كل الطرق لإنقاذ حلب تمر من موسكو! - It's Over 9000!

كل الطرق لإنقاذ حلب تمر من موسكو!

بلدي نيوز – ياسر الأطرش

بعيداً عن الوقفات والتظاهرات الوجدانية التي عبرت من خلالها الشعوب عن مشاعرها تجاه حلب وحريقها، تبدو المعركة الموعودة على أسوارها، قد كشفت عن نتائج سياسية قبل أن تبدأ بشكل فعلي على الأرض وتطرح ثماراً عسكرية.

فقد كانت السيطرة الروسية – الإيرانية على الملف السوري برمته ظاهرة للعيان، حتى إن محللين راحوا يشتغلون ويُعملون النقد والتحليل في تشريح وضعية كل طرف منهما في القضية السورية، وماذا يريد أن يجني منها، إلى أن جاءت لحظة "جنيف" وكشفت بعد عدة مراحل أن موسكو وحدها هي المتحكم الكلي بالملف السوري، بعدما قررت إدارة الرئيس باراك أوباما التنازل عن الملف لمصلحة موسكو، وكذا فعل الشركاء الأوربيون و"الحلف الإسلامي" المغلوب على أمره.

العالم يتوسل إلى موسكو

قبل معركة حلب وأحداثها الدامية، كان الأمريكيون وحلفاؤهم يحرصون – ولو رمزياً- على الظهور بصفة شريك أساسي فاعل في القضية السورية، وهذا ما لم يعد ممكناً الآن، إذ ظهرت موسكو وكأنها المخلّص المرجوّ الوحيد لحلب من المجزرة، فتوجه إليها الأمريكان والأوربيون وأمين عام الأمم المتحدة بالطلب الذي يشبه الرجاء والتوسل، ليس من أجل إنقاذ المدينة، بل لضمها مؤقتاً إلى هدنة تؤجل دمارها فقط.

فقد دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، اليوم الاثنين، روسيا إلى التدخل لدى دمشق من أجل "وقف الضربات على حلب" واستئناف عملية السلام "في أسرع وقت ممكن".
وأضاف: "أبلغنا شركاءنا الأميركيين رغبتنا في أن تتم ممارسة أقصى الضغوط من أجل أن يتدخل الروس لدى النظام السوري تحقيقاً لهذه الغاية، لكن هذا لم يحدث حتى الآن"..

فيما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جنيف، اليوم، إن الحرب الأهلية في سوريا أصبحت في "نواحٍ عدة خارج السيطرة". وهو ما ينبئ بأن إدارة أوباما نفضت يديها من الملف وأعلنت عجزها أمام الإصرار الروسي الذي يزداد تشبثاً بنظام الأسد وشخصه وطريقة حكمه.

عجز أممي و"التحالف الإسلامي" اختفى

أما على المستوى الأممي، فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى ضم حلب إلى "نظام التهدئة" الذي أعلن مؤخراً، ويشمل دمشق والغوطة الشرقية الواقعة على مشارفها، ومحافظة اللاذقية.

وكرر دعوته "لجميع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية، ولا سيما الرؤساء المشاركين في المجموعة الدولية لدعم سوريا (روسيا والولايات المتحدة الأمريكية) لمضاعفة الجهود الرامية إلى دعم الأطراف السورية لوضع اتفاق وقف الأعمال العدائية في مساره الصحيح"..

وعلى المستوى العربي، فإن قطر لم تفلح في أكثر من جمع الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة الوضع في حلب، ليصدر عنها كالعادة بعض تنديد وحزمة تنديدات.

أما "التحالف الإسلامي"، الذي ظهر بقيادة سعودية – تركية، وهدد بدخول المعركة وتغيير الواقع على الأرض، كما ألمح العميد السعودي العسيري الناطق باسم وزارة الدفاع، والذي يقود حملة "عاصفة الحزم" الإعلامية في اليمن، فقد تلاشى ولم يعد له ذكر ولو على صعيد تصريحات إعلامية تصعيدية.

فالسعودية وحلفها لم يستطيعوا فرض أمر واقع في اليمن بعد أشهر من التدخل، فلجأوا إلى مفاوضات بين الأطراف اليمنية في الكويت.

وتركيا، المثقلة بهموم الداخل، ومحاربة التنظيمات "الإرهابية"، تقوم بما عليها لجهة استقبال 3 ملايين لاجئ، والاستمرار بالدعم على قدر الممكن، إلا أن هذا الممكن لم يعد كافياً لتغيير الوضع على الجبهات وحسم المعارك.

ويبقى لافروف، وحده، يتسيّد المشهد، ويملي ويأمر ويهدد ويتوعد، والعالم كله يحج إلى مقره في موسكو لاستعطافه، عسى يكف يد جيشه عن تدمير ما تبقى من حلب!..

وفي المقابل، وعلى الأرض، ثمة معادلة أخرى ربما لا يراهن عليها العالم، ولكن السوريين لم يراهنوا إلا عليها، فالثوار – عسكريين وسلميين- ما كانوا ليسلموا أمر ثورتهم ومصير بلادهم لصديق مزعوم أو سياسي موهوم، ولو فعلوها لكانت حلب وسائر سوريا قد سقطت بيد النظام منذ سنوات، وإلا فما سر هذا الصمود الأسطوري؟..

مقالات ذات صلة

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

حملة أمنية لملاحقة خلايا التنظيم شرق حلب

روسيا تنشئ تسع نقاط مراقبة بمحافظتي درعا والقنيطرة

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

ماسبب إزالة شركة صفة بعض مواقفها من شوارع مدينة حلب؟

روسيا تكشف عن أربع دول عربية عرضت استقبال اللجنة الدستورية بشأن سوريا