عام التصفيات القاسية.. لماذا غرّد ترامب بـ"العلم الأمريكي" بعد قتل سليماني؟ - It's Over 9000!

عام التصفيات القاسية.. لماذا غرّد ترامب بـ"العلم الأمريكي" بعد قتل سليماني؟

بلدي نيوز - (فراس عزالدين) 

سبق أن صرح الرئيس اﻷمريكي، دونالد ترامب، في خطاب تسلم السلطة، "أمريكا أوﻻ"، ويبدو أنه كان جادا في سياساته على عكس نظرائه السابقين، الذين خرجوا قبله من "البيت اﻷبيض".

رعونة الرجل، كما يوصف، لم تمنعه من تصيد أعداء بلاده، بعد "نهاية خدمتهم"، كما يرى محللون.

ويأتي خبر مقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد ما يسمى بـ"فيلق القدس"، ونائب ميليشيات الحشد الشعبي، "أبو مهدي المهندس"، بعملية عسكرية أمريكية في بغداد، في وقتٍ متأخر مساء الخميس الفائت، بعد سلسلة عمليات شنتها القوات الأمريكية، في مناطق مختلفة، يمكن وصفها بالجراحة الكبرى، مرت باستهداف زعيم تنظيم دا-عش أبو بكر البغدادي، تبعها، استهداف قيادي من التيار الجهادي "الراديكالي"، أردني الجنسية في إدلب، هو أبو خديجة (بلال خريسات)، واختتمها بالصفعة اﻷقوى بالنسبة للإيرانيين.

وبذلك تكون واشنطن بعثت رسالة هي اﻷقوى لحكومة "طهران"، أنّ عملية استئصال وقطع الرؤوس ممكنة أيضا، بالتزامن مع الصفعات اﻻقتصادية اﻷخيرة.

وغرد "ترامب" على "تويتر" بنشر العلم الأمريكي، مكتفيا بذلك تعليقا على خبر مقتل "سليماني". ما يعتبر إشارة واضحة إلى خطابه بداية تسلمه السلطة ودخوله البيت اﻷبيض.

ضربة تحريكية

الصفعة اﻷمريكية، للحرس الثوري اﻹيراني، منسجمة مع سياسات واشنطن في إحراج وإخراج الجناح المتشدد تجاهها في المنطقة، وجره إلى التفاوض، في مرحلة لاحقة، إذ إن إمكانية نشوب حرب بين الطرفين، لن تكون فيها إيران إﻻ الطرف الخاسر، فهي حتى اللحظة لم تخرج عن هامش "أسمع جعجعةً وﻻ أرى طحنا".

وكان الرئيس اﻷمريكي، دونالد ترامب، واضحا حيث أكد أن واشنطن "لا تسعى  إلى تغيير النظام في إيران، ولكن يجب إنهاء حروب النظام الإيراني بالوكالة في المنطقة على الفور.

ما يعني أنّ واشنطن تدرك أنّ الرد اﻹيراني، محتمل، إﻻ أنه يحتاج وقتا طويلا، لكنه ليس بتلك القوة التي وجهتها، إنما عبر استهداف المصالح اﻷمريكية في المنطقة، وتحديدا اﻻقتصادية منها، وبالتأكيد عبر "مندوبيها" في المنطقة.

كما تدرك واشنطن، أن قدرات إيران العسكرية باتت رهن الظروف الداخلية، وهي بهذه الصفعة ستسهم في انقسام البيت اﻹيراني، سياسيا، وضربه ببعضه، عبر خروج الجناح العسكري عن السيطرة السياسة. 

بصمات إسرائيلية

والراجح أنّ البصمة اﻹسرائيلية بدت واضحةً من خلال تحريك واشنطن تجاه "قاسم سليماني"، بعد أن أشارت التقارير إلى "استنفار داخل الكيان الصهيوني" اليوم الجمعة تحسبا ﻷي رد!

بالمقابل؛ تدرك تل أبيب أن صراعها مع إيراني، ليس عقائديا، على عكس ما تروجه طهران، بالتالي؛ فإن تحقيق أي صفقة في الفترة القادمة سيخفف من وتيرة التصعيد.

عدو وظيفي

وتشكل إيران بالنسبة ﻹسرائيل واﻷمريكان "فزاعة" لمحيطها في الشرق الأوسط بهدف استنزافه، فهي بالمحصلة "عدو وظيفي"، ﻻ تسعى إلى إنهاء ملفه، بقدر ما تحاول تقليم أظافره، أو خدشه بمخالبها إن احتاجت إلى ذلك.

ضربة محتملة

بالمجمل؛ الضربة كانت محتملة، فالوﻻيات المتحدة بدت في السنوات اﻷخيرة بعيدة عن الملعب الدولي، والصراعات في المنطقة، إلى حدّ ما من الناحية اﻹعلامية.

ويبدو أنها أرادت توجيه رسالة قوية دوليا، أنها ما تزال "القطب اﻷوحد"، بدﻻلة تحجيم إيران اقتصاديا واستنزافها بالعقوبات، وضرب أحد أبرز رموزها، ودون شك، الصفعة التي وجهتها لتنظيم الدولة "دا-عش"، بفاصل زمني قصير بين العمليتين.

وكان وزير الدفاع الأميركي، مارك أسبر، قال، يوم الخميس، إنه يتوقع أن تقوم الفصائل الموالية لإيران في العراق بشن هجمات جديدة على القوات الأميركية، وقال "سنجعلهم يندمون" عليها.

وصرح قائلا؛ "إننا نشهد استفزازات منذ أشهر"، وأضاف؛ أنه إذا علمت واشنطن بهجمات جديدة قيد التحضير "فسنتخذ إجراءات وقائية لحماية القوات الأميركية ولحماية أرواح أمريكية".

يشار إلى أنّ عناصر من ميليشيات الحشد الشعبي، على رأسها كتائب حزب الله العراق، اقتحمت يوم الثلاثاء الفائت، المنطقة الخضراء وهاجمت السفارة الأميركية في بغداد.

وعلى إثرها استهدفت القوات اﻷمريكية قواعد لحزب الله العراقي الموالي لإيران في شمال العراق، على إثرها؛ ما أسفر عن مقتل 25 عنصرا.

وأكد قائد الأركان الأميركي، بأن هجوم كتائب حزب الله العراقي على قاعدة كركوك كان هدفه "قتل أميركيين"، موضحا أنّ؛ "إطلاق 31 قذيفة ليس إطلاق نار تحذيري، بل هدفه التسبب في أضرار والقتل".

وبدا مارك إسبر أكثر وضوحا بقوله؛  "كل ذلك غيَّر المعطيات ونحن على استعداد لفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن موظفينا ومصالحنا وشركائنا في المنطقة".

الملفت أنّ واشنطن تقوم بحركة تصفيات سريعة، تحسب لصالحها، حتى على المستوى الشعبي في الشارع العربي، بعد استهداف ثنائي معادلة الصراع معها؛ البغدادي المتشدد، وسليماني مهندس إحياء المشروع الفارسي، دون إراقة دماء كثيرة.

إﻻ أنها بالمقابل؛ لم تنه الملف وتحسمه، فإيديولوجيا الرجلين، باقية ما لم يتم تجفيفها، وهي مرحلة تبدو أكثر صعوبة على اﻷقل في الوقت الراهن.


مقالات ذات صلة

9 ليرات وسطي إنفاق الفرد السوري يوميا خلال عام 2020

سوريا في المرتبة الأولى خلال 2020 بعدد ضحايا الألغام

إدارة بايدن تنهي عمل شركة نفط أمريكية شرق سوريا

موقع أمريكي يكشف عن ورقة مثيرة للجدل صادرة من ترامب بخصوص سوريا

الملكة إليزابيث غاضبة من "دونالد ترامب"

"دونالد ترامب" يعود مجددا