة الأسد" والعراق وإيران لاحقا.
وأكد ناصر الذي انشق عن النظام مؤخراً، إن رئيس المخابرات العسكرية في تدمر "العميد مالك حبيب"، أخبره قبل أسبوعين من مهاجمة تنظيم "الدولة" لتدمر، أن "الأسد" استدعاه شخصياً وطلب منه إعداد خطة انسحاب آمنة ومحكمة من مدينة تدمر عند مهاجمة التنظيم لها، كما نقل عن حبيب قوله "إن قوات النظام سوف تستعيد السيطرة على تدمر بعد عدة أشهر من تسليمها للتنظيم".
وكان تنظيم "الدولة" سيطر على مدينة تدمر في أيار/مايو من العام الماضي، بعد اشتباكات مع قوات النظام، ثم تقدم وسيطر على بلدة القرتين ومهين، ثم استعادت قوات النظام والميلشيات المتحالفة معها مدينة تدمر في أواخر آذار/مارس، وبلدة القريتين في مطلع نيسان/أبريل الماضي.